آخر المخلوقات موتًا

قال الله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء:78]، وردت العديد من التفاسير والأحاديث حول الموت وحقيقته وكيفيته لجميع المخلوقات من

الإنس والجن

والملائكة، وما هي اللحظات الأخيرة في يوم القيامة ومن هو آخر المخلوقات موتًا.


آخر المخلوقات موتًا

ورد عن

أنس بن مالك

رضي الله عنه أن آخر من يموت من المخلوقات هو ملك الموت، وذلك في تفسيره لقول الله عز وجل {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ}، وقد جاء في الدرر المنثور للسيوطي: وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس رفعه في قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ}…. قال: فكان ممن استثنى الله جبريل، وميكائيل، وملك الموت، فيقول الله -وهو أعلم-: يا

ملك الموت

من بقي؟ فيقول بقي وجهك الكريم، وعبدك جبريل، وميكائيل، وملك الموت، فيقول: توف نفس ميكائيل، ثم يقول -وهو أعلم- يا ملك الموت من بقي؟ فيقول بقي وجهك الكريم، وعبدك جبريل، وملك الموت، فيقول: توف نفس جبريل، ثم يقول -وهو أعلم-: يا ملك الموت من بقي؟ فيقول: بقي وجهك الباقي الكريم، وعبدك ملك الموت وهو ميت. فيقول: مت. ثم ينادي أنا بدأت الخلق، وأنا أعيده فأين الجبارون المتكبرون؟ فلا يجيبه أحد، ثم ينادي لمن الملك اليوم، فلا يجيبه أحد، فيقول هو لله الواحد القهار: ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون.

وأخرج ابن المنذر عن جابر: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ}… قال: استثنى موسى عليه السلام لأنه كان صعق قبل. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه: {إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ}.. قال: هم حملة العرش، وفي تفسير

ابن كثير

: هذه النفخة هي الثانية وهي نفخة