لماذا هوجمت قصيدة ” القرى والظلال” للشاعر حيدر العبد الله ؟

تداول اسم الشاعر الاحسائي

حيدر العبد الله

في الأيام الماضية كثيرا، وما بين مؤيد ومعارض حول شعره وحول قصيدته التي ألقاها أثناء استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله أثناء وجوده بالمنطقة الشرقية، وقد لاقت قصيدته التي تحمل اسم ” مخطوطة القرى والظلال” رواجا كبيرا وانتشارا هائلا على مستوى المملكة نظرا لما تميزت به من سلاسة المعنى وموسيقية الإلقاء والتي قد اختار حيدر كل كلمة من كلماتها لتعبر عن مدى حبه للوطن وللمملكة، ولكن هوجم الشاعر حيدر العبد الله هجوما شديدا جدا على الرغم من الشهرة التي حققها من وراء هذه القصيدة، فما هي أسباب الهجوم على الشاعر حيدر العبد الله؟


هجوم النشطاء على الشاعر حيدر العبد الله


تباينت الآراء حول قصيدة الشاعر حيدر العبد الله والتي بعنوان ” بين القرى والظلال” بين الإيجابية والسلبية فقد رأى الكثيرون أن أسلوب الشاعر حيدر هو أسلوب ركيك ولا يمت لأي صلة للشعراء خاصة وأنه يلقي قصيدة أمام الملك سلمان حفظه الله، فقد شغل الناس بقصيدة حيدر كثيرا وجعله منها حديث هذه الأيام وقد جعلوا من أسلوبه بالأخص محل جدل على الرغم من كون حيدر له باع في الشعر وأنها لم تكن القصيدة الأولى التي قد ألقاها على الرغم من صغر سنه ، والغريب أيضا أن حيدر العبد الله قد اتهم أنه قد سرق هذه القصيدة وقام بنسبها لنفسه وهو الأمر الذي أثار غضب الشاعر حيدر وجعله يخرج عن صمته ليرد على كل مهاجميه.




حيدر يرد على منتقديه


بعد الهجوم الشديد الذي قد هوجم به الشاعر حيدر العبد الله جاءت اللحظة حتى يقوم حيدر بالرد بنفسه وكان له حديث مع موقع العربية دوت نت والذي أوضح فيه الكثير ورد على مهاجميه فقد أكد أن القصيدة هو مؤلفها وقد غضب ممن اتهمه بالسرقة وقال بالنص ” أن القصيدة التي ألقاها هي من تأليفه بالفعل، مستغربا من وقاحة من اتهمه بسرقتها، وقد نشرت كاملة في إحدى الصحف المحلية صباح الجمعة”

كما رد أيضا على الانتقادات التي طالته من النشطاء ووصف أسلوبه بالرخيم فقال في ذلك “حين تولد وتترعرع في إحدى واحات هذا الوطن العظيم فمن الطبيعي والبديهي أن يكتسب صوتك نداوة الماء وخضرة الأرض، ليس فقط صوتك بل روحك وكل أحلامك، تماما كما هو من الطبيعي أن يكتسب صوتك وروحك وكل أحلامك سمات الصحراء ووعورتها حين تولد وتترعرع في البادية، ولا غضاضة في أي من ذلك” وأضاف  “يعلمنا ديننا وشيم أهلنا أن رفع الصوت عند الكبار سوء أدب وقلة ذوق. ويعلمنا التاريخ أن الصراخ وسيلة العاجز، وحيلة المفلس”

وأوضح العبدالله أن “قصيدة (مخطوطة القرى والظلال) هي محاولة للحلم بوطن نتدانى في ظله ونتناغم في طيفه ولكل من ساهم في تخليد هذه القصيدة الحالمة من دون قصد أقول: شكرا”. واختتم حيدر حديثه قائلا: “أن تكون شاعرا يعني أن تكون حالما.. حالما حين تكتب وحين تتلو للعالم ما كتبت.. حالما وأنت تعيش.. حالما دوما”


نبذة عن الشاعر حيدر العبد الله


هو الشاعر الملقب بأمير الشعراء وصاحب الصوت العذب، وهو طالب الهندسة الميكانيكية يبلغ من العمر 26 عاما فهو من مواليد 1990 ، استطاع أن يحقق شعبية كبيرة من خلال شعره فقد ارتدى بردة شاعر شباب عكاظ في العام 2013 ، كما فاز أيضا في مسابقة نادي جازان الأدبية لعام 2014 ، وفاز بخاتم وبردة أمير الشعراء في مسابقة أبو ظبي في عام 2015

وأخيرا فهناك الكثير من النشطاء من يسيئون لمواقع التواصل الاجتماعي ويستخدمونها الاستخدام الغير لائق من خلال الهجوم على أشخاص بأعينها كالهجوم على الشاعر حيدر العبد الله فالقصيدة قد ألقيت بعاطفة الشاعر وهي حبه وانتماءه للوطن والمعروف أن قصائد هذا النوع من الفخر والحماسة تقال بأداء انفعالي يشبه الأسلوب المنبري الذي قد تعودنا عليه ومن يحيد عن هذا الأسلوب يعتبر مخالفا عن هذا النسقـ فالشعر الفصيح ينأى بنفسه عن هذه الأساليب إذ يتخذ من ألفاظه وطريقة تقديمه منحنى آخر وهو ما قام به الشاعر حيدر حيث تحكم في نبرة صوته واستطاع أن يعيد المستمعين إلى تداول الفصحى وفي نفس الوقت لم يكن مقلدا والدليل على ذلك أنه شد انتباه الجميع إليه ولا أنكر إعجابي الشديد بالقصيدة من حيث الكلمات وعاطفته في الإلقاء، ولكن يعاب عليه طريقته في الإلقاء ومن وجهة نظري أن المقام الذي كان فيه من الممكن أن له عامل دخل يؤثر على طبقات صوته .