فرنسا تعطي لأول مرة صفة “جنس محايد” لشخص

قررت محكمة بمدينة تور الفرنسية البلدية تعديل شهادة ميلاد شخص سجل فيها على أنه ذكر لتضع مكانها “جنس محايد” و ذلك بعد حكم تم إصداره في 20 من شهر أغسطس 2015، حسب ما نقلته صحيفة 20 دقيقة “20 minutes ” الفرنسية. و يقول هذا الشخص: “عندما بلغت سن المراهقة، علمت أني لست رجلا”.

و كتب القاضي في الحكم الذي أصدره أن الجنس الممنوح لهذا الشخص عند ولادته ليس إلا نتيجة خيالية تم فرضها عليه طيلة حياته، وفق ما نشرته نفس الصحيفة، و أكمل أن الموضوع لا يتعلق بوجود جنس ثالث، لكنه من المفترض الإعتراف بعدم امكانية منح هذا الشخص جنسا محددا.

و يذكر ان هذا الشخص البالغ 64 عاما ، يحمل صفة ذكر إلا أنه لا يتعبر ذكرا ، حيث يملك “مهبلا غير مكتمل” و عضوا ذكريا صغير إضافة إلى “غياب الخصيتين”، حسب ما أكده الطبيب الذي عاينه. و من جهة اخرى قالت صحيفة “20 دقيقة”، أن هذا الشخص الذي فضل الإبقاء على سرية هويته، يعيش معاناة كبيرة لأنه تم تصنيفه على أنه ذكر، و قامت الصحيفة بإجراء مقابلة معه حيث قال أنه بعد بلوغه أدرك أنه ليس ولدا فلا لحيته نبتت و لا عضلاته نمت، و في نفس الوقت يقول أنه لا يتخيل نفسه امرأة بمجرد النظر إلى المرآة.





استئناف الحكم



و كما هو متوقع، استأنفت النيابة العامة في مدينة “تور” الحكم فورا، وفق نائب المدعي “جويل باتار” مع تأكيده للخبر الذي نشرته صحيفة “20 دقيقة”، و عزت الصحيفة أسباب هذا الاستئناف إلى مخاوف من أن يقوم هذا الحكم بإثارة الجدل في المجتمع الفرنسي، و يدفع إلى إصدار قانون الإعتراف بالجنس الثالث. فإذا وافقت محكمة الاستئناف على الحكم السابق، فإن الأمر سيفتح امكانية الاعتراف بالجنس الثالث بشكل رسمي في فرنسا، وفق ما ذكرته الصحيفة.

و أقر باتار أنه استأنف الحكم الذي صدر في 20 أغسطس، مؤكدا أنه لم يستأنف الحكم فقط لأجل المعارضة المحضة، و لكن لمعرفة رأي المحكمة الاخرى، في قضية من هذا النوع، ثم تابع أن هذا القرار يمكننا أن نتفهمه لكنه سيصطدم مع عدة قوانين تشريعية و إدارية موجودة و يتم تطبيقها في فرنسا حاليا.

و تجدر الإشارة إلى انها الحالة الأولى في اوروبا بالكامل التي يعترف فيها بحيادية الجنس في الحكم لشخص ما.



معاناة نفسية



يمكن للثنائي الجنس أن تكون له حياة جنسية مزدوجة مع الصنفين و من المستحيل أن يتم تحديد جنسه من خلال الاعضاء التناسلية حسب القوانين المتعارف عليها، و تعتبر حالات نادرة جدا، و في غالب الأوقات يقوم هذا الشخص بإجراء عملية جراحية للحصول على أعضاء كاملة لاحد الجنسين، و من تم الحصول على هوية جنسية واحدة.

و حسب هذا الشخص الذي تقدم بالطلب للمحكمة، فإن الأطباء كانوا قد وصفوا له هرمونا ذكريا لتناوله منذ سن الخامسة و الثلاثين ، و قال ان شكله من جراء تناول الهرمون أصبح أكثر رجولة مما سبب له صدمة كبيرة ، بحيث لم يعد يعرف نفسه، حسب تصريحه. و أضاف أنه حينها أدرك أنه لا يمكن أن يكون رجلا كما لا يمكنه أن يكون امرأة، كما أعرب عن استيائه من العمليات التي اعتبرها عمليات “تشويه” و التي يتم فرضها على الأطفال الذين يولدون بأعضاء جنسية انثوية و ذكرية معا، ثم قال انهم يختارون بشكل عشوائي احد الجنسين للمولود دون ان ينتظروا مراحل نموه لمعرفة ميولاته و شعوره، حسب ما صرحت به ميلا بيتكوفا “Mila Petkova” محامية هذا الشخص.