سيرة الشيخ محمد المامي

اسمه محمد بن محمد عبد الله بن محمد المامي اليعقوبي الموريتاني، ولد في الناحية الجنوبية الشرقية من أشقيق صدرة العظام الموجودة بشمال تيرس، أما سنة ولادته فقد اختلفوا فيها فقال الشيخ محمد الالفي أنه ولد عام 1202 هـ كما قال أيضا أنه و لد عام 1204 هـ و توفي في عام 1282هـ و تم دفنه بجنوب المغرب، وقبره هناك مشهور يتم زيارته دائما و كنية المامي الموجودة في اسمه نسبة إلى المجاهد الشهير عبد القادر الفوتي و هو أحد أئمة الفوتي الإسلامية، أخذ المامي العلم من عدة مشايخ موجودين في بلده، و من أشهرهم الإمام بداه بن البوصيري.


أبنائه وتلاميذه


كان للشيخ الكثير من الأبناء و هم: محمد الأمين و محمد الحافظ و حمدي و الصوفي و عبد الله و البخاري و سيد أمين و صلاحي و افلوط و عبد العزيز، و كان له الكثير من الطلاب الذين كانوا يقصدونه في تعلم

الشريعة الإسلامية

، و قد كثر تلاميذه و وقتها واشتهر صيته كما ذكر المؤرخ هارون بن سيديا انه لم يكن له مثيل في زمانه، ووقتها العلم كانو لا يتعلمونه في القصور والمنازل لكنه كان في المخيمات حتى الكتب كان يتم تحميلها على الإبل و الكتابة كانت تكتب على الأوراق والألواح التي كانت تأتي من شمال إفريقيا أو من بلاد السودان، وبعد وفاته خلفه من بعده أبنائه و لا يزال له ضريح إلى الآن في المكان الذي نشأ فيه.


مشروعه الإصلاحي


لم يكن المامي راضيا عن النظام السياسي و الاجتماعي الموجود في بلده وقتها، حتى انهه أطلق عليها مسميات تدل على الفوضى منها (البلاد السائبة و المنكب البرزخي و القطر الشنطوري)، و تم وضع قضية الدعوة إلى نصب الإمام وإقامة الحدود أمام عينيه، فكان من رأيه انه إن لم يكن موجود إمام فتعطل الأحكام وتشيع الفوضى، قام بإنتاج خطاب يتميز بالازدواجية و هذا بسبب إدراكه لخصوصية البلاد، و قد راعى في الخصوصية إصداره للأحكام باعتبار مجتمعه حالة استثنائية تحتاج إلى أحكام خاصة، كما كان يهتم بالفقه مما دفعه إلى تأليف كتاب البادية و نظم مختصر الخليل، كما أنه درس السياسة الشرعية و هذا يعكس مقدار أفقه العلمية.

كما انه كان يدعوا الناس إلى العمل مطالبهم بان يتحدوا و يختاروا من بينهم حاكم يحكم بينهم بالعدل، أيضا دعا إلى البناء العمراني و حفر الآبار و العمل في كل المجالات، و كانت المشاكل الناتجة من الفراغ السياسي في بلده تشغل كل تفكيره، وقام بمعالجتها من وجهة نظره عن طريق تأليف كتاب الأحكام السلطانية للماوردي، فهو كان يشعر بألم شديد بسبب هذا الفراغ السياسي الموجود في بلده ويعيش دائما في هاجس الإصلاح، و ظهر هذا في المسميات الساخرة للبلاد مثل المنكب البرزخي، و عرف علميا بدعوته المعروفة إلى إقامة إمام و كان يسعى إليها عن طريق الاتصال بالعلماء.


مؤلفاته


ترك الشيخ محمد المامي الكثير من الكتب التي قام بتأليفها، فكانت في النحو و السياسية الشرعية و كيفية بناء الدولة الإسلامية و

التوحيد

و

السيرة النبوية

و

الفقه

و كتب الكثير في مجال

الجغرافيا

حتى أنه تكلم عن اكتشاف المعادن، فكان يقال عنه أنه سابق عصره و يفوق أقرانه و كان له المقام العالي في هذا الباب، وكان المامي يتميز في مؤلفاته أنه حريص على تسهيل العلوم، حتى تكون قريبة إلى الفهم فكان له العديد من الجهود التي توضح عبقريته الذهنية، منها كتاب التمييز و كان هذا الكتاب لوقت قريب تعتمد عليه الكثير من الأمهات، فكان الكتاب يوضح كيفية تعليم الإعراب و الحرص على عدم اللحن في اللغة العربية.

و قد قام باختصار المطولات و تنظيمها لكي يتم تسهيل حفظها على الطلاب، مثل كتاب حفظ المباني في نظم المقولات النحوية و أيضا نظم مختصر خليل ابن إسحاق المالكي، فكان للشيخ المامي أكثر من ثماني و عشرين مؤلف و ديوان، و الشيخ قام بتعدد مؤلفاته و المشايخ الذين تم عرضها عليهم وكان و هذا في قصيدته المسماة بـ السلطانية، وهي القصيدة التي ختم بها النظم لمختصر خليل بن إسحاق، وكان المامي يتميز في كتابة عناوين مؤلفاته مثل البادية و الدولفينية و غيرها الكثير من المؤلفات.