التعبير الحقيقي والتعبير المجازي

يوجد التعبير المجازي والحقيقي في أغلب اللغات المستعلة بين الناس، وتعتبر اللغة العربية ثرية بالتعابير والمعاني، والأمثلة التي تشير الى هذين المصطلحين، فالمعنى المجازي هو من الوسائل البيانية الذي يكثر في كلام الناس، البليغ منهم وغيرهم.

المعنى المجازي والحقيقي

التعبير الحقيقي

استعمال اللفظِ فيما وُضِعَ له أَصلاً، أي دلالة اللفظ على المعنى الموضوعِ له في أصل اللغة.

و معنى ذلك: الحقيقةُ أنْ تقول: الشمس ـ تريد بهذا اللفظ الكوكبَ العظيمَ.

و إليك هذه الأمثلة:

  • الحمد لله على نعمه و إحسانه.
  • هزم الجنودُ الأَعداءَ.
  • قرّر نواب المجلس إلغاء الضرائب .

التعبير المجازي

استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقةٍ مع قرينةٍ مانعةٍ من إرادة المعنى الحقيقي.

ومعنى ذلك، كأنْ تنقلَ، أو تُطلقَ لفظَ (الشمس)  على الوجه الجميل، أو تنقلَ لفظَ (البحر) إلى الرجل الجواد.

  • قال المتنبي: فلا زالت الشمس التي في سمائه، مطالعة الشمس التي في لثامه

(غطاء الوجه) الشمس التي في لثامه: الممدوح وليست الشمس الحقيقية لأنها لا تكون في الغطاء .

  • كان خالد بن الوليد إذا سار سار النصر معه. سار ( يمشي )

سار النصر : النصر لا يسير، وسار هنا ليست حقيقية وإنما معناها ملازمة النصر لخالد بن الوليد في كل معركة.

  • قال المتنبي مادحا : واستقبلت قمر السماء بوجهها # فأرتني القمرين في وقت معا

قمر السماء (حقيقي) أما ( القمرين) أحدهما حقيقي، والآخر مجازي وهو الممدوحة لأنه لا يوجد سوي قمر واحد. [1]

التعبير المجازي في الشعر

أولى القصائد، للشاعر نضال برقان، هي قصيدة الثراء المجازي، وهي بعنوان عتمة في الكلمات مع تجاوزنا للديباجة ” حنين ” يضعنا الشاعر، وجهًا لوجه، أمام نوع من المجاز أبعد ما يكون عن الخفة.

فمن العتمة في الكلمات، إلى الحب الذي يربيه العاشقان مثل طفل يحنو عليه الأبوان ويحدبان، إلى حب كالقطار لا يمل الحبيبان انتظاره، فإلى الريح التي تأكل، والصمت الذي يتلون بألوان، فإلى الشخص (المتكلم) الذي ينداح في الكلمات.

تبدو المجازات ملتفا بعضها في بعض، فالصمت بحْر، والحلم حكاية تروى، والمرآة كأنما هي مغفرة تضلّ في الطريق،

وفي هذا الفيض من المجازات تجبهنا أبيات عدة تخلو من أي تعبير مجازي:

لا تبتعد يا نهرُ، لا تترك فمي

من غير ما كلم، ولا قلبي ظمي

عيني بعينك في الزمان ولا أرى

إلا سواك كأنني ليلٌ عمي

وكأن ما بيني وبينك واضحٌ

حد الغموض،

فلا أراك، وأنت تحرس أنجمي

لا تبتعد يا نهر إلا في دمي

هذا المقطع يدنو من الكتابة الشعرية المباشرة، وقد أنقذه من ذلك، ورفع عنه وزْرَ التقرير، وعقبى التعبير الذهني، ما تضمنه من مفارقة لفظية تتجلى في قوله ” واضحٌ حدّ الغموض ” فهذا التضاد اللفظي، أو التنافر الدلالي، حلّ محل التعبير المجازي الذي غاض في هذه البيات ونضب.

فمن شرفة القلب، إلى باب يرتدي بزة كالإنسان، بابٍ له روح، كالطريق الذي له أبناؤه. وحتى الفرح يستحيل مًطرًا ” ثم أمطرُ من فرحي “

أشدّ الرحال إليك كليل

يشد الرحال لبحر الظلام ِ

وفيك أمدّ يدًا لي كمعنىً

يحاول كينونة في الكلام ِ

فأينك لست هنا أو هناك

كأني خيالٌ، ومحض منام ِ

ومن يتأملْ المقطع التالي من القصيدة، يدركْ بيسر اكتظاظه بالمجاز، فالحديقة فيه ليست حديقة حقيقية، بدليل أنّ المرأة التي يخاطبها المتكلم العاشق تعيد جمع ما تفرق من الأغاني، وتزْرعها في الأرض مثلما يزرع الفلاح الفسائل، والأشتال بعد اقتلاعها من الحياض.

كذلك القلب يرفرف، والعزْقُ هنا استعمال مجازي بلا ريب، لأنّ الأغاني نبت يعزق من باب المجاز اللغوي، والأرض أم تبرّ، وتحنو، على هاتيك الأغاني.

