الحمل الرحوي: حالة نادرة غالبًا ما تنتهي بالإجهاض

فوري19 أكتوبر 2022
الحمل الرحوي: حالة نادرة غالبًا ما تنتهي بالإجهاض

ما هي حالة الحمل الرحوي؟ ما علاقتها بمرض السرطان؟ ما هي أسبابها والأعراض التي قد ترافقها؟ معلومات هامة نوردها في المقال الآتي.

الحمل الرحوي: حالة نادرة غالبًا ما تنتهي بالإجهاض

فلنتعرف في ما يأتي على الحمل الرحوي (Molar pregnancy) أو ما يسمى بالرحى العدارية (Hydatidiform mole): 

ما هو الحمل الرحوي؟

هو حمل غير طبيعي ونادر الحدوث، تنمو خلاله أنسجة غير طبيعية في داخل الرحم، وغالبًا ما ينتهي الحمل الرحوي إما بإجهاض طبيعي أو بخضوع المرأة لعملية يتم خلالها تنظيف الرحم من أنسجة هذا النوع من الحمل.

ينشأ الحمل الرحوي عندما يندمج الحيوان المنوي مع البويضة بطريقة خاطئة أثناء عملية إخصاب البويضة، لتبدأ أنسجة غير طبيعية بالتكون في داخل الرحم بدلًا من المشيمة الطبيعية، وهذه الأنسجة قد تتخذ هيئة أورام وأكياس تملؤها السوائل شكلها شبيه بعنقود العنب.

إذا خضعت المرأة للعلاج اللازم فإنها غالبًا ستتعافى دون مضاعفات، أما إذا لم تحصل على العلاج المناسب عندها من الممكن أن يسبب الحمل الرحوي مضاعفات صحية خطيرة. 

أنواع الحمل الرحوي

هذان هما النوعان الرئيسيان والأكثر شيوعًا للحمل الرحوي، وكلاهما غير سرطاني، وهما:

1. الحمل الرحوي الكامل (Complete molar pregnancy)

حيث تنشأ أنسجة مشيمية متورمة وغير طبيعية قد تتخللها كيسات مليئة بالسوائل، ولا تتكون عادة أية أنسجة جنينية في الرحم. 

2. الحمل الرحوي الجزئي (Partial molar pregnancy)

حيث تتكون أنسجة مشيمية طبيعية إلى جانب أنسجة المشيمة غير الطبيعية، وقد يتكون جنين ولكنه غالبًا ما يتم إجهاضه في بداية الحمل. 

أسباب الحمل الرحوي

ينشأ الحمل الرحوي نتيجة وجود خلل ما في البويضة المخصبة، ففي الحالات الطبيعية من المفترض أن تحتوي كل خلية طبيعية على 23 زوجًا من الكروموسومات، يتكون كل زوج من قسمين، يأتي أحدهما من الأب والآخر من الأم وهكذا، أما في حالات الحمل الرحوي فإن الأمر قد يختلف، فعلى سبيل المثال: 

  • في الحمل الرحوي الكامل: تنشأ بويضة مخصبة مصدر مادتها الجينية هو الأب بالكامل.
  • في الحمل الرحوي الجزئي: تنشأ بويضة مخصبة تحتوي على مادة جينية طبيعية من جهة الأم وضعف كمية الكروموسومات من جهة الأب.

عوامل الخطر

على الرغم من أن أسباب الحمل الرحوي لا تزال غير واضحة، إلا أن هذه العوامل قد ترفع من فرص حصول هذا النوع من الحمل: 

  • حمل المرأة قبل بلوغها عمر 20 عامًا أو بعد تجاوزها عمر 40 عامًا. 
  • إصابة المرأة بحالات حمل رحوي سابقة. 
  • مرور المرأة بتجربتي إجهاض أو أكثر في وقت سابق.

أعراض الحمل الرحوي

على الرغم من أن هذا النوع من الحمل هو حمل غير طبيعي، إلا أن أنسجة المشيمة التي تكونت في الرحم قد تتسبب بإنتاج كميات كبيرة من هرمون الحمل، مما قد يؤدي لظهور العديد من الأعراض، والتي قد يكون بعضها شبيهًا بأعراض الحمل، وهذه قائمة بأبرزها: 

  • غثيان وتقيؤ حاد. 
  • تغير حجم الرحم بطريقة غير طبيعية. 
  • تنقيط دموي أو نزيف مهبلي، لا سيما في الثلث الأول من الحمل.  
  • أعراض شبيهة بأعراض مقدمات الارتعاج (Preeclampsia) خلال الثلث الأول أو الثاني من الحمل، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وتورم الأطراف. 
  • أعراض دالة على الإصابة بفرط الدرقية (Hyperthyroidism)، مثل: تسارع نبض القلب، ودفء ورطوبة الجلد، ورجفة اليدين، والعصبية. 
  • غياب نبض وحركة الجنين. 

تشخيص الحمل الرحوي

يتم تشخيص هذا النوع من الحمل عادة من خلال إخضاع المرأة لمجموعة من الفحوصات، مثل:

  • فحص الحوض (Pelvic exam).
  • فحص هرمون الحمل.
  • فحوصات وظائف الكبد والكلى.
  • فحوصات أخرى، مثل: التصوير بالأشعة السينية، وفحص المخطط التصواتي (Sonogram).

علاج الحمل الرحوي 

غالبًا ما ينتهي الحمل الرحوي بالإجهاض بشكل طبيعي، ولكن وفي حالات أخرى قد يحتاج الأمر لتدخل طبي. هذه بعض الخيارات الطبية المتاحة:

  • عملية التوسيع والكشط (Dilation and curettage) لإزالة أنسجة هذا النوع من الحمل جراحيًّا.
  • عملية استئصال الرحم (Hysterectomy)، وهذه قد يتم اللجوء إليها في بعض الحالات النادرة من الحمل الرحوي.

كما غالبًا ما يوصي الطبيب المرأة باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لمنع حصول أي حمل خلال السنة التي تلي عملية إجهاض الحمل الرحوي، وذلك للتقليل من فرص عودة الأنسجة غير الطبيعية للتكون خلال أي حمل مستقبلي. 

ما علاقة الحمل الرحوي بالسرطان؟

الحمل الرحوي هو أحد أنواع مرض الأرومات الغاذية الحملي (Gestational trophoblastic disease – GTD) وأكثرها شيوعًا، والمصطلح المذكور آنفًا هو مصطلح طبي يطلق على الحالات التي قد تتحول فيها أنسجة المشيمة الموجودة في الرحم إلى أنسجة شبيهة بالأنسجة السرطانية.

أنواع مرض الأرومات الغاذية الحملي عديدة، وعلى الرغم من أن 80% منها ليس سرطانيًّا إلا أن بعضها سرطاني، لذا وفي بعض الحالات النادرة قد يكون الحمل الرحوي سرطانيًّا.

كما يجب التنويه إلى أن عدم خضوع المرأة للعلاج اللازم قد يؤدي لظهور مضاعفات خطيرة، من ضمنها تكون أنواع نادرة من الأورام السرطانية، وهذه قد تنتشر لأجزاء أخرى من الجسم خارج نطاق الرحم. 


من قبل
رهام دعباس

الخميس 29 نيسان 2021


المرجع : webteb.com

صحيفة فوري