ما هي العدوى النفسية

العدوى النفسية هي شكل من أشكال التفاعل اللاإرادي من الشخص في مواجهة كافة الأفكار و المشاعر التي يحصل عليها من حوله و التي تؤثر عليه بالسلب و الإيجاب وعلى حالته النفسية أيضاً. و هذا ينتج عنه ترديد لمعتقدات وأفكار و تأثر شديد بها و من دون الوعي بكيفية و نوعية هذه الأفكار و مدى أهميتها و هل تتوافق مع أفكاره ومعتقداته الشخصية أم لا.

و لذلك لا يكون لفكر وعقل الإنسان دخل فيها و في فلترة هذه الأفكار بشكل سليم و صحي و يتأثر به الإنسان من دون وعي؛ و قد تجد هذه العدوى في الإنسان و الحيوان على السواء وهذا ما تجده في التأثر الشديد من قبل الحيوانات الأليفة في مواجهة البشر الذين يتعاملون معهم و يتأثرون بأفعالهم الطيبه و يحزنون لحزنهم و يفرحون لفرحهم .


اكتشاف العدوى النفسية

قد يؤدي التأثر بالعدوى النفسية لدى البشر إلى الوصول إلى فكرة التخلص من الحياة و العمل على نشر المعتقدات السلبية و السياسية الخاطئة أحيانا و التي تسمم أفكار أجيال بأكملها و تنشر الفكر السام و الكره الشديد للمجتمع الذين يعيشون فيه.

و قد تكون الأفكار والمشاعر التي تحمل في طياتها العدوى النفسية هي الأكثر نشاطاً و حيوية في المصابين بهذه العدوى و الذين يعملوا دائماً على التواصل مع غيرهم و تسميم أفكارهم بهذه العادات و المعتقدات التي ومع قلة الوعي قد يُكتب لها النجاح و يكون لها الدور الأساسي و الهام في نشر العدوى المرضية النفسية.

و هذه العدوى تختلف عن غيرها من أنواع العدوى التي تصيب البشر أيضاً فهي لا تنتشر بالإقتراب من شخص مريض أو عن طريق الرذاذ أو العطس أو إستخدام أدوات شخص مريض بل هي تنتقل مثل إنتقال المعتقدات و الأفكار السامة و التي قد تتواجد في كتاب ينشر أفكار تُدمر الشباب و تنشر الفتن و التفرقة  و قد يكون برنامج حواري تليفزيوني سام يعمل على نشر الشائعات و الضغائن.[1]

وهناك أنواع عديدة من العدوى النفسية التي  لها التأثير النفسي و الصحي على من يُصاب بها و منها عدوى المشاعر السلبي منها و الإيجابي.


عدوى المشاعر

يتم تعريف عدوى المشاعر بأنها الشعور الحسي و النفسي بين البشر جميعاً منذ بداية الخليقه و أن هذه المشاعر الحسية قد ولدت معهم و تتأثر بتأثرهم في مواجهتها لأن الإنسان يعمل على نقل المشاعر التي يحملها في داخله إلى الأفراد الأخرين حتى و إن كانوا في مكان جغرافياً بعيداً نسبياً عنهم و قد يكون لا يوجد تواصل فعلي لفترة من الفترات بينهم.

و تم تصنيف العدوي النفسية على أنها عملية لا شعورية و تلقائية تحدث و نجد أنفسنا نفعل ذات الأفعال و نفكر بذات الأفكار التي قد قام بها الأشخاص الأخرون و من دون أن ندري و لقد تم تقسيم هذه العدوى إلى نوعين أساسيين:

التقسيم الأول: و هو تقليد الشخص الذي نتعامل معه و نعرفه جيداً بشكل لا إرادي فنعمل على تقليد حركاته و طريقته في الجلوس و طريقة التفكير و الكلام و كل هذا بشكل غير طبيعي و لا إرادي و نابع من التركيز الشديد معه و بكل الحواس و الذي يساعد في التناغم من الشخصية التي نتأثر بها وبيننا؛ و منها عندما يُلقي علينا تحية