في الحديقة

كان يرفرفُ قلبي

حواليكِ من فرْطِ بهجته

بينما

تجمعين الأغاني التي

عزقت في الصدى

وتعيدينها من جديد إلى أمها الأرض دون أذى [2]

التعبير المجازي بالانجليزية

التعبير المجازي هو عمليّة استخدام كلمة أو جملة معيّنة في سياق غير سياقها الاعتيادي، ويستخدم عادة في اللغة لإضفاء نوع من الجمالية على النص.

قد يكون لاستخدام التعابير المجازية عدّة أهداف تشمل: التأكيد، عذوبة التعبير، أو الوضوح؛ وعلى الرغم من أنّ الهدف الأخير لا ينطبق على جميع التعابير المجازية؛ نظرًا لأنّ أغلبيتها تحدث نوعًا من الغموض فيما يتعلّق بالمعنى الحقيقي والمجازي.

تزخر اللغة الإنجليزية بالعديد من التعابير المجازية التي تستخدم في مختلف أنواع الكتابة، ويقتصر وجود بعض هذه التعابير على النصوص الأدبية والشعر في حين يمتدّ استخدام بعضها الآخر إلى اللغة العامية المستخدمة في حياتنا اليومية.

وفيما يلي أشهر أنواع التعابير المجازية شائعة الاستخدام:

التشبيه Simile

يعدّ التشبيه طريقة مباشرة للمقارنة بين شيئين مختلفين تمامًا.

  • He was strong as a rock ومعناها بالعربية كان قويًا كالصخرة
  • He is as busy as a bee وبالعربية غنّه مشغول كالنحلة

الاستعارة Metaphor

هي أحد أفضل التعابير المجازية المستخدمة في الكتابة سواءً كانت أكاديمية أو كتابة مقالات أو كتابة محتوى.

  • I’m drowning in a sea of grief  ومعناها أنا أغرق في بحر من الأحزان.
  • My brother was boiling mad ، ومعناها أخي كان يغلي من الغضب.

الجناس Anaphora

يُقصد بالجناس تكرار استخدام نفس الكلمة، أو العبارة في بداية الجمل، أو الأبيات الشعرية المتتالية؛ ممّا يضفي نوعًا من القوة والجمالية للنصّ ويثير عاطفة القارئ.

  • Every day, every night, in every way I’m getting better and better ومعناها في كل يوم وليلة وبكل الطرق أنا أصبح أفضل وأفضل.  [3]

أنواع التعبير المجازي

إنّ المجاز على قسمين:

المجاز اللغويّ

وهواستعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة، أي بمعنى مناسبة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، ويكون الإستعمال لقرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، وهي قد تكون لفظيّة، وقد تكون حاليّة، وكلّما أطلق المجاز، انصرف إلى هذا المجاز وهو المجاز اللغوي.


أقسام المجاز اللغوي

إنّ المجاز اللّغوي إن كانت العلاقة فيه هي المشابهة، سمي المجاز بـ (الإستعارة)، وإلاّ سمّي بـ (المجاز المرسل)، وكل واحد من (المرسل) و(الإستعارة) إما (مفرد) أو (مركب) فالأقسام أربعة:

  1. مجاز مفرد مرسل.
  2. مجاز مفرد بالإستعارة.
  3. مجاز مركّب مرسل.
  4. مجاز مركّب بالإستعارة.

ويجري الأوّلان في الكلمة، والأخريان في الكلام.

المجاز العقلي

وهو يجري في الإسناد، بمعنى أن يكون الإسناد إلى غير من هو له، مثل: شفى الطبيب المريض، فإنّ الشفاء من الله تعالى، فإسناده إلى الطبيب مجاز، ويتمّ ذلك بوجود علاقة مع قرينة مانعة من جريان الإسناد إلى من هو له.


أقسام المجاز العقلي

المجاز العقلي على قسمين:


  • الأول : المجاز في الإسناد.

وهو إسناد الفعل أو ما في معنى الفعل إلى غير من هو له، وهو على أقسام، أشهرها:

  1. الإسناد إلى الزمان، كقوله: (من سرّه زمن سائته أزمان) فإن إسناد المسرّة والاساءة إلى الزمان مجاز، إذ المسيء هو بعض الطواريء العارضة فيه، لا الزمان نفسه.
  2. الإسناد إلى المكان، نحو قوله تعالى: (وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم)(1) فإنّ إسناد الجري إلى الأنهار مجاز، باعتبار مائها.
  3. الإسناد إلى السبب، كقوله: (بنى الأمير المدينة) فإنّ الأمير سبب بناء المدينة لا إنّه بناها بنفسه.
  4. الإسناد إلى المصدر، كقوله: (سيذكرني قومي إذا جَدَّ جِدّهم) فإنّ الفعل (جَدَّ) أُسند إلى المصدر: (جِدّهم(مجازاً، لأنّ الفاعل الأصلي هو الجادّ.

  • الثاني: المجاز في النسبة غير الإسنادية، وأشهرها النسبة الإضافيّة نحو:
  1. (جَرْيُ الأنهار) فإنّ نسبة الجري إلى النهر مجاز باعتبار الإضافة إلى المكان.
  2. (صومُ النهار) فإنّ نسبة الصوم إلى النهار مجاز باعتبار الإضافة إلى الزمان.
  3. (غُرابُ البَين) فإنّه مجاز باعتبار الإضافة إلى السبب.
  4. (اجتهاد الجِدّ) مجاز باعتبار الإضافة إلى المصدر. [4]