وفاة الجنرال “زدرافكو توليمير” المسؤول عن الإبادة في مذبحة سربرنيتسا في حرب البوسنة

أعلنت وفاة الجنرال الصربي البوسني “زدرافكو توليمير” في لاهاي الذي كان يواجه عقوبة السجن المؤبد ، بسبب إدانته بتهمة الإبادة في فترة تفتت يوغوسلافيا في بداية التسعينات، حسب ما صرح به الناطق الرسمي باسم المحكمة. و قد كان توليمير الذي يبغ من العمر 67 سنة يشغل منصب رئيس المخابرات العسكرية في الجيش الصربي البوسني، وتمت إدانته بتهمة الإبادة الجماعية في مختلف الجرائم من أبرزها قتل 8 آلاف مسلم في سربرينيتشا في أفظع مذبحة عرفتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية .

و استمرت هذه المذبحة التي قامت بها قوات الجيش الصربي في البوسنة لمدة 5 أيام سنة 1995 ، في نهاية

حرب البوسنة

كانت قد اندلعت سنة 1992 و تزامنت مع انهيار الدولة اليوغوسلافية، و كانت نتيجة هذه المذبحة حوالي 100 ألف قتيل من المسلمين.


Genocid u Srebrenici


مذبحة سربرنيتسا


تعرف باسم الإبادة الجماعية في سربرنيتسا ” Genocid u Srebrenici “، وهي عبارة عن إبادة جماعية عرفتها

البوسنة والهرسك

في شهر يوليو من سنة 1995. و راح ضحية هذه المذبحة 8 ألف شخص من المسلمين البوشناق ، و كان أغلبهم من الرجال و الشباب في مدينة سربرنيتسا. و في ذلك الوقت هاجر عشرات الآلاف من المدنيين من المسلمين من البلدة خلال حرب البوسنة و الهرسك. و قد ارتكب هذه المذبحة عناصر من الجيش الصربي تحت قيادة الجنرال راتكو ملاديتش. و عرفت هذه المجزرة على أنها أسوأ جريمة في القارة الأوروبية منذ

الحرب العالمية الثانية

حسب تصريح الأمين العام للأمم المتحدة. كما شاركت في المجزرة وحدة شبه عسكرية صربية تسمى “العقارب” و بالسيريلية الصربية ” Шкорпиони ” وهي تعتبر جزءا رسميا من وزارة الداخلية الصربية إلى غاية سنة 1991.


زدرافكو توليمير


حماية الأمم المتحدة


و في شهر أبريل من سنة 1993 أعلنت الأمم المتحدة “بلدة سربرينيستا” التي وقعت فيها المجزرة و المتواجدة في وادي درينا في شمال شرق البوسنة “منطقة آمنة” تحت حماية قوات الأمم المتحدة، و تم تمثيلها بأفراد الكتيبة الهولندية في قوات الأمم المتحدة و التي يصل أعدادها إلى 400 فرد، و من ثم قام المتطوعون في البوسنة الذين كانوا يقاتلون للدفاع عن المدينة بتسليم أسلحتهم. غير أن إعلان المدينة كمنطقة آمنة تحت حماية الأمم المتحدة لم يمنع وقوع المجزرة كما أن أفراد الحماية الهولندية لم يعملوا على حماية البوسنيين في البلدة من ذوي الأغلبية المسلمة.


مذبحة البوسنة


تفاصيل المجزرة


قامت قوات الجيش الصربي بعد تلقيها أوامر مباشرة من أعضاء هيئة الأركان الرئيسية لجيش جمهورية صربيا المتمثلة في العسكريين و السياسيين بعمليات تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين في البوسنة خاصة المعروفة باسم البوشنياق. و قد حصلت المجزرة أمام العناصر الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام الأممية دون القيام بأي مجهود لإيقاف المذبحة، و حماية المسلمين رغم أنها استلمت أسلحتهم سابقا مقابل ضمان أمن البلدة. و قامت القوات الصربية في البلدة بعزل الذكور الذين يبلغون بين 14 و 50 سنة عن النساء و الشيوخ و الأطفال، و تمت تصفيتهم جميعا و دفنهم في مقابر جماعية، و تعرضت النساء لعمليات اغتصاب ممنهجة.


تبعات المجزرة


اتهم في المجزرة رادوفان كاراديتش الزعيم السياسي الصربي و الجنرال راتكو ملاديتش الذي كان يقود المليشيا الصربية إضافة إلى عدد من القادة السياسيين و العسكريين و حتى الشبه عسكريين، و تم اعتقال بعضهم في حين أن البعض الآخر مازال مختفي عن الأنظار و ملاحق من الإنتربول في البوسنة. وتم اتهام القوات الهولندية العاملة في قوات الأمم المتحدة بعدم الدفاع عن الأهالي و تسليم من التجأ إلى ثكناتهم.