مقتطفات من رواية في قلبي انثى عبرية

رواية في قلبي انثى عبرية

هذه القصة هي عمل روائي فريد يحمل بين طياته تفاصيل قصة حقيقية حدثت بالفعل في قلب حارة اليهود في الجنوب التونسي وتتشابك الأحداث حول المسلمة اليتيمة التي تربت بين أحضان عائلة يهودية، وبين ثنايا مدينة قانا العتيقة في الجنوب اللبناني تدخل بلبلة غير متوقعة في حياة ندى التي نشأت على اليهودية بعيدًا عن والدها المسلم.

تتتابع اللقاءات والأحداث المثيرة حولهما لتخرج كلًا منهما من حياة الرتابة وتسير بها إلى موعد مع القدر، (في قلبي أنثى عبرية) هي رواية مستوحاة من أحداث حقيقية في قالب روائي مشوق ولا يمكن تصنيف هذه الرواية ضمن

روايات الحب العربية

المعهودة، ذلك لأنها تمتلك طابع ديني وسياسي أيضًا بين جنباتها، وهناك الكثير من

روايات رومانسية تستحق القراءة

.

ملخص رواية في قلبي أنثى عبرية

هذه الرواية لا نستطيع تصنيفها كرواية رومانسية أو ضمن

روايات الحب

؛ فالمحور الأساسي لها محور ديني مع جانب رومانسي واجتماعي سياسي، ولقد حاولت الكاتبة في هذه الرواية عمل مقارنة بين الأديان السماوية الثلاثة، ليس من الجانب العقائدي والمعتقدات، إنما من الجانب الإنساني والبشري، ودراسة تأثير كل دين علي معتنقيه، وستجد في هذه الرواية لأول مرة أن أحدًا قد تناول الشخصية اليهودية تناول صادق بعيدًا عن الصورة النمطية التي تظهرهم ككائنات شيطانية متوحشة، بحيث تعرضهم لنا الرواية في صورتهم الإنسانية بصالحهم وطالحهم كحال جميع البشر، ولقد وصفتهم الكاتبة وصف دقيق وفريد قائلة: إن اليهود مثل كل البشر ليسوا شياطين فى نهاية الامر، بل أشخاص عاديون لديهم قضاياهم التي تشغلهم، فالمشكلة ليست في وجودهم في حد ذاته، إنما في القضايا التي يدافع عنها قسم كبير منهم، والطريقة المتبعة في ذلك؛ فليس هناك عرق شرير بالفطرة.

رواية في قلبي أنثى عبرية هي رواية مستوحاة من قصة حقيقية في صورة روائية مشوقة تحمل في طياتها العديد من معاني الحب والإيمان، وتحكي الرواية عن قصة

حب

صادق، وتحكي عن الاحتلال، وعن الغربة والانتماء للوطن، وعن التعايش بين الأديان السماوية باختلافاتها، وعن الاقتناع بالإسلام والإيمان التام بالله سبحانه تعالى.

وتدور الأحداث في جزيرة جربة التونسية تحديدًا في حارة اليهود، وفي قرية قانا في جنوب  دولة لبنان المحتلة، وتحكي القصة عن الطفلة ريما المسلمة والتي تربت في حضن عائلة يهودية (بابا يعقوب)، وتحكي عن الشابة اليهودية ندى والتى نشأت على تعاليم اليهودية بعيدًا عن والدها المسلم الذي انفصل عن والدتها لتكبر داخل عائلة نصف أفرادها من اليهود والنصف الآخر من المسيحيين، وتبدأ الأحداث عندما يدخل شاب مسلم يدعى أحمد في حياة ندى وتتابع الأحداث بعد ذلك لتتغير بعدها حياة هؤلاء الثلاثة بما هو مكتوب لهم ، وهي من

روايات عربية تستحق القراءة

.

أسلوب الكاتبة في رواية في قلبي أنثى عبرية

الجزء الأول من الرواية كامل لغويًا، ومن ناحية الأسلوب والأحداث في الرواية والتأثير والحبكة فهي مؤثرة وعاطفي جدًا، وهو عمل روائي يستحق خمسة نجوم عن جدارة، ويعتبر الجزء الثاني من الرواية ليس على نفس مستوى الجزء الثاني، ففيه بعض الجوانب التي تمتلك العديد من العيوب فمثلًا:

لقد تغلب الجانب الإصلاحي الدعوي في الرواية عند الكاتبة على الجانب الأدبي فلقد بدأت الكاتبة أحداث الرواية بطابع سردي يميل الى المبالغة شيئًا فشيئًا؛ حيث يمكن للقارئ تفهم وتوقع إسلام بطلة الرواية ندى، لكن أن يدخل كل يهودي ظهر في الرواية إلى الإسلام بهذا الشكل السريع والسطحي فهو أمر غير واقعي وحقيقي، ولكن من الممكن أن الكاتبة لجات إلى ذلك حتى تُظهٍر دور الإصلاح والدعوة إلى الله وتعمل على تشجيع الناس في جميع المجتمعات المسلمة إلى القيام بهذا الدور دعوي العظيم.

هذا الجانب الدعوي في الرواية قد أفلح عندما اتبعه بطل الرواية أحمد مع ندى، لكن ليس من الضروري أن يتم مع جميع شخصيات الرواية، ذلك لأن اليهود لا يرون دينهم بهذه السطحية التي عرضتها لنا الرواية، كما أن جميع الديانات ومعتنقيه ليسوا بهذه السطحية أيضًا، وعمومًا لا يمكننا التعميم على جميع الأشخاص؛ فالتجارب الدينية التي يمر بها كل إنسان هي تجارب فردية لا يمكننا القياس عليها في العموم، فعندما يسلم شخص بعد سيره على خطوات معينة، فهذا لا يعني أن كل من يسير على هذه الخطوات سيسلم؛ فكل إنسان وله مدخل مختلف، وقد لا يكون له مدخل من الأصل؛ فالهداية تبدأ من عند الله الذي يشرح القلب، ويهدي البصيرة.

جاء أيضًا موضوع فقدان أحمد لذاكرته بطريقة نمطية وساذجة كما نراها في الأفلام، فكيف من الممكن أن يسبب معرفة أحمد أن صديقه حسان يحب خطيبته ندى صدمة عصبية أو نفسية أفقدته ذاكرته على الفور؟ ولكن إذا تم الافتراض أن هذا الأمر حدث بسبب صدمة رأسه، فكيف يمكن لأحمد أن يستعدي ذاكرته انتقائيًا؟ كيف يستعيد بعض الذكريات دون الأخرى؟ كيف يتعرف على جميع الأشخاص إلا خطيبته السابقة ندى؟ بالطبع كل هذا غير المنطقي.

اقتباسات ومقتطفات رواية في قلبي أنثى عبرية

  • لا تجعلي المسلمين ينفرونك من الإسلام فتطبيقهم لتعاليمه المتفاوت، لكن انظري في خلق رسول الإسلام وحده ضمن كل البشر خلقه القرآن.
  • أعلم أني لن أكون قوية على امتداد الطريق، لذلك أريدك أن تأخذ بيدي وتردني إلى الصواب، أرجوك، كن معي لنمضي معًا إلى آخر المشوار.
  • فإنني أحمل ذاكرتي على كفي، تلك اللعنة ظلت ترافقني، لعلني لم أرزق نعمة النسيان مثل كل البشر.
  • أن تكون عاريًا من الهوية، حافيًا من الانتماء، فذلك أقسى أشكال الفقر إلى الفقراء الذين لما يدركوا مدى فقرهم.
  • يا رب أعلم أن هذا امتحانك لصبري وثباتي لكنني أسألك ألا تطفئ كل الشموع في وجهى، يا الله اترك لي بصيص أمل أعيش به باقي أيامي فإنني قد وهنت.
  • هل تعرف ما مشكلة هذه الحياة؟ أننا نعيشها مرة واحدة.
  • حين حكمت القلب في أمور العقل سقط الجسد بينهما.
  • حاول ألا تحكم على الإسلام من تصرفات المسلمين، أو على الأقل لا تحكم من تصرفات أولئك الذين ينتمون إليه بالوراثة.
  • أخطاؤك وهفواتك، سقطاتك وذنوبك قد تكررها عن غباء وسفاهة أو تكبر وجهل، لكنك لا تملك الرجوع إلى الوراء في خط الزمن لتمحوها وتغير أثرها.
  • لا تجعلي المسلمين ينفرونك من الإسلام، فتطبيقهم لتعاليمه متفاوت.
  • عيبنا نحن بنات حواء أن مشاعرنا تسيرنا وقلوبنا تتحكم بنا.
  • رفعت رأسها ببطء في اتجاهه، فالتقت بعينين ثاقبتين تحدقان فيها بثقة و تمعن، فخفضت عينيها بسرعة وقد سرت في جسدها رجفة غريبة، قليل الأدب! تمتمت في سرها في استياء، كم هو هادئ! وواثق من نفسه، وفوق هذا يتأملها بوقاحة دون أن يراعي وجود والده ووالدها معهما في الغرفة، كانت تجهل كل شيء عن الرؤية الشرعية لدى المسلمين.
  • أخاف إن نحن ذُقنا حياة الاستقرار والفراغ، أن نفقد هدفنا ونصبح أشخاصًا عاديين، أن نستسلم لنمط الحياة السهلة لم يكن لي هدف في الحياة غير المقاومة، فهل يمكنني؟ هل يمكننا أن نشد الرحال باتجاه أهداف أخرى؟ هذه الفكرة تخيفني، لست أدري إن كنت سأقدر على مواجهة حياة عادية، لا أتعرف إلى نفسي إلا من خلال المقاومة، لقد خلقت لأنجز هذه المهمة، وأقضي نحبي وأنا أفعل ذلك.[1]