مارتا غابرييلا … التي أذهلت السعوديين بكرسيها المتحرك

إن العجز ليس العجز العضوي ولكن العجز هو عجز الإرادة و الإستسلام للواقع دون محاولة تغيره ، فكم من عاجز مخترعا وكم من عاجز عقليا رغم كل الأمكانيات التي يمتلكها ، فإذا أمعنا النظر فنجد أنفسنا نحن العاجزون وليس هم . وهذا مثالا فعليا فهذه هي نائبة رئيس الأرجنتين الحالي ( مارتا غابرييلا) التي أذهلت السعودييين أثناء زيارتها الحالية للمملكة حيث ظهرت على كرسي متحرك تقوده لنفسها الأمر الذي دفع إلي تساؤلات كثيرة عن كيفية وصول (مارتا غابرييلا) إلي هذا المنصب الصعب.


نشأت مارتا غابرييلا …

نشأت مارتا غابرييلا في قرية ( لابريدا) بمقاطعة (بوينس آريس)  ، ولدت في أواخر شهر مايو عام 1965 ميلاديا، وكان أبيها طبيبا يدخر جزء من وقته لأهل القرية الفقراء والمحتاجون لمساعدته ، ولذلك فإن نشأتها في هذا المناخ من الإنسانيات التي علمها إياها أباها جعلها تتخذه أسلوبا لحياتها ، حيث أنها كانت متعددة الأنشطة أثناء دراستها ولعل أهما الأنشطة الخدمية والإجتماعية وجعلت هذا النشاط هدف لتحققه يوما ما ، وفي سن السابعة عشر إنتقلت مارتا إلي العاصمة ( بوينس آريس ) لتكمل دراساتها في الجامعة وبالفعل حصلت على البكالوريوس في العلاقات الدولية ، وتزوجت وأنجبت طفلا.


حادث غير حياتها….

في أواخر عام 1994 ميلاديا تعرضت السيدة ( مارتا غابرييلا) إلي حادث مروري أفقدها الحركة حيث أنه أصاب العمود الفقري وتسبب ذلك بشلل نصفي ، ولإرادتها القوية خرجت من هذه الحادثة أقوي مما سبق وأقنعت نفسها بأن الكرسي المتحرك هو وسيلة حركة وليس عجز لها.


نشاطها السياسي …

نشاطها الإجتماعي هو الذي شجعها على الدخول في عالم السياسة لكي تستطيع تقديم خدمات أكثر لمحتاجيها ولعل الأزمة الإقتصادية التي هزت الإقتصاد الأرجنتيني في بداية الألفينات هي من أهم الدوافع التي حفزتها لإقتحام النشاط السياسي ، وفي عام 2002 ميلاديا إنضمت ( مارتا غابرييلا) إلي المشروع السياسي الجديد تحت رعاية الرئيسي الحالي للأرجنتين وهو ( موريسيو) حيث نصبت مساعدة له وحينها كان عمدة العاصمة بوينس آريس عام 2007 ميلاديا ،و قد فازت السياسية مارتا بعضوية مجلس الشيوخ عن جدارة وإستحقاق وفي نوفمبر 2015 ميلاديا وصل ماكري لرئاسة الأرجنتين ونظرا لحماسها ونشاطها وتفانيها في خدمة المجتمع عينها نائبة لرئيس الجمهورية.


المبادئ التي إتخذتها مارتا أسلوبا لحياتها ….


آمنت مارتا بأربعة مبادئ ولم تفرط في إحداها أبدا وهذا ما ساعدها في حياتها العملية و السياسية حتي دفعت بها إلي هذا المركز المرموق و تلك المبادئ الأربعة هي :

المبدأ الأول :

التفكير في الخطط المستقبلية التي تخدم صالح الوطن مثل مشاريع الأجل الطويل أو ما يسمونها الخطط الخمسية وهي عادة مشاريع وطنية تجني ثمارها بعد عدة سنوات.

المبدأ الثاني:

الربط بين الأفكار والواقع فلابد من هذا حيث أنه لايمكن التفكير في أفكار جديدة دون النظر إلي الواقع لأنه لو لم يحدث هذا فهذه الأفكار تعتبر خيالا . وهذا سر نجاح أي سياسي.

المبدأ الثالث :

الإتحاد فإن الإتحاد هو سر قوة أي جبهة سياسية فبدونه يذهب كل شئ سدي.

المبدأ الرابع :

يجب إتباع سياسة التنمية فإن السياسات التنموية يجب أن توجه إلي المواطن لضمان حقوقه والدفع بحياته إلي الأفضل عن طريق تحقيق الحياة الإجتماعية.


زيارة مارتا للسعودية التي أبهرت السعوديين …

إلتقت نائبة الرئيس الأرجنتيني مارتا غابرييلا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن نايف وعدد من المسؤليين بالمملكة وكان الهدف من الزيارة البحث في إمكانية إستثمار الأرجنتين داخل المملكة وتعزيز العلاقات الإقتصادية بين البلدين في عدة مجالات ، حيث أن الأرجنتين تتمتع بإقتصاد مزدهر ومنتعش ، وتعتبر اليوم من أبر ثلاث إقتصاديات في أميريكا الجنوبية ، الأمر الذي أبهر السعوديين من كونها سيدة وقعيدة كرسي ووصلت إلي هذا المنصب وأصبحت تتحدث بإسم بلادها الأمر الذي أثار الإعجاب والدهشة في آن واحد جعل الجميع يرفع لها القبعه عن جدارة وإستحقاق لما بذلته من مجهود مشرف وإصرار حديدي في خدمة الناس فأصبحت ممثلة وقائدة لهم.


وختاما…

هذا مثالا على الإرادة البشرية الجبارة وعلى أن الطموح البشري لامثيل له ولم تكن مارتا الأولي من نوعها فالأمثلة كثرة مضت وكثيرة ستأتي.