تفاصيل قتل لاجئ قاصر لعاملة لبنانية “ألكسندرا مزهر” في مركز للإيواء بالسويد

بدأت الضحية ألكسندرا مزهر العمل في مركز لتجمع اللاجئين القاصرين بعد أن أكملت دراستها في علم الإجتماع في مدينة مولندال على الساحل الغربي للسويد و يضم هذا الملجأ 8 ذكور لاجئين من عدة دول. و قالت الناطقة الرسمية باسم الشرطة في المدينة التي يبلغ سكانها حوالي 40 ألف و التي تبعد 10 كيلومترات عن مركز الإيواء الذي عملت فيه مزهر بأن الحادثة وقعت في الساعة الثامنة من صباح يوم الاثنين، و أكدت أنه ليس عملا إرهابيا و لكنه يبدو شجارا.


ما هي ملابسات الحادث ؟


توفيت الشابة اللبنانية “ألكسندرا مزهر” البالغة 22 عاما، ثلاث طعنات في قلبها كانت كافية لإنهاء حياتها، عندما خرجت من مكتبها للتحقق من خلاف بين اللاجئين القاصرين الذين يقطنون في دائرة الهجرة في إطار تجمع سكاني، فحصلت على نصيبها، لكن إلى الآن لم يتأكد ما إن كانت هي مقصودة شخصيا، في حين أن السلطات الأمنية مازالت تتحفظ على هوية المجرم و جنسيته، مع العلم أن هناك معلومات متداولة على أن الجاني ليس بقاصر، لأنها حيلة يستعملها اللاجئين للحصول على الخدمات و الإقامة و المسكن في دور اللجوء. في هذه الأثناء مازالت عائلة مزهر تقف غير مصدقة للجريمة التي حلت بابنتها التي كانت تعمل على إعالة الأسرة، فيما ندد المهاجرون العرب في السويد طيش هذا اللاجئ الذي كان من المفترض أن يحترم استضافته.

و قالت الناطقة باسم الشرطة في المدينة أن اللاجئين في المركز لا يتحدثون باللغة السويدية لأنهم من دول مختلفة، لذلك وجب حضور بعض المترجمين لتزويد السلطات بترجمة أقوال الشهود في إشارة منها إلى أن اللاجئين وصلوا حديثا للسويد. و قالت وسائل الإعلام السويدية أن العاملين في المركز اعتقلوا الجاني بعد أن طعن ألكسندرا التي توفيت في مستشفى قريب من المركز، و لكن لم يؤكد أحد منهم إن كان سبب الطعن يعود إلى تحرش جنسي. و في ذلك الوقت أسرع رئيس الوزراء السويدي “ستيفان لوفين” بزيارة المركز لتسريع إجراءات التحقيق.




كيف استقبل أهلها الخبر ؟


و في بلدة القليعة سقط الخبر كالصاعقة في أذان أعمامها و عماتها من شدة الصدمة ، قاموا بإشعال شمعة قرب صورتها عندما كانت صغيرة إلى جانب صور إخوانها المعلقة في الحائط. قال عمها إلياس في هذا الموضوع بأن شقيقه انتقل إلى السويد منذ حوالي 25 عاما، و كانت ابنته تتمتع بشخصية قوية و تحب عملها كما تعمل على مساعدة اللاجئين القاصرين، كانت تحب بلدها و تزور أسرتها كل سنة تقريبا، حيث كانوا بانتظارها هذا الصيف قبل أن يخطفها القاتل من أسرتها و عالمها.

قالت عمتها بأن وفاتها خسارة للأسرة فهي فتاة مفعمة بالحياة، هاجر أبويها ألكسندر بيار و شيماء نقولا للبحث عن مستقبل آمن لأبنائهم الأربعة “ثلاث أولاد و بنت” لكنهم وقعوا ضحية قتل رخيص، و كانت ألكسندرا قد حجزت بطاقة سفر لزيارة بلدها في الصيف لتمضية عشرة أيام عند جدتها والدة أمها في القليعة. و عبرت والدة ألكسندرا بحزن بالغ عن فقدانها فلذة كبدها بالقول أنها كانت كل شيء بالنسبة لها و أنها كانت حياتها وملاكها المحب لفعل الخير و كان الجميع يحبها و يقدر عملها.


ماذا تقول السلطات في الحادث ؟


قال سفير لبنان في السويد “علي العجمي” بأن الشرطة السويدية مازالت تجري أبحاثها و لكنها مازالت تتحفظ عن التحقيق، و لكن الإحتمالين الرائجين الأول يقول أن الشابة وقعت بشكل مباشر في خلاف مع احد اللاجئين القاصرين و الثاني أن تكون ذهبت ضحية خلاف جماعي بين القاصرين. و من جهة أخرى تردد توقيف ستة أشخاص رهن التحقيق، رغم عدم الإعلان عن هوية القاتل أو عمره الحقيقي.

و قال الناطق الرسمي باسم الشرطة السويدية “توماس فوكسبورغ” على اثر الجريمة أن السويد أصبحت تتعامل بشكل متزايد مع هذا النوع من الجرائم التي تتكرر مؤخرا منذ دخول أعداد كبيرة من اللاجئين إليها. الحادثة فتحت من جديد قضية اللجوء إلى الدول الأوروبية و المعايير التي يجب أن تضعها الحكومات لاحتضان اللاجئين الذين وصفهم المعادين لهم بالقنابل الموقوتة.