هل تشكل القيادة خطرآ على مرضى القلب ؟

تعددت أمراض القلب وأصبحت أكثر شيوعآ مما سبق ، فقد أكدت العديد من المنظمات الصحية المتخصصة في دراسة أمراض القلب أن الزيادة في معدل الإصابة بأمراض القلب أصبخ خطيرآ ويعرض الكثيرين للوفاة المفاجئة ، حيث زادت أمراض القلب حتى وصلت إلى 60 % عن نسبة الإصابة بالمرض في السنوات السابقة ، وقد أكدت الدراسات أيضآ أن نسبة الوفيات الناتجة عن الإصابة بأمراض القلب وصلت إلى ثلالثة ملايين شخص على مستوى العالم ، أبرز هذه الدول هي دول الخليج العربي والولايات المتحدة الامريكية ، وأمراض القلب هي أمراض في بعض الاحيان تعد أمراضآ مزمنة ، فهناك امراض تصيب القلب لا علاج لها ، وكل ما يمكن عمله تجاهها هو التعايش مع هذه الأمراض وتناول علاجات طبية تساعد في تخفيف أعراض هذه الامراض ومنع حدوث مضاعفات ، بالإضافة لبعض التغييرات في نظام الحياة تمنع من تدهور الحالة الصحية لمريض القلب وتطورها لوضع أسوأ ، فيحتاج المريض للتخلي عن بعض العادات الحياتية التي كان المريض معتادآ عليها من قبل .

ومن المعروف أن قيادة السيارة هي أحد الأنشطة اليومية التي تتطلب تركيزآ ذهنيآ عاليآ ، كما تحتاج القيادة لبذل مجهود كبير ، خاصة عند القيام بالقيادة لفترات طويلة ، خاصة وأن بالدنا أصبحت تتصف بإزدحام الشوارع والطرق ، وهو ما يزيد الضغط الذهني والبدني والعصبي على مريض السيارة .

وإذا تحدثنا عن إمكانية قيام مرضى القلب بقيادة سياراتهم ، فالأمر يحتاج التوقف عنده والاستماع لآراء الاطباء في هذا المجال ، حيث يؤكد أطباء القلب أن هناك حالات عديدة من مرضى القلب يمكنهم قيادة سياراتهم بشكل طبيعي ، لكن هناك عددآ كبيرآ أيضآ من أمراض القلب تمنع المصابين بها من القيادة مرة أخرى ، حيث تمنع بعض الامراض المريض من القيادة نتيجة تسببها في أعراض خطيرة أو مضاعفات خطيرة تعرض المريض للوفاة أثناء القيادة .


ويتوقف قرار الطبيب بإمكانية قيادة المريض لسيارته من عدمها على عدة عوامل هي :


1 – نسبة التعافي من المرض :

تحدد نسبة تعافي مريض القلب من مرضه تقرير هل يمكنه القيادة أم لا ، فهناك بعض الامراض لا يتم التعافي منها بشكل نهائي ، كبعض الأمراض الخاصة بالشريان التاجي ، وأمراض الجلطات القلبية ، ومرضى فشل القلب الإحتقاني ، فيمنع في هذه الحالات المرضى من قيادة السيارات ، تجنبآ لإصابتهم بأي ضرر أثناء القيادة ، حيث أن هذه الامراض تتسبب في زيادة تعرض المرضى للإغماء المفاجيء وهو ما قد يتسبب في موتهم أثناء القيادة ، والحالة الوحيدة التي يسمح فيها للمريض بقيادة سيارته هي وصول نسبة العافي إلى 90 % والتأكد من زوال الاعراض والمضاعفات الخطيرة .


2 – هل مازال المريض يعاني من مشكلة بالقلب :

في بعض الأمراض القلبية يتلقى المريض علاجآ ، لكن يظل يعاني وجود المرض ، وهو ما يسبب له إزعاجآ ومتاعب كبيرة ، فيمنعه الطبيب من القيادة ، فطالما المريض يعاني من مشكلة ما بالقلب ، لا يمكنه قيادة سيارته لأن ذلك فيه تعريض لحياته للخطر ، فقد يصاب المريض أثناء القيادة بالنوبات القلبية أو الذبحات الصدرية ، أو حتى السكتات القلبية ، التي قد تودي بحياته على الفور ، فيطلب منه الطبيب عدم القيادة حتى تتحسن صحته ، ويتم التأكد من زوال المرض بشكل تام .


3 – العمليات الجراحية :

بعض العمليات الجراحية الخاصة بالقلب يحدد لمريض مرور وقت محدد بعد العملية لمعاودة قيادة سيارته ، فعلى سبيل المثال بعد إجراء عملية قسطرة القلب يسمح له بالقيادة بعد مرور شهرآ ، لكن بعد عملية القلب المفتوح يمنع المريض من القيادة إلا بعد مرور ثلاثة أشهر على إجراء الجراحة .