الكميائي ” عز الدين الجلدكي” مبتكر مساحيق الغسيل


من هو عزالدين الجلدكي :


هو مؤلف، كميائي وعالم رياضيات مسلم اسمه بالكامل “علي بن محمد أيدمر عز الدين الجلدكي”، لم تستقر المصادر على أصل تسمية الجلدكي ولكن بعضها أشار إلى أنها من الممكن أن تنسب إلى “جلدك” إحدى قرى خراسان القديمة.


كان الجلدكي عالما واسع الشهرة، غزير العلم له العديد من المؤلفات الهامة في مجال الكمياء والرياضيات، عاش في القرن الثامن هجريا كتب عن أهميته العلمية العديد من أشهر علماء جيله كجابر بن حيان، أبي القاسم العراقي، أبو بكر الرازي وابن أرفع رأس.


قالوا عن الجلدكي :


يقول عنه العالم والمستشرق البريطاني هولميارد (إن الجلدكي يعتبر بحق من العلماء الذين لهم دور عظيم في علم الكيمياء. واهتم الجلدكي اهتماما بالغا بقراءة ما كتب عن علم الكيمياء، فاتخذ من قراءاته وتحليله طريقة لبناء مسلك علمي في علم الكيمياء، وهذا ما يسمى بآداب علم الكيمياء العربية والإسلامية، وقام الجلدكى بتجارب علمية في حقل الكيمياء، وإن كان معظم عمله تحليليا، إلا أنه من العلماء الذين يدين لهم علماء العصر الحديث بالكثير).


أما المؤرخ العثماني الشهير حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون يقول عن الجلدكي (إن الجلدكى من العلماء المشهورين في علم الكيمياء ليس فقط بين علماء الغرب والمسلمين ولكن بين علماء الكيمياء بوجه عام).


في كتاب العلوم البحتة في العصور الإسلامية يقول كاتبه الدمشقي عمر رضا كحالة (إلا أن الجلدكى يعد من أعظم العلماء معرفة بتاريخ الكيمياء وما كتب فيها من قبله، وقد كان مغرما بجمع المؤلفات الكيميائية وتفسيرها، وكانت عادته أن ينقل عمن تقدموه من المشاهير كجابر بن حيان، وأبي بكر الرازي فقرات كاملة؛ وبذلك يكون قد أدى لتاريخ الكيمياء في الإسلام خدمة جليلة، إذ دون في كتبه الحديثة نسبيًا ما قد اندثر وضاع من كتب سابقيه فكانت مصنفاته أفضل مصدر لمعرفة الكيمياء والكيميائيين في الإسلام).

عز الدين الجلدكي مخترع مسحوق الغسيل1


إنجازات الجلدكي :


توصل العالم الجلدكي إلى اكتشاف بخصوص حمض النيتريك، حيث توصل على أن هذا الحمض قادرا على أن يفصل الذهب عن الفضة إذا ما كنا في حاجة إلى استخلاص الذهب الخام المخلوط مع الفضة، كما أن الجلدكي هو أول من توصل إلى أن المواد الكميائية لا تتفاعل مع بعضها إلا بكميات معينة، وهذه النظرية التي أرسى قواعدها كانت فيما بعد الطريق الأساسي الذي سار عليه مكتشفوا وضابطو قانون النسب الثابتة.


ويقول عبدالرازق نوفل بخصوص هذا في كتابه الشهير المسلمون والعلم الحديث (إنه وبعد خمسة قرون من وفاة الجلدكى أعلن العالم “براوست” قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي ومنطوقه هو نفس نظرية الجلدكى)، كما علق المستشرق هولميارد أيضا على اكتشاف الجلدكي لهذا القانون قائلا (إن الجلدكى توصل وبكل جدارة إلى أن المواد لا تتفاعل فيما بينها إلا بنسب وأوزان ثابتة).


مساحيق الغسيل :


يعد الجلدكي هو أول من ادخل على الصابون تحسينات بغرض جعله ملائما لتنظيف الملابس، وجدت طريقة الجلدكي المبتكرة في استخدام المسحوق الجديد رواجا لدى عموم الناس حتى وقتنا الحالي مما جعل هذا الاختراع من أكثر الاختراعات التي قام بها الجلدكي طرافة وفائدة، وللنظافة أيضا نصيبا مع ابتكار جديد للجلدكي وهو اختراع الكمامة حيث كان من أشد العلماء توعية للأخطار التي يسببها تنفس المواد الكميائية على البشر ومن هنا جائت فكرة (الكمامة).


كما اهتم الجلدكي بدراسة فروع أخرى من علم الكمياء حيث قام بدراسات كاملة في خواص الزئبق وكان يرى أن أصل جميع الأحجار الطبيعية يرجع إلى الزئبق، درس الجلدكي أيضا الحمضيات والقلويات دراسة شاملة متوسعة وهو أول من اكتشف أن المواد عندما تحترق تعطي ألوانا مختلفة.


أهم مؤلفات الجلدكي :


للجلدكي العديد من المؤلفات والتي تعد أبحاثا في حد ذاتها بعضها اندثر والبعض الآخر ظل محفوظا وأهم تلك المؤلفات هي، نهاية الطلب، البرهان في أسرار علم الميزان، مجلد المصباح في علم المفتاح والذي ينقسم إلى خمسة مراجع أساسي وهما، البرهان في أسرار علم الميزان، غاية السرور، نهاية الطلب في شرح المكتسب وزراعة الذهب، التقريب في أسرار التركيب في الكيمياء، كنز الاختصاص في معرفة الخواص بالإضافة إلى مؤلفات أخرى عديدة.