ما هي نوبات التسرع فوق البطينية

إن الأمراض المزمنة هي سمة عصرنا الحالي ، فالإنسان في زمننا هذا دائمآ ما يكون معرض للإصابة بالأمراض المختلفة ، وبخاصة الأمراض المزمنة التي أصبحت أمراض العصر الحديث وهي ، أمراض ضغط الدم ، داء السكري أو أمراض القلب ، وبالرغم من أن كل هذه الأمراض لها علاقة وثيقة ببعضها البعض إلا أن أمراض القلب مازال لها وضع خاص ، فأمراض القلب هي الأمراض الأخطر على الإطلاق ، فالقلب هو مصدر وسر عمل جميع أعضاء الجسم وبتوقفه عن العمل أو إصابته بأي خلل تتأثر باقي أعضاء الجسم وتصاب بالضرر وتصبح عرضة للإصابة بخلل أو التوقف فتؤدي لوفاة المريض ، أو إصابته بأمراض خطيرة ، لذلك فتعد أمراض القلب أحد أخطر الأمراض نتيجة أنها تهدد حياة الكثيرين في أيامنا هذه .

ولا يخفى على أحد أن الأمراض القلبية أصبحت في الفترة الأخيرة ذات إنتشار كبير ، فالقلب وهو العضو ذو الأهمية الكبيرة في جسم الإنسان أصبح معرض مؤخرآ للإصابة بأمراض ومشكلات صحية عدة ، وقد أثبتت الدراسات والإحصائيات التي أجريت في الفترة الأخيرة أن أمراض القلب قد زادت بشكل ملحوظ حتى وصلت نسبة الزيادة في الإصابة بها إلى 60 % ، وقد نتج عن هذه الزيادة تطور هائل وخطير في حالات الوفيات نتيجة المرض نفسه أيضآ ، فقد وصلت إلى ثلاثة ملايين شخص على مستوى العالم ، وتشير هذه النسب إلى مدى الخطر الذي أصبحت تمثله هذه الأمراض على صحة وحياة الكثيرين ، ونتيجة لخطورة أمراض القلب فقد تم إجراء عددآ كبيرآ من الدراسات الخاصة بأمراض القلب ، تهدف هذه الدراسات إلى تحديد أمراض القلب وأنواعها وعمل حصر لها ، حتى يتمكن أطباء القلب من التعرف على أعراض هذه الأمراض الخطيرة وتحديدها والبحث عن أفضل طرق علاج لها ، وخطورة أمراض القلب تتمثل في أن بعض الأمراض لو تم الاستهانة بها وعدم علاجها بشكل جيد فإن هذه الأمراض تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة تصل إلى الوفاة المفاجئة .

وأحد أخطر أمراض القلب على الإطلاق هو مرض نوبات التسرع فوق البطينية ، ويتضح من اسم المرض أنه مرتبط بسرعة ضربات القلب بشكل يزيد عن المعتاد ، فالمعدل الطبيعي لضربات القلب يبدأ من 60 إلى مائة نبضة في الدقيقة الواحدة ، وأي زيادة عن المائة نبضة يعتبر خلل في سرعة القلب يششير إلى مرض قلبي يحتاج علاج قبل أن يتسبب في مضاعفات خطيرة للمريض ، ونوبات تسرع القلب فوق البطيني هي إيقاع منتظم لضربات القلب لكن هذخ الضربات تعمل بسرعة كبيرة ، وتأتي هذه الضربات المتسارعة على هيئة نوبات متقطعة تأتي فجأة ثم تذهب ، وتعود لتأتي من جديد وهكذا .

وتعد الفئة الأكثر تعرضآ للإصابة بنوبات التسرع فوق البطينية هم الأصغر عمرآ ، وليس كبار السن ، فالشباب هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض ، ولم يتعرف أحد حتى الآن على السبب وراء تعرض الشباب بشكل أكبر لهذه النوبات .


أعراض نوبات التسرع فوق البطينية :

يشعر المريض المصاب بهذه النوبات بشكل مفاجيء حدوث تسارع واضح وملحوظ في ضربات القلب ، وهذا التسارع يتسبب في إحساس مؤلم ومزعج للمريض ، بالإضافة إلى حالة من ضيق التنفس الواضح ، وأيضآ دوار بسيط وتزيد شدته تدريجيآ ، وقد يتعرض المريض للإغماء في بعض الأحيان ، ويصاحب هذه الأعراض شعور مفاجيء بالإجهاد الشديد والإعياء .


تشخيص وعلاج نوبات التسرع فوق البطينية :


يتم اللجوء لبعض الوسائل الطبية الحديثة والمتطورة في مجال تشخيص أمراض القلب للتعرف على المرض وتشخيصه ، وأحد أفضل هذه الوسائل هي لتشخيص المرض من خلال فحص القلب ، وصعوبة تشخيص المرض والتعرف عليه تأتي نتيجة أن هذا المرض يأتي على هيئة نوبات متقطعة ، فقد لا تظهر أعراضه واضحة للطبيب طول الوقت ، لذلك فمن الضروي اللجوء لوسائل فحص دقيقة لا لبس فيها ، حتى يتم التوصل إلى المرض .

وبالنسبة لعلاج نوبات التسرع فوق البطينية فإن العلاج يتم عن طريق تحفيز وتنشيط العصب المبهم بالقلب ، فدور العصب المبهم هو إبطاء ضربات القلب ، فتحفيزه في هذه الحالة يؤدي إلى غنتظام ضربات القلب وعودتها للعمل وفق المعدل الطبيعي ، وفي حالات النوبات الشديدة يتم استخدام العلاج بالصدمة الكهربية حتى لا يتم تدهور الحالة بشكل أكبر وتسبب المرض في مضاعفات خطيرة .