موضوع عن الريف المصري

الريف المصري

يختلف مفهوم الرّيف كثيراً عن المدن فهو تلك المنطقة التي تتميز بطبيعة زراعية وبحياة بسيطة بعيدة عن أجواء المدن المزدحمة والمكتظة، فهو بحجمه الصغير جنّة الفلاح المُزارع. يغلب على سكّان الريف طابع البساطة وقوة العلاقة والتلاحم فيما بينهم؛ فالريف مجتمع تربطه الألفة بين القليل من السكان، ومن أهم الأرياف في الوطن العربي هو الريف المصري؛ فطالما استهدفت شاشات التلفاز عرضه للجمهور من خارج الريف.

مميزات الريف المصري

تنتشر في عدد من المحافظات المصرية الكثير من المساحات الزّراعية التي يزرعها الفلاحون، وقد تترواح المساحة الزراعيّة التي يمتلكها ويزرعها الفلاح المصري من قيراط واحد إلى فدّان؛ حيث يزرعها بالخضار الموسميّة التي تكفي حاجته وحاجة أسرته مثل: الطماطم، والفاصولياء، والبامية، والباذنجان والثوم؛ فهي أغذية رئيسية لا بدّ من تواجدها على مائدة الأسرة المصرية في الريف أو الغيط (الحقل)، وإلى جانب الخضروات يزرع أيضاً بعض أشجار الفاكهة؛ فالأراضي الزراعية المصرية هي أراضٍ خصبة صالحة لجميع أنواع المحاصيل.

يروي المزارع المصري مزروعاته من خلال ما يُسمّى بـ (الترعة)؛ وهي بركة مائية، ويروي أراضيه باستخدام (الكباس)؛ وهي مضخة تقوم بتدويرها ماشية يمتلكها المزراع وعادة عن طريق الجاموسة أو البقرة؛ ولكن حالياً يستخدم البعض من الفلاحين ماكنة الرد التي لا تحتاج إلى بقرة لتدويرها؛ لاختصار وقت العناء على الفلّاح.

تتميز البيوت الريفية المصرية بطابع البساطة؛ حيث تُبنى من الطوب أو (اللبِن)؛ وتكون هذه البيوت قريبةً من بعضها البعض، وفي كلّ منزل يُخصّص الفلاح المصري ما يُسمى بـ (الزريبة)؛ وهي المَكان الخاص بتربية المواشي، فنرى الفلاح يمتلك بقرة أو بقرتين ليحصل على الحليب والألبان والأجبان وكذلك على اللحوم وتصنيع السمن، وإلى جانب الجاموسة يُربّي المزارع في زريبته الأغنام والماعز، وكذلك الطيور مثل: الدجاج والبط؛ ليسدّ حاجته من البيض واللحم، وليتنقّل المزارع في الريف وينقل حاجاته يستخدم الحمار؛ فهو الدابة الوحيدة المؤهّلة للتنقّل على الأراضي الطينيّة في الترعة.

إنّ المرأة الريفية المصرية هي التي تُدبّر شؤون المنزل وتصنع الخبز من خلال الفرن البلدي الموجود في إحدى زوايا المنزل، وتستخدم الأخشاب في تشغيله؛ لتصنع وجبات الطعام لعائلتها. تحصل الأسرة المصرية على الماء البارد من خلال الزير المصري الذي يبرّد الماء طبيعياً دون الحاجة إلى الثلاجات، وتربط الفلاحين علاقةٌ تكافلية؛ حيث تتبلور روح التعاون والحب فيما بينهم حيث يشارك الجميع في أفراح وأتراح غيرهم؛ فالريف المصري صغير جداً وكلّ فلاح مُطّلع على أحوال جيرانه الموجودين حوله.