قصة هلاك قوم شعيب عليه السلام

كانت عقوبة قوم شعيب عليه السلام



  • الصيحة



  • الرجفة



  • يوم الظلة

جمع الله عز وجل على قوم شعيب عليه السلام أنواع العذاب ففي سورة كان عذاب قوم شعيب عليه السلام الصيحة وفي سورة كان عذاب قوم شعيب عليه السلام الرجفة وفي سورة أخرى يوم الظلة. وهذا ليس تعارض بين الآيات القرآنية ولكن السبب أن الله عز وجل أنزل على قوم شعيب عليه السلام كل أنواع العذاب هذه.

وقد أنزل الله عز وجل على قوم شعيب عليه السلام أنواع العقوبات والبليات وذلك بسبب استحقاق قوم شعيب عليه السلام للعذاب لما اتصفوا به من أسوء الصفات مثل أكل أموال الناس بغير حق والاعتداء على الأنفس والاستهزاء بشعيب عليه السلام وصولًا إلى تهديد شعيب عليه السلام.

حتى أن قوم شعيب عليه السلام استعجلوا العذاب وساروا على منهج من كان قبلهم من أهل الضلال وظنوا أن ذلك مستحيل ولذلك سلط عليهم الله عز وجل رجفة شديدة أسكنت الحركات، وصيحة عظيمة أخمدت الأصوات، وظُلة أرسل عليهم منها شرر النار من كل الجهات. [1] [2]

أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل ليبلغوا رسالة التوحيد والإيمان، ويدعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأوثان و المعاصى، وبُعث لكل قوم نبي منهم كي يكون قادرًا على التفاهم معهم بلسانهم، إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد بُعث إلى العالمين، وكان الأنبياء والرسل مثالا يحتذى به في الصبر وتحمل الأذى الذي لاقوه على يد أقوامهم، وقصتنا عن نبي الله شُعيب و

قوم مدين

خير دليل .


نبي  الله شعيب عليه السلام :


ذكر أسم نبي الله شعيب في القرآن الكريم إحدى عشر مرة، وهو الذى عاش في قرية مدين في أطراف الشام بالأردن ، وذلك في القرن السادس عشر قبل الميلاد، ويُعد سيدنا إبراهيم هو الجد الخامس لسيدنا شعيب، ومات نبي الله شعيب عن عمر يُناهز المئتان و أثنين وأربعون عامًا .

أمن شعيب بنبي الله

إبراهيم عليه السلام

كما رافقه في هجرته إلى دمشق، ولُقب سيدنا شعيب عليه السلام بـ ” خطيب الأنبياء، حيث أنه عُرف بفصاحة اللسان والبلاغة في الحديث وحلاوة الكلمات التي أشتهر بها عند دعوة قومه للإيمان، عندما أرسله الله عز وجل لدعوة قومه قال تعالى : ” وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ “.


قوم مدين ” قوم شعيب ” :


عُرف عن قوم مدين وكما أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم أنهم قوم يبخسون الناس حقوقهم، ولا يراعون الكيل والميزان، ويغشون في التجارة، وكانوا يعبدون ” الأيكة ” وهي الأشجار الكبيرة والملتفة، وهم القوم الذي لجأ أليهم سيدنا موسى من بطش الفرعون وتزوج أحدى بناتهم بعد أن استأجره والدها، كما يذكر أن ” مدين “، كان ابن سيدنا إبراهيم عليه السلام وذُكر أسمه في قصة سيدنا يوسف .


علاقة شعيب عليه السلام مع مدين :


اشتهر قوم مدين بالتجارة ولكن أيضًا عُرف عنهم الغش والخداع والمكر وأكل مال الآخرين، وجائهم نبي الله شعيب لـ ينهاهم عن فعل هذه الأمور، ولكنهم سخروا منه كما رفضوا كلامه وواصلوا حياتهم المشينة، حتى وصل بهم الضلال للشرك بالله، لم ييأس شعيب وحاول معهم كثيرًا  ألا ان محاولاته باءت جميعها بالفشل بل وصل بهم الأمر لتوعد شعيب ومن معه.

مرت الأعوام وقوم مدين يزدادون سوءا ومكرًا وفسادًا، وعبادة الأيكة دون الله كما ذكرهم الله في كتابه ” أصحاب الأيكة “، وأخذوا يتوعدن شعيب بالعذاب والطرد والقتل هو ومن معه وكذبوه هو ونبوته وأنه رسول الله، وقاموا بالتهكم عليه عندما  ضرب لهم مثل القوم السابقين أمثال قوم لوط ونوح عليهم السلام  الذين لاقوا حتفهم لكنهم  تكبروا و اعرضوا  عن كلامه.


هلاك قوم مدين :


استضعف قوم مدين شعيب ومن معه من فئة قليلة، وقاموا بتهديده بحفر حفرة كبيرة وإلقائه فيها هو ومن معه وضربة بالحجارة حتى الموت، ثم اجتمع رؤساء مدين وطالبوا بعقابه أما التشريد أو العودة لديانتهم في عبادة الأيكة وبالطبع رفض شعيب، حتى بدؤوا في التحدي وأنه غير قادر على إنزال العقاب عليهم بأن يُنزل كسفًا من السماء إذا كان من الصادقين .

إلى أن جاء أمر الله تعالى بـ إلحاقهم العذاب وأمر الله شعيب بالخروج هو واتباعه من القرية، وبعد خروجه أهلك الله تعالى قوم مدين بالصيحة، حيث أتت عليهم غمامة كبيرة، كانوا يظنونها مطرًا إلى أن عرفوا بأنها غضب الله، وادركتهم الصيحة الجبارة الآتية من السماء وتحول الجميع إلى جثث هامدة على وجوههم ” وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ”.