تاريخ بركان سانتوريني وقضاءه على حضارة مينون

یعتبر اندلاع بركان سانتوريني الذي حدث باليونان خلال عام 1950م أحد أسوء الكوارث التي شهدتها القرون الماضية ، و التي نتج عنها سقوط رماد البركان ليغطي مناطق كثيرة تقع على شرق

البحر الابيض المتوسط

و تركيا ، و قد تسببت هذه الكارثة في القضاء على حضارة بأكملها كانت تعيش في جزيرة كريت و هي حضارة مينون .


معلومات عن جزيرة سانتوريني :


تشتهر جزيرة سانتوريني بكونها أحد أشهر المراكز البركانية في العالم ، و هي توجد باليونان في

بحر أيجة

الجنوبي بجبل ستراتوفولكانو الذي ينتشر حوله البحيرات البركانية التي تصل مساحتها إلى 12 كم  ، كما نجده مغموراً بمياه البحر الناتجة عن حدوث عدة انفجارات كبيرة ، و ظلت هذه النشاطات البركانية تتراكم لسنوات طويلة حول فوهة بركانية صغيرة الحجم ، ظهرت حولها جزيرة صغيرة و هي جزيرة سانتوريني التي تتشابه مع جزر سيكلاديك .

تتم ملاحظة الطبقات البركانية المتواجدة في هذه الجزيرة أنها ظاهرة على شكل مجموعة متسلسلة من الألوان المختلفة المشكلة من الجدران الداخلية التي تنحدر إلى بحر إيجه و تبلغ مساحتها 300 متر  ، و يزور السياح هذه المنطقة باستخدام القوارب ، و قد شهدت هذه الجزيرة اندلاع آخر ثورة بركانية عام 1950م و التي استطاعت أن تلحق الدمار بعدد كبير من المستوطنات المختلفة و تخلق البحيرات البركانية الموجودة بالوقت الحالي .


اندلاعات بركان جزيرة سانتوريني :



– ثوران مينون المدمر :


شهدت جزيرة سانتوريني العديد من الانفجارات الضحمة الناتجة عن النشاط البركاني و ذلك منذ آلاف السنين ، و خلال منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد حدث ما يسمى بـ ” ثوران مينون ” و هو عبارة عن ثورة للبركان اندلع خلال

العصر البرونزي

المتأخر ، و التي تعتبر واحدة من أبشع الانفجارات المعروفة و التي على الرغم من اهتمام العلماء بدراستها إلا أنه ظل يحيطها الكثير من الغموض ، و قد كان لهذا الثوران آثار خطيرة على الشرق الاوسط و العالم كله .

إن آثار هذا الانفجار مازالت موجوده حتى يومنا هذا ، فقد تبقت بعض رواسبه المميزة حتى الآن التي تتمثل في وجود طبقة سميكة من الرماد و الخفاف الابيض الظاهرة على أغلب الجزيرة ، كما أثّر هذا الفوران على هيئة و شكل الجزيرة فقد غيّرها كثيراً ، و يرى العلماء أنه من المحتمل أن تكون هذه الجزيرة كان لها شكلاً مختلفاً عما نراه عليها الآن و أنها كانت تشكل حلقة كاملة ، و لكنها تعرضت للانهيار و الانصهار بسبب البركان ، و اندثر العديد من أجزاءها في أعماق البحار .

نتج أيضاً عن ثورة مينون تدمير المركز الاقتصادي المتطور الذي كان على جزيرة سانتوريني ، فقد كشفت الحفريات التي تمت منذ عام 1969م عن مدينة سيكلاديك التي اندثرت تحت الرماد البركاني لحوالي 4 آلاف سنة ، و قد اشتملت الحفريات على بعض اللوحات الجميلة و العديد من الأشياء العظيمة التي تدل على تميز هذه الحضارة ، و قد ساعدت هذه الاكتشافات على معرفة الكثير عن ثقافة و تاريخ شعب هذه المدينة ، و يربط البعض بين هذا الثوران و بين عصا موسى و شق البحر .


– الاندلاعات الاخيرة لبركان سانتوريني :


بالرغم من سكون الاندلاعات التي حدثت في بركان

جزيرة سانتوريني

، إلا أن هذا البركان كان نشطاً لفترة طويلة و قد شهد عام 1645م حدوث انفجار بهذا البركان تبعه العديد من الثورات التي تفاوتت في حجمها بين الصغيرة و المتوسطة ، و نتج عن هذا الانفجار تكوّن الجزر الداكنة اللون و البحيرات البركانية ، و في عام 1950م ثار البركان لآخر مرة و حدث الاندلاع الشديد الذي دمر معه كل ما حوله ، ثم عاد البركان إلى سكونه و ظل هادئاً حتى الوقت الحالي ، و تنتشر في الجزيرة الآن الكثير من الينابيع الساخنة .