تفاصيل جريمة قتل من أجل فتاة تزيد معاداة اللاجئين في السويد

منذ وصول الآف بل ملايين اللاجئين إلى أوروبا اشتعلت بوادر معاداة اللاجئين خصوصا من أصول عربية أو مسلمة، و ما زاد الطين بلة هو رفض الكثيرين لسياسة ميركل في استقبال اللاجئين خاصة من جهة اليمين المتطرف، لكن الأمور لم تقف عند هذا الحد بل إن التحرشات التي تعرضت لها بعض النساء في ألمانيا و بعض الدول الأوروبية جعلت الأمر يبدو أكثر خطورة، حتى أن بعض الصحف بدأت تنشر صور قديمة للعنف ضد المرأة على انها وقعت في رأس السنة. و آخر هذه الجرائم التي تحسب لصالح معادي اللاجئين هي جريمة القتل التي قام بها الفتى السوري “أحمد مصطفى الحاج” .


أرميناس بيلكاس


ملابسات الجريمة


قام أحمد بطعن زميله اللتواني “أرميناس بيلكاس” بسكين مما أدى إلى قتله بسبب شجار من أجل فتاة مما زاد من مشاعر العداء و الكراهية ضد اللاجئين العرب في السويد. وقعت هذه الجريمة في مدرسة غوينج في بلدة بروبي جنوب العاصمة السويدية ستوكهولم، بعد خلاف بين الشاب أحمد الذي جاء إلى السويد رفقة عائلته من درعا السورية مع زميله أرميناس الذي جاء كذلك من لتوانيا.

و عندما نشب عراك بين الزميلين بدأ رفاقهم بتصوير ما وقع بواسطة هواتفهم الذكية، حيث بدى احمد و هو يتلقى الصفعات و الإهانات من زميله أرميناس. و بعد العراك الذي وقع نشر أرميناس و رفاقه ما تم تصويره على مواقع التواصل الإجتماعي، مما أدى إلى زيادة غضب أحمد، فقرر الثأر و الإنتقام ليرد اعتباره أمام كل من شاهد الفيديو.


ماذا يظهر في مقطع الفيديو المنشور؟


يبدو في الفيديو الإعتداء الذي تعرض له الفتى السوري المقيم في السويد الذي يبلغ من العمر 14 عاما، و الذي وقع الشهر الماضي قبل وقوع الجريمة التي راح ضحيتها الزميل الذي يبلغ من العمر 15 عاما. و قد نشرها الفتى اللتواني الذي طعن بالسكين في مواقع التواصل الإجتماعي.


من المسؤول عن الجريمة؟


بعد الحادثة عبر والد أحمد الذي أتى من درعا منذ ما يقارب السنتين، عن أسفه و حزنه الشديد لما حصل، بعد وفاة فتى و دخول فتى آخر السجن. كما صرح والد أحمد بأن جزءا من المسؤولية عن هذه الجريمة يتحملها بالدرجة الأولى المسؤولين في المدرسة و من ثم السلطات و مكتب الشؤون الإجتماعية، نظرا لأن هذه الجهات لم تولي إهتماما لما حصل كما هو مطلوب و لم تهتم بالعراك الذي وقع أو تحاول تسويته. و قال الأب بأنه حاول مرارا أن يهدئ ابنه و يقنعه بأنه سيأخذ حقه بالقانون، و لكنه لم يكن في حسبانه أن تصل الأمور إلى جريمة قتل او المنحى الخطير الذي اتخذته القضية.


توظيف الجريمة في قضية اللاجئين




و قال الأب أنه لا يستبعد توظيف ما حصل و استغلاله من طرف الصحافة و الرأي العام في السويد ضد اللاجئين، و هو ما حصل فعلا حيث استغلت مجموعات مناهضة للاجئين هذه الجريمة و بدأت في جعله سببا في بث مشاعر الكراهية و المعاداة للاجئين و تصويرهم على أنهم أشخاص همجيين و يبحثون فقط على المشاكل. كما أنها في المقابل نجحت هذه المجموعات في تقديم الفتى أرميناس على أنه بطل و ضحية لجرائم الدفاع عن الشرف المنتشرة لدى المسلمين، حيث قتل و هو يدافع عن كرامة زميلته على حد تعبيرهم.


حملة معادية للاجئين بسبب الواقعة


و في نفس الصدد تجند عشرات المدافعين عن الفتى اللتواني و قاموا بحملة تشهير على مواقع التواصل الإجتماعي و وضعوا تغريدات بعدة لغات منها الإنجليزية و الإسبانية و الألمانية ليظهروا غضبهم بعد مقتل أرميناس على يد اللاجئ السوري.

و بعد هذه الحملة أصبح المهاجرين من أصول عربية في خطر و لا يشعرون بالامن و السلامة، فهم يعتبرون أنفسهم عرضة للإنتقام حسب ما نشرت بعض التقارير المحلية. كما أن هذه المشاعر دفعت عائلة احمد إلى الانتقال من منزلها خوفا من أي ردات فعل عنيفة من الأطراف المعادية للمهاجرين خصوصا و أن الجريمة وقعت بعد مرور تقريبا أسبوعين على حادث التحرش الجنسي الجماعي في ألمانيا.