الفرق بين بريطانيا وإنجلترا

المملكة المُتحدة

المملكة المتحدة هي اختصار لمُسمّى المملكة المتّحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية (بالإنجليزية: United Kingdom of Great Britain and Northern Ireland)، وهي دولةٌ أوروبيّة تقع في الغرب من قارة أوروبا، وتطل على شمال المحيط الأطلسي، وبحر الشمال. سُميّت المملكة المتحدة بذلك لأنها عبارة عن اتحاد يضمّ شمال جزيرة إيرلندا، وجزيرة بريطانيا العُظمى، والتي تحتوي على كلٍّ من إنجلترا، وإسكتلندا، وويلز. عاصمة المملكة المتحدة هي مدينة لندن، وتبلغ مساحتها 243,610 كم2، بينما بلغ عدد سُكانها 64,430,428 نسمة في عام 2016م، وهي بذلك في الترتيب الثالث والعشرين على مستوى العالم من حيث عدد السكان.[١]

تُعدّ المملكة المتحدة إحدى القوى السياسيّة والاقتصادية العالمية التي لَعبت دوراً تاريخيّاً كبيراً في التاريخ الحديث؛ ففي القرن التاسع عشر الميلادي امتدت قبضتها على ما يُقارب رُبع الكرة الأرضية،[١] حتّى سُميّت بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس لامتدادها من الشرق إلى الغرب.[٢] اليوم، تلعب المملكة المتحدة دوراً مهماً في الصورة السياسية العالمية؛ فهي إحدى الدول الأعضاء الخمس الدائمين لمجلس الأمن، وعضو مؤسّس لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي تتبع نظام حكمٍ ملكيٍّ دستوريٍّ برلماني، وتترأس ما يُسمّى بدول الكومنولث،[١] وهو اتحاد يضُم جميع الدول التي كانت مُحتلْة من قِبَل المملكة المتحدة مُسبقاً.[٣]

بريطانيا

بريطانيا العظمى (بالإنجليزية: Great Britain) هي جزء من المملكة المتحدة، وأكبر جزء فيها، وهذه التسمية هي تسمية غير رسمية، وهي ليست عبارة عن بلد مُنفصل، وإنما مُسمّىً سياسيّ يُطلق على الجزيرة التي تحتوي على إنجلترا، وإسكتلندا، وويلز.[٤] تُعدّ جزيرة بريطانيا أكبر جزيرة بين مجموعة الجزر البريطانية، وتُشكِّل 73% من إجمالي مساحتها،[٥] وهي تقع في الشمال الغربي من قارة أوروبا.[٦] تبلُغ مساحة بريطانيا 229,848 كم2، وتضُمّ 90% من سُكان المملكة المتحدة، أي ما يُقارب 60.8 مليون نسمة.[٥] ويعود اسمها إلى العصور الوسطى؛ حيث كان هذا الاسم يُستخدم للتفريق بينها وبين بريطانيا الصُغرى، التي تقع اليوم في دولة فرنسا.[١]

إنجلترا

إنجلترا (بالإنجليزية: England) هي إحدى دول جزيرة بريطانيا العُظمى، والمملكة المتحدة. تقع إنجلترا في الجزء الجنوبي من جزيرة بريطانيا، وهي أكبر دولة فيها. تستحوذ إنجلترا على 57% من مساحة جزيرة بريطانيا الكلية، أي ما يُعادل 130,279 كم2، كما تضمّ إنجلترا 86% من إجمالي سكان الجزيرة، أي 53 مليون نسمة.[٥]

عاصمة إنجلترا هي مدينة لندن، وهي عاصمة المَملكة المتّحدة كاملةً، ولكن لا تتمتّع إنجلترا بحكومتها الخاصّة والمستقلة، بل تتبع سياسياً إلى المملكة المتحدة.[٧] يرجع اسم إنجلترا إلى العصور الوسطى، حيث كان اسمها “Engla Land” باللغة الإنجليزية القديمة، والتي تعني “أرض الأنجل”، والأنجل هي قبيلة جرمانية قديمة كانت تسكن إنجلترا في ذلك الوقت.[٨]