الصباح

و نردها عليه و نحن متأثرين بإبتسامة.[2]

التقسيم الثاني: و فيه تكون العدوى النفسية عن طريق التقليد للشخص الذي نتأثر به يكون جسدي أكثر من التأثر الكلامي أو الفكري و فيه نعمل على التأثر بشكل لا إرادي مع الشخص الأخر و إذا كان متأثراً من موقف ما أو حزيناً و غير ذلك فنكون على نفس موجته النفسية و الحزن الذي يتواجد في داخله و نفرح معه و نحزن معه و غالباً ما نتأثر بذات الوضعية التي يجلس فيها هذا الشخص.


العدوى النفسية عبر التواصل الإجتماعي

و بالرغم من أن مواقع التواصل الإجتماعي لها من الإيجابيات ما يعمل على التواصل معها بشكل جيد فهي أفضل مسوق إلكتروني لمنتجك الذي ترغب في تسويقه و هي التي تجعلك على التواصل مع شريحة كبيرة من المتعاملين الذين يساهموا في نشر منتجك و غيره من الأمور الأخرى و هو الوسيلة التي تجعلك على مقربة من الأصدقاء من كل أنحاء العالم.

إلا أن مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت منبعاً كبيراً للعديد من الأمراض النفسية و على إختلاف أنواعها لدى البشر و على رأسها العدوى النفسية و نشر الأفكار الهادمة والسلبية في كل مكان و العمل على زيادة الفتنة والكراهية بين الجميع.

و لقد كان لمواقع التواصل الإجتماعي دور كبير في هدم مؤسسات كاملة و ذلك بنشر الأفكار السلبية و العمل على زيادة الإحباط و نشر اليأس بين شريحة الشباب بشكل كبير؛ مما جعل العديد و العديد منهم العزوف عن إستخدام العديد من مواقع التواصل الإجتماعي و التخلص من التأثير السلبي النفسي لها و التي أنتجت العديد من الأمراض المجتمعية التي نعاني منها الأن.


التأثر بأمراض الآخرين

مما لا شك فيه أنه أحياناً عديدة و في سبيل المشاركة النفسية  مع الأخرين و للتهوين عليهم و ما يمرون به من مشاعر سلبية و أمراض نفسية قد يؤدي بنا التأثر معهم إلى الشعور بذات الأعراض النفسية و المرضية التي يمروا بها و الناتجة عن التأثر النفسي و الإندماج اللاشعوري و غير المحسوب و الذي لا يكون للعقل الواعي تدخل فيه مما يساهم في المساهمة في التأثر بالمرض النفسي و العدوي النفسية.

و يقول العديد من الأطباء النفسيين المتخصصين أن الإنفعال الزائد و التأثر الزائد بالأحداث يساهم في ظهور أمراض نفسية و تأثيرات جسدية على المريض و أيضاً تأثير كبير على الجهاز المناعي وهو خط الدفاع الأول للجسم في مواجهة العديد من الأمراض الخطيرة و أنه قد يصيب جهاز المناعة مما يعمل على قلة قدرة الجسم على مواجهة الأمراض والتصدي لها.

و بأن التأثر النفسي لما يواجهه الأخرين و أيانا نحن بشكل مبالغ فيه قد يؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة علينا مثل أمراض الأنيميا و أمراض القلب و الأوعية الدموية و الأورام السرطانية و الأمراض التنفسية و النفسية.

بلا شك و ما أكثرها من أمراض الوهم الذي يصيب الإنسان و يخيفه من أشياء لا وجود لها و هي في الحقيقة لا تستحق كل هذا التأثر؛ فالحياه مليئة بالأمور السلبية و الإيجابية و هو المغزى الأساسي من الحياة ولكن الهدف هو العمل على تفهم الحياه و أن نعيشها ببساطة شديدة غير عابئين بما قد يحدث غداً؛ فلندع غداً الذي لا نعرفه و نعيش اليوم الذي نحن فيه وفقط. و بأن غداً يوم أفضل و أن مشاركتنا مع الأخرين أحزانهم لا يجب أن تؤثر فينا بما يؤذينا.