” شميدث ” قصة من الأدب الألماني

“شميدث” قصة من

الأدب الألماني

تدور أحداثها في حقبة الستينيات داخل أحد السجون الألمانية المعروفة بالشدة والقسوة مع السجناء، وشميدث هو بطل القصة وأحد السجناء في نفس الوقت، قد استطاع أن يحسن التصرف والتفكير للنجاة من قسوة سجانه عن طريق ابتكار حيلة جعلت منه السجين الأوفر حظًا في المعاملة الحسنة، مما جعل رفقائه في السجن يندهشون لهذا التفضيل وهذه المعاملة المميزة، وما أن سألوه حتى أفشى لهم سر حيلته وينقلب بعدها الحال إلى الأسوء.




قسوة السجن والسجان:


عرف عن الألمان القسوة والجمود في التعامل فما بالك بالسجون التي يمتلكونها! تدور القصة في فترة الستينيات التي كانت تفتقر إلى الكثير من وسائل الترفيه الموجودة حاليًا، عرف عن هذا السجن المذكور في قصتنا أنه يعامل المسجونين بطريقة غير آدمية خاصةً من المحكوم عليهم لفترات طويلة، وقد اعتاد السجناء على هذه المعاملة، بل ألفوها وكأنها واقع يجب التسليم به، وكان أحدهم يدعى “شميدث” الذي لقبوه بالجاسوس لما يلقاه من حسن المعاملة، والأدب والسماح له بالكثير من الأشياء الممنوعة لأقرانه فعرفوا أنه جاسوس دسه السجانون بينهم لنقل أخبارهم إلى إدارة السجن فظلوا يتجنبوه ويتجنبوا الحديث معه.


قصة شميدث:


وفي أحد الأيام قرر أحد هؤلاء المسجونين أن يسأل شميدث عن السر وراء قصته، وكذلك السبب الحقيقي وراء هذه المعاملة المتميزة له عن الباقيين، وما أن توجه إلى شميدث وألقى عليه أسألته، فسأله شميدث ماذا تكتب في الرسائل الأسبوعية التي تبعث بها لأهلك أنت وجميع الموجودين بالسجين؟ وهنا تجمع حولهم المسجونين لسماع الخبر والقصة، وأجابوا جميعًا، نشكو من قسوة الحياة هنا ومن المعاملة السيئة التي نتلقاها على أيدي هؤلاء الملعونين من السجانين، فأجاب هنا يكمن السر.


رسائل شميدث إلى زوجته:


بدأ شميدث يسرد لأقرانه عن رسائله التي يبعثها إلى زوجته كل أسبوع، وكيف أنه يصف فيها الحياة الهادئة التي يتمتع بها داخل السجن، وعن المعاملة التي يتلقاها على يد هؤلاء السجانين الذين يتمتعون بالأدب وحسن المعاملة، كما أنه يذكر لها بين الحين والآخر اسم أحدهم مع التكييل له بالمدح والعرفان بالجميل، وهنا أجابه أحدهم وما دخل هذا بما يحدث معنا من معاملة سيئة؟ ولماذا تضطر للكذب على زوجتك وتمدح السجانين؟ أجاب شميدث: ببساطة لأنكم لا تعلمون أن جميع الرسائل التي تخرج من هذا السجن يتم قراءتها بعناية، وكل سجان هنا يعلم حقيقة ما بداخل كل واحد منا تجاهه، ولكنهم من خلال رسائلي استطعت خداعهم وإظهار عكس ما أشعر به، وهم بدورهم نتيجة مدحي لهم قرروا معاملتي بطريقة أفضل، والآن كل ما عليكم هو أن تغيروا لهجتكم وطريقة كتابة الرسائل التي تبعثون بها إلى زوجاتكم.


ندم وحسرة:


بعد عدة أيام وخاصةً بعد إرسال الرسائل الأسبوعية وجد السجناء أن المعاملة صارت من سيء إلى أسوء وبدأ السجانون يعاملونهم بطريقة أكثر بذاءة ويفرضون عليهم العقوبات، فجمعهم شميدث وسألهم ماذا كتبتم في رسائل هذا الأسبوع؟ فأجابوا: لقد كتبنا إلى زوجاتنا عن الخدعة التي علمتنا إياها في خداع الحراس البلهاء والتي سوف تجعلهم يعاملوننا بشكل أفضل، ونزلت كلماتهم كالصاعقة على رأس شميدث الذي ظل ينعي حاله الذي تبدل إلى أسوأ بفضل غباء هؤلاء المساجين.