تاريخ بريطانيا وإنجلترا

يعود تاريخ بريطانيا العظمى وإنجلترا لأكثر من مليون سنة، لكنّها لم تلعب دوراً مهماً في التاريخ، وكانت تقع على هامِشِ الحضارة والتطوّر في ذلك الوقت. ظهرت بريطانيا بشكلٍ بارز في القرن الخامس الميلادي، عندما سكنها الساكسون، كما أدّى العامل الجغرافي إلي زيادة عُزلتها؛ فبسبب موقعها الجغرافي، وطبيعتها الجغرافية بكونها جزيرة كان من الصعب الوصول إليها من قِبَل المُهاجرين، ممّا زاد من عُزلتها في ذلك الوقت، وكانَ أوّل استيطانٍ بشريٍّ في بريطانيا في الألفية الثامنة قبل الميلاد، حيث سكن المنطقة مجموعة من الصيّادين.[٩]

في عام 4000 قبل الميلاد، وهو ما يُسمّى بالعصر النيوليثي، عرفت بريطانيا الزّراعة عن طريق المهاجرين النيوليثين، واتّبع هؤلاء المهاجرين بعض التقاليد الدينية، والتي تدلّ عليها المقابر الموجودة في المنطقة، وتبِعَتهم قبائل بيل بيكر التي قدمت من نهر الراين في عام 2300 قبل الميلاد. في الأعوام 400 – 700 قبل الميلاد شهدت بريطانيا تفاعلاً مُستمرّاً مع القبائل والمستوطنين من قارة أوروبا، حتى عام 200 ميلادي حين طغت قبائل السلت على المنطقة بشكل كامل، بينما استقرّت قبائل البيلجي في المَناطق الجنوبيّة الشرقية من بريطانيا.[٩]

الاحتلال الروماني

احتلّ الإمبراطور يوليوس قيصر منطقة البيلجي بين عامي 58 و50 قبل الميلاد، كما احتلّ بريطانيا في عام 55 قبل الميلاد تقريباً، وأصبحت المنطقة جزءاً من الإمبراطورية الرومانية. تطورّت المَنطقة كثيراً تحت الحكم الروماني، فتمّ إنشاء المدن، وارتفع عدد السُكّان، وشهدت أشكال الحياة تطوّراً كبيراً، كما شَهدت بريطانيا تطوّراً على صعيدي التجارة والصناعة، واعتمد الاقتصاد في ذلك الوقت على الزراعة بشكلٍ كبير، وعلى المعادن كالذهب، والفضة، والحديد. شهد القرن الثالث الميلادي اضطراباتٍ سياسيّةٍ نتيجة إصلاحات الإمبراطور الروماني ديوكلتيانوس، وتوالت هذه الاضطرابات حتى عام 410 ميلادي، وهو العام الذي انتهى فيه الحكم الروماني على بريطانيا.[١٠]

قبائل الأنجلو ساكسون

قبائل الأنجلو ساكسون هي من أشهر القبائل التي سكنت بريطانيا، ويعود تاريخ قدومها إلى عام 425 ميلادي، الذي شهد صراعات على السُلطة، ووصل الحُكم إلى الطاغي فورتيجرن، الذي استعان بقبائل الساكسون للدفاع عن السواحل الشرقية من بريطانيا، لكن هذه القبائل تمرّدت وانتهى الأمر بسيطرتها على بريطانيا، وهاجرت باقي هذه القبائل إلى بريطانيا.[١٠] استقرّت هذه القبائل الجرمانية في بريطانيا خلال القرنين الخامس والسادس الميلادي، وتمتّعت المنطقة باستقرارٍ خلال فترة حكم قبائل الأنجلو ساكسون، وعلى الرّغم من أنّ الدين المسيحي دخل بريطانيا للمرة الأولى في عام 245 ميلادي، إلا أنّ الأنجلو ساكسون تبنّت الدين المسيحي رسميّاً في عام 653 ميلادي.[١١]

العصور الوسطى وفترات الإصلاح

يتميّز عصر القرون الوسطى في بريطانيا بظهور الأُسر الحاكمة من النبلاء، التي كانت تتنازع فيما بينها على الحُكُم. بشكل رئيسي، تنقّل الحكم بين خمسة أسر، حكمت كلٌ منها لفترة، وتتفاوت فيما بينها بعدد الملوك الحاكمين لكل أسرة،[١٢][١٣] وهذه الأسر هي:

  • أسرة بلانتاجينت: حكمت بريطانيا بين عامي 1154م و1485م، وحكم منها 14 ملكاً.[١٤]
  • أسرة لانكستر: امتدّت فترة حكمها في بريطانيا بين عامي 1367م و1471م، وحكم منها 3 ملوك.[١٥]
  • أسرة يورك: امتدّت فترة حكمها في بريطانيا ما بين عامي 1442م و1485م، وحكم منها 3 ملوك.[١٦]
  • أسرة تيودور: حكمت بريطانيا لمدة 118 عاماً، وامتدّت بين عامي 1485م، و1603م، وحكم منها 6 ملوك وملكات.[١٧]
  • أسرة ستيوارت: آخر الأُسر الخمس، وحكمت بريطانيا بين عامي 1603م و1714م، وحكم منها 7 ملوك وملكات.[١٨]

تشكيل المملكة المتحدة

إنّ تاريخ تَشكيل المملكةِ المتحدة هو تاريخ مُعقّد ومُتشابك جداً، بدأ في عام 1536 ميلادي، حين تمّ ضمّ ويلز إلى ما كان يُسمّى في ذلك الوقت إنجلترا العظمى.[١٩] في عام 1707 ميلادي انضمّت أسكتلندا إلى إنجلترا وويلز، وتم ضمها تحت اسم بريطانيا العظمى،[٢٠] وفي عام 1801 صدر قرار ضمّ إيرلندا إلى بريطانيا العظمى، وسُميّت بالمملكة المتحدة، وتمّ ضم مجالس البرلمان للمنطقتين سوياً.[٢١]

الإمبراطورية البريطانية

تمكّنت بريطانيا من إنشاء أكبر إمبراطوريّة في العالم امتدّت عبر ربع الكرة الأرضية؛[١] حيث بدأت الإمبراطورية بعمليات الاستكشاف في عام 1497م، وحتى عام 1997م عندما انسحبت بريطانيا من آخر مُستعمرة لها، وخلال فترة ازدهارها، كانت الإمبراطورية البريطانية هي أكبر قوة في العالم، والقوة الوحيدة المعروفة فيه، ولم يكن المجال السياسي المجال الوحيد الذي سيطرت عليه، بل امتدّت سيطرتها على الجانب الاجتماعي والثقافي للمُستعمرات التي كانت تحتلّها، كما ساهمت بريطانيا في تشكيل ملامح التاريخ الحديث بجَميع جوانبه.[٢٢] ساهمت الحرب العالمية الثانية بضعف الإمبراطورية البريطانيّة بشكلٍ كبير بين عامي 1940م و1942م؛ حيث أدت خسارتها الحرب إلى تدمير اقتصادها، ممّا أدّى في النهاية إلى وضع حد لقوتها وسيطرتها في العالم.[٢٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج “EUROPE :: UNITED KINGDOM”, CIA Retrieved 13-2-2017. Edited
  2. “THE BRITISH EMPIRE – WHERE THE SUN NEVER SET”, news flash english.
  3. “commonwealth-realm”, your dictionary.
  4. “Map Of Great Britain – European Maps, Europe Maps Great Britain Map Information”, world atlas.
  5. ^ أ ب ت “England vs Great Britain vs United Kingdom Explained”, brilliant maps.
  6. “Facts about Britain”, project britain Retrieved 13-2-2017. Edited
  7. “Facts about England”, project britain.
  8. “Etymology”, england forever Retrieved 13-2-2017. Edited
  9. ^ أ ب “Ancient Britain”، Encyclopædia Britannica.
  10. ^ أ ب “Roman Britain”, Encyclopædia Britannica.
  11. “Anglo-Saxon-England”, Encyclopædia Britannica.
  12. “The Medieval Period”, britannia.
  13. “Reformation & Restoration”, britanniaRetrieved 13-2-2017. Edited
  14. “House of Plantagenet”, english monarchsRetrieved 13-2-2017. Edited
  15. “House of Lancaster”, english monarchsRetrieved 13-2-2017. Edited
  16. “House of York”, english monarchsRetrieved 13-2-2017. Edited
  17. “House of Tudor”, english monarchsRetrieved 13-2-2017. Edited
  18. “House of Stuart”, english monarchsRetrieved 13-2-2017. Edited
  19. “England in the 15th century”, Encyclopædia Britannica.
  20. “Act of Union”, Encyclopædia Britannica.
  21. “Great Britain, 1815–1914”, Encyclopædia Britannica.
  22. “the british empire”, british empire.
  23. “Britain, the Commonwealth and the End of Empire”, bbc.