من هو ” سعيد ناشي ” مؤلف كتاب التداوي بالفلسفة

فوري19 أكتوبر 2023
من هو ” سعيد ناشي ” مؤلف كتاب التداوي بالفلسفة

مؤلف كتاب التداوي بالفلسفة

الكاتب والمفكر المغربي سعيد ناشيد الذي آثار الجدل في الآونة الأخيرة حول أن

الإسلام

السياسي خرب الفكر الديني وهو واحداً من المفكرين العرب الذين لا زالوا يفكرون ويكتبون بمنهجية عالية وانضباط علمي كبير في وقت طغت فيه الأطروحات الشعبية الثقافية والفلسفية على المنتج الفكري العربي.

المهتم بقضايا التجديد الديني والباحث في الإسلام السياسي ويعتد في كتباته على التراث والموروث الديني والفقهي حيث أغنى المكتبة المغربية بإصدارات عميقة من الأعمال الفلسفية تنتصر أولاً وأخيراً للعقل والإنسان وله إسهامات بحثية وعلمية وهو عضو “رابطة العقلانيين العرب” ومن إصداراته:

  • كتاب قلق في العقيدة في عام 2011.
  • كتاب الحداثة والقرآن في عام 2017.
  • كتاب دليل التدين العاقل في عام 2017.
  • كتاب رسائل في التنوير العمومي في عام 2018.
  • كتاب التداوي بالفلسفة في عام 2018.
  • كتاب الطمأنينة الفلسفية في عام 2019.
  • كتاب الوجود والعزاء في عام 2020.
  • كتاب الفلسفة في مواجهة خيبات الأمل في عام 2020.

من هو سعيد ناشيد

المغرب مليء بالكتاب والمبدعين والأصابع الذهبية الذين كانوا وراء الأعمال والتحف الأدبية الراسخة وفي العقد الماضي برز اسم سعيد ناشيد ليكون من أبرز الكتاب في أسلوبه وأفكاره الفريدة وإلقاء الضوء عليه وعلى الدين الإسلامي وإسقاطه على حياة الناس في العصر الحالي.

حظيت كتبه بشعبية كبيرة وأصبحت أفكاره في

الوقت

نفسه قيمة ولم يتخل قط عن مهنة التدريس ودوره في المؤسسة

التربوي

ة المغربية وكان حريصاً على التأثير في طلابه وتقسيم إبداعه بين كتبه وعمله في التدريس ورغم العوائق التي حاولت إيقاف سيل قلمه استمر بلا هوادة وأصدر مؤلفات جديرة بالاهتمام ومغازلة الأفكار.


تجارب في التربية بين

الفرنسية

والفلسفة

عمل في مجال

التعليم

منذ بداية مسيرته حيث كان مدرساً للغة الفرنسية في المدارس الابتدائية ثم تولى منصب أستاذ الفلسفة بالمدرسة الثانوية بين مدينة فاس وسطات والعديد من التجارب الإستثنائية التي طور فيها أفكاره بشكل أكبر وفتح الطريق أمامه للدخول إلى عالم الكتابة كما حصل ناشيد على منصب المدير التربوي في إصلاحية ولكنه لم يبدأ واجباته إطلاقاً دون الكشف عن السبب وراء ذلك فعاد مرة أخرى إلى التدريس وركز بشكل كامل على كتابه الأول.

مؤلفات سعيد ناشيد

الاختيار العلماني وأسطورة النموذج


العقبة الأولى في

رحلة

الكتابة والتأليف:

  • كان عنوان الكتاب الأول لأنامل سعيد ناشيد “كتاب الاختيار العلماني وأسطورة النموذج” وفي هذا التأليف حاول تفكيك الخطاب العلماني الاستشراقي والغربي واستدعى النموذج الأول للعلمانية ومعاصره والتحولات الحديثة لفهم شكلها الحالي.
  • حيث طرح سؤالاً جوهرياً في كتابه ماذا يعني أن تكون مسلماً في

    العالم

    المعاصر؟ وكانت الإجابة: “أن تكون مسلماً اليوم يعني أن تكون عقلانياً وعلمانياً هنا الآن”.
  • كما تناول الكتاب العديد من الأفكار والنماذج المقارنة ووصل إلى درجة من الإتقان والإبداع ومن ناحية أخرى لم تكن حياة سعيد ناشيد مستقرة مثل كتاباته حيث واجه مشكلة خطيرة مع صاحب المنزل من كان يستأجر منه وتفاقم الوضع وأصبح أمام المحكمة وخسر القضية بمال كبير ولكن المشكلة لم تثبط عزيمته على الإطلاق.

كتاب قلق في العقيدة

وضع سعيد ناشيد مشاكله جانباً وانتقل إلى الكتاب الثاني بعنوان “قلق في العقيدة” والذي بلغ درجة عالية من الإبداع وكان مؤلفاً غزير الإنتاج بأسئلة وأجوبة منطقية.

حيث ركز فيه على تصور جديد عن علاقة الإنسان بالإيمان والأديان وتطرق أيضاً إلى عودة المثقف الإصلاحي إلى أسلوب الحوارات السقراطية ودعا القراء إلى استكشاف نمط جديد لإنتاج المعرفة حيث يقوم على المشاركة والتواصل بدلاً من التراجع إلى أبراج الوهم والتفوق الثقافي والتركيز أيضاً على آداب الحوار وقيم

الحب

وأخلاق

الحياة

.

كان يعمل في تدريس الفلسفة بالمدرسة الثانوية وبعد ذلك مُنع من مغادرة تراب المملكة للمشاركة في الندوات التي دعي لحضورها.

الحداثة والقرآن

أصدر ناشيد كتابه الثالث حول مشاكله والعقبات التي واجهها إلى أفكار إبداعية في كتابه “الحداثة والقرآن” حيث أثار هذا الكتاب بعض الجدل حيث تطرق إلى أن القرآن ترجمة بشرية لصور لها مصدر إلهي في الواقع وتطرق إلى فكرة أنها ترجمة أنجزها الرسول محمد وقد أكد رسول

الله

صلى الله عليه وسلم نفسه في كلمة وجهها إلى الناس في تلك الأزمنة القديمة على حسب ثقافتهم وظروفهم وتصوراتهم لهذا السبب وأكد سعيد في كتابه أنه لا يجوز.

بالنسبة لنا بأي شكل من الأشكال تقييم القرآن بمعايير الحداثة السياسية والثورة العلمية وحقوق الإنسان لا يجوز لنا التعامل معه كنص في العلوم أو السياسة أو الأخلاق وإذا فعلنا ذلك فسوف نرتكب جريمة كبرى وسنقوم بظلم كبير للقرآن وأشار إلى أن هذه التفسيرات تضع القرآن في أماكن تقلل من قيمته بدعوى تأكيد ما جاء فيه وهو أمر لا يتطلبه الخطاب القرآني نفسه وتمت مناقشة كل هذه الأفكار على نطاق واسع وانتقادها في نفس الوقت.

دليل التدين العاقل

واصل سعيد ناشيد الكتابة بغزارة ونشر كتابه “دليل التدين العاقل” وأجاب فيه على ثلاثة أسئلة أساسية ماذا يعني أن تكون متديناً؟ هل يعني أنني أكره العالم وأرفض الحياة وألعن الملذات واحتقر الجسد مشبعاً بثقافة الموت والاكتئاب؟ هل يعني أنني أنكر طبيعتي البشرية وأنكر طبيعتي التي تميل إلى الفرح والحب والجمال؟ أجاب سعيد على هذه الأسئلة في كتابه وشارك في العديد من الأفكار وقدم إجابات شاملة مليئة بالتفاصيل والأدلة.

من ناحية أخرى كان يعاني شخصياً وتعرض لمرض شديد يتمثل في انزلاق غضروفي منعه من

المشي

لمدة عام ونصف تقريباً وهي فترة يصفها ناشيد قائلاً: “قدمت ملفاً كاملاً ” من أجل الاستفادة من التقاعد لأسباب صحية بما في ذلك الانزلاق الغضروفي والحساسية والكلى وكلها مشاكل عانيت منها لفترة طويلة والمئات استفادوا ولم أستفد بلا مبرر طبعاً! واضطررت لمواصلة العمل في ظروف صحية صعبة.

تلخيص كتاب التداوي بالفلسفة

رغم كل ما تعرض له إلا أن قلم سعيد ناشيد لم يتوقف عن الكتابة وهذه المرة جسد خبرته وممارسته في الفلسفة ليصدر ثلاثية كاملة تحت عنوان الوجود والعزاء: الفلسفة في مواجهة خيبات الأمل والطب في الفلسفة وكذلك الهدوء في الفلسفة وفيه يقول ناشيد: “عندما تعرف نفسك يمكنك مواجهة نفوذ مشاعر

الخوف

والحزن والغضب التي تؤدي إلى سوء السلوك ومن ثم تعريض نفسك لخطر أكبر”.

نادراً ما يكون البقاء نتاج صداقات الحياة وإن البقاء هو ثمرة أسلوب حياة وهذا ما يقدمه لك الكتاب لتلعب دور

تأمين

السلام للروح وأن عقلك هو طوق خلاصك عندما تثق به وعقلك هو خلاصك عندما تطلب المساعدة منه وعقلك هو الوصي على أمنك الروحي وراحة البال عندما تعتمد عليه وعقلك هو طريقك عندما تسترشد به.

عزل سعيد ناشيد

في منتصف نيسان شهر أبريل 2021 أُقيل ناشيد من منصبه التدريسي بقرار خاص من رئيس مجلس الوزراء سعد الدين العثماني حيث أشار قرار الفصل إلى ما اعتبر إخفاق ناشيد في أداء وظيفته المهنية وغياباً غير مبرر عن العمل بالإضافة إلى استخدام الإجازة المرضية لغير العلاج وخروجه من البلاد دون تصريح من الإدارة.

من ناحية أخرى أصبح ناشيد بلا عمل أو مصدر رزق وشرح أسباب إقالته دون تلقي أي إنذار أو تنبيه في منشور إلى على صفحته الرسمية على فيسبوك وأرجع ما تعرض له إلى استمراره في الكتابة والنشر بينما لا يستطيع القيام بعمله بسبب الظروف الصحية.[1]

صحيفة فوري