وفاة الشيخ صالح الصمعاني وقصته مع الطب الشعبي

انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الإثنين الموافق 11/1/2015 ، الشيخ ”

صالح بن محمد الصمعاني

” أشهر أطباء الطب الشعبي في السعودية والعالم العربي ، عن عمر يناهز التسعين عاما . وقد غيم الحزن في قلوب محبين الشيخ الصمعاني بعد سماع خبر وفاته ، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات التعزية والحزن لفقدان طبيب من أمهر الأطباء الشعبيين في الوطن العربي ، حيث كان يتميز بخبرته الواسعة ودقته في تشخيص الحالات التي تتوافد إليه من جميع أنحاء العالم بقصد المعالجة ، فاسم الصمعاني أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بالطب الشعبي ، فقد تم على يده شفاء العديد من الحالات ، ومن كثرة المراجعين لعيادته ، كان يشترط الحجز عبر الاتصال الهاتفي لأخذ موعد ضمن أواقت محددة .. فما هي قصة الشيخ الصمعاني رحمه الله مع الطب الشعبي ؟ وكيف وصل إلى هذه المكانة البارزة ليتربع على عرش قلوب الملايين ؟ .. التفاصيل كاملة في مقالنا أدناه .



من هو صالح الصمعاني ؟



صالح بن محمد بن عبدالكريم الصمعاني ، ولد وترعرع في نقرة الصماعين التي تقع بالقرب من مدينة بريدة ، تعلم الشيخ الصمعاني مهنة الطب الشعبي بالوراثة أولا ثم بالفراسة والممارسة للمهنة ، ثم انتقل في شبابه إلى مدينة الرياض بحثا عن العمل ، فاستقر بها ليعمل بالتجارة ، وقد رأى بعد ذلك أن الناس بحاجة إلى مهارته في الطب الشعبي وبالأخص في الكي ، حيث كان مشهورا ببلدته بمهارة الكي وعلاج المرضى بمهنية عالية دون مقابل ، فقرر أن يتفرغ لهذه المهنة ابتغاء مرضاة الله ، كما ورث لابنه ناصر تعليم المهنة ومزاولتها تحت إشرافه ، حيث كان شغوفا ومحبا لهذه المهنة مثل أبيه رغم انشغاله في التحصيل العلمي الجامعي آنذاك .


الطب الشعبي :


بعد أن رأى حاجة الناس إليه ، خصص عيادة لاستقبال المرضى مكونة من غرفة للاستقبال المرضى والكشف عليهم والاستماع إلى أوجاعهم ، وكانت الغرفة مجهزة بكافة الأدوات اللازمة للكي ، وقد كان الصمعاني يتعامل بدقة متناهية مع العلاج بحكم خبرته ومهارته في الطب الشعبي ، وكان دقيق الملاحظة لكل كلمة تخرج من المريض يصف بها الأعراض التي تصيبه ، ومن خلال هذا الوصف والكشف عن المريض يستطيع أن يحدد العلاج اللازم ، وكان يأخذ بمبدأ ” آخر الدواء الكي ” ، حيث كان يستقبل معظم المرضى ممن استنفدوا كل طرق الطب الحديث في المعالجة فيذهبون إلى الشيخ الصمعاني آملين أن يجدوا على يديه الشفاء التام .


الأمراض التي كان يعالجها الصمعاني :


كان الشيخ الصمعاني يعالج العديد من الأمراض عن طريق الكي والتكميد والحمية أو بأي منها ، مثل الشلل الكامل أو النصفي ، وشلل الوجه ، وآلام الرجل بمختلف أنواعه ، وآلام اليد والظهر أيضا ، والهذيان والنسيان ، والتوتر العصبي ، والصرع ، والربو ، والنوط ، والبواسير ، والنواسير ، والصفار ، كما كان يعالج الغرغرينا ، والنزيف بمختلف أنواعه ، وكان يعالج الأعضاء التناسلية من السوائل الغريبة التي تخرج منها . وهناك بعض المناطق يمنع كيها لخطورة ذلك على حياة المريض .


طريقته في الفحص والتشخيص :


كان الصمعاني يستمع جيدا إلى المريض ليصف له الأعراض التي يعاني منها ، ثم يقوم بالتخفيف عن المريض بالكلمة الطيبة ليكتسب ثقته ويطمئن له بطريقة لطيفة ، ثم يبدأ بالفحص حيث يقوم بجس عروق المريض ، وفحص لسانه وعينيه وفقا لما تستدعيه الحاجة ، ولا يقوم بعملية الكي إلا إذا حالة المريض استدعت لهذا الأمر ، وقد كان يصر على عدم كي المناطق الخطرة التي قد تسبب أذى للمريض حتى إذا وافق هو شخصيا على ذلك .


العلاج بالكي :


إذا استدعيت حالة المريض العلاج بالكي ، يبدأ الشيخ الصمعاني بمعاينة المنطقة التي سيتم كيها ، ثم يقوم بإحماء أداة الكي على النار حتى يحمر لونها ، وبعد ذلك يقوم بلمس الموضع المحدد لمسة خفيفة حتى لا تسبب أي تشويه للمريض .


تأثير وفاته على مواقع التواصل الاجتماعي :


فور الإعلان عن وفاة الشيخ الصمعاني ، دشن المغردون هاشتاقات بعنوان #وفاة_الطبيب_العربي_الصمعاني و #وفاة_صالح_الصمعاني ، وانهالت التغريدات للنشطاء معبرين عن بالغ حزنهم لفقدان أشهر وأمهر أطباء الطب الشعبي ، كما استذكر المغردون رسالة العلامة الشيخ ابن باز للطبيب الصمعاني يطلب منه علاج أحد المشايخ من ضيوف العلامة رحمه الله .