قصة نجاح يتيم

هناك العديد من الأيتام الذين يحملون قصص نجاح رائعة ومن بينهم، هارلند دافيد ساندرز مؤسس سلسة

مطاعم كنتاكي

الشهيرة، أصبح من أغنياء العالم لكن بدايته من تحت الصفر، حيث انه نشأ من أسرة تعاني من الفقر الشديد، مات والده قبل أن يتم ست سنوات و ظل يواجه الحياة وحيدا مع أمه، خرجت أمه للعمل لكي توفر له وإخوته متطلباتهم وظل هو في المنزل يراعي أخوه و أخته الصغيرين ويعد لهم الطعام، و لم يكن يعلم و قتها بأن هذه المهنة التي لا تتناسب مع سنه ستجعله من أغنياء العالم، بالرغم من ظروفه المالية الصعبة إلا انه أكمل تعليمه حتى وصل إلى التعليم الجامعي ودرس المحاماة، عمل بجانب دراسته في أكثر من مجال حرفي، و بعد الجامعة عمل محامي في احدي الشركات.


محاولاته و خيبة أمله


عندما وصل هارلند إلى سن 39 شكي إليه صديق له من سوء الطعام الموجود في المطاعم، فجاءت إليه فكرة بان يقوم بإنشاء مطعم يقدم الطعام للسكان، و بالفعل حول احدي الغرف الموجودة في المحطة التي قام بشرائها إلى مطعم صغير، باع فيه الدجاج و البطاطس و الخضار و ازدادت شهرة المطعم خلال شهور، بعد ذلك كبّر المطعم بعد أن أغلق المحطة و حولها إلى مطعم، و استمر في العمل لمدة عشر سنوات و عرض عليه شراء المطعم مقابل مائة و خمسون ألف دولار لكنه رفض، و بعد ذلك اضطر لبيع المطعم بنصف الثمن بسبب تصليح شوارع مدينته و أصبح مطعمه بعيد عن الطريق مما أدى إلى تقليل زبائنه.

عمل هارلند و لم يستسلم فبدأ بتجهيز خلطة

الدجاج

الخاصة به وأخذ يتجول على المطاعم ويعرضها، لكن هذه المحاولات كانت تفشل وفي خلال عامين لم يستطيع البيع الا لخمسة مطاعم فقط، بعدها كان يسافر من ولاية إلى الأخرى لبيع خلطاته الجاهزة، و بدأت تنجح معه بالتدريج حتى انه بعد فترة استطاع تأسيس مجموعة مطاعم كنتاكي حتى و صلت إلى 200 مطعم، وبدأ بتوسيع مطعمه ليتسع لأكثر من مائة و أربعين عميل، كما قام بإنشاء فندق بجانب المطعم من اجل المسافرين على الطريق السريع، و الذي كان وقتها موجود عليه المطعم و محطة الوقود.


سباقه مع الزمن


في البداية كان يعتمد هارلند في إعداد الوجبات التي يقدمها علي القلي في المقلاة العادية، حيث كانت تستغرق في الطهي مدة نصف ساعة للوجبة الواحدة، و على الرغم من جودة الطعام الذي كان يقدمه و طعمه الرائع، الذي يتميز عن باقي المطاعم المحيطة بهم وقتها، إلا أن طول مدة الطهي كانت سبب في إضاعة مكاسب كثيرة له، فكان كثيرا ما يأتي إليه مسافرين و ليس لديهم وقت لانتظار الطعام، علم هارلند انه يستطيع تكبير مطعمه و توسعه ليصل خارج البلاد ليأتي بأرباح كثيرة له، لكن هذا لم يحدث إلا إذا تم ابتكار طريقة تساعد في طهي الدجاج بشكل أسرع، و تحتفظ بنفس الطعم و الجودة الذي أحبه زبائنه، فقام بجلب مقلاة ضغط تقوم بطهي الدجاج بشكل أسرع و بالفعل نجح في تقليل مدة تحضير الوجبات.


سر نجاحه و شهرته


استطاع هارلند تأكيد نجاحه في عالم

الوجبات السريعة

، حيث أن خلطته السرية مازالت سر لا يعرفه احد إلي الآن، فهي عبارة عن خليط من 11 نوع من التوابل المختلفة الذي قام بتطويرها هارلند بنفسه في مطبخه، و في بداية الخمسينات تعرض هارلند الى أزمة تجارية عندما أصبح الطريق الذي يقع عليه مطعمه إلى طريق فرعي، أصبح المحلي هامشي و لا يلتفت إليه احد مما أدي إلى انخفاض مبيعاته، فتصرف هارلند بسرعة وقام ببيع ترخيص المطعم و الخلطات السرية الخاصة به بنظام التوكيل، حيث كان يقوم بالحصول على عمولة تقدر بخمسة ستات عن كل قطعة، و حققت هذه الطريقة أرباح كثيرة قبل أن يتم تدميره تجاريا.


أخر ماوصل اليه


في عام 1964 انتهت علاقة هارلند بالشركة التي قام بتأسيسها، فقد قام ببيعها مقابل مليوني دولار لأحد المستثمرين، و بعد ذلك تم بيع سلسة المطاعم ثلاث مرات، و كانت المرة الأخيرة في بداية التسعينات و تم بيعها إلى الشركة العالمية بيبيسيكو، و قامت شركة بيبيسيكو بضم مطاعم كنتاكي إلى الشركة الجديدة للوجبات السريعة التي قامت بإنشائها، تحت اسم يام براندز و في أواخر التسعينات تم تغير اسم سلسة مطاعم كنتاكي إلى

دجاج كنتاكي

المقلي أو KFC، والي الآن أصبحت مطاعم كنتاكي من اكبر و أفضل وانجح مطاعم الوجبات السريعة الموجودة في العالم، فهي تعمل في أكثر من تسعين دولة على مستوي العالم.