مظاهرات حاشدة في جزر الكناري الإسبانية ضد “السياحة المفرطة”

فريق تحرير فوري22 أبريل 2024آخر تحديث :
جزر الكناري
جزر الكناري

آلاف المحتجون يطالبون بوضع حد لنمو السياحة الذي يهدد البيئة ويُشكل عبئًا على السكان المحليين

تظاهر عشرات الآلاف من سكان جزر الكناري الإسبانية، السبت الماضي، احتجاجًا على “السياحة المفرطة” التي تُغرق أرخبيلهم، حسب قولهم. طالب المتظاهرون السلطات بفرض قيود مؤقتة على دخول السياح للحد من ارتفاع أسعار الإيجارات وتشييد الفنادق بشكل مكثف، مما يُثقل كاهل السكان المحليين بتكاليف الإسكان.

تراوحت تقديرات عدد المشاركين في المظاهرات بين 20 ألفًا حسب الشرطة و50 ألفًا حسب المنظمين. جابت الحشود شوارع المدن الرئيسية في الأرخبيل، رافعين لافتات تُعبّر عن استيائهم، مثل “جزر الكناري ليست للبيع” و”نعم لوقف السياحة” و”احترموا المكان الذي أعيش فيه”.

نظّمت هذه التظاهرات 20 مجموعة اجتماعية وبيئية تُعبّر عن قلقها من التأثيرات السلبية للسياحة على جزر الكناري. يرى هؤلاء أنّ النموذج الاقتصادي الحالي يُضر بالسكان والبيئة على حدٍّ سواء، ويطالبون السلطات بوضع حد لعدد السياح.

صرحت إحدى المتظاهرات لتلفزيون “تي في إي” الإسباني: “لسنا ضد السياحة، لكننا نطالب بتغيير النموذج الحالي الذي يسمح بنموّها بشكل غير مُتحكم فيه”.

ومن بين مطالب المتظاهرين الرئيسية وقف بناء فندقين جديدين في جزيرة تينيريفي، وهي أكبر جزر الأرخبيل وأكثرها تطورًا، وإعطاء السكان المحليين حقّ المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بتنمية السياحة.

أوضحت المدرّسة نيفيس رودريغيز ريفيرا (59 عامًا) لوكالة فرانس برس: “لقد سئمنا من الازدحام (…) ومن شراء أجانب أثرياء لأراضي أجدادنا التي لا نملك المال لشرائها”.

يُهدد التدفق المستمر للسياح التنوع البيئي في جزر الكناري، كما يُفاقم أزمة الإسكان من خلال ارتفاع أسعار الإيجار، حسب ما شرح أنطونيو سامويل دياز غارسيا (22 عامًا).

تجذب جزر الكناري، الواقعة قبالة سواحل شمال إفريقيا، السياح بجمالها الطبيعي البركاني وشواطئها المشمسة. يبلغ عدد سكانها 2.2 مليون نسمة، وقد استقبلت العام الماضي 16 مليون سائح.

يُعدّ قطاع السياحة مصدرَ رزقٍ لأربعة من كل عشرة من سكان جزر الكناري، حيث يُمثل 36% من الناتج المحلي الإجمالي.

مع ذلك، تزايدت الاحتجاجات المناهضة للسياحة في الأشهر الأخيرة في جميع أنحاء إسبانيا، ثاني أكثر الدول استقطابًا للسياح في العالم. تسعى السلطات إلى إيجاد حلول تُوازن بين حماية السكان المحليين والحفاظ على هذا القطاع المربح الذي يُساهم بنحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا ككل.

استقبلت إسبانيا العام الماضي حوالي 85 مليون سائح.

تداعيات “السياحة المفرطة”:

  • الضغط على الموارد البيئية: يؤدي ازدياد أعداد السياح إلى استهلاكٍ مفرط للمياه والطاقة، وإنتاج كميات هائلة من النفايات، ممّا يُهدد التنوع البيئي في جزر الكناري.
  • ارتفاع تكاليف المعيشة: يُساهم ارتفاع الطلب على السكن في الجزيرة في قفزة أسعار الإيجارات، ممّا يُشكل عبئًا على السكان المحليين، ويُصعّب عليهم العثور على أماكن سكن مناسبة.
  • ازدحام المرور: تُعاني جزر الكناري من ازدحام مروري خانق، خاصةً خلال موسم الذروة السياحية، ممّا يُؤثّر سلبًا على جودة حياة السكان المحليين.
  • فقدان الهوية الثقافية.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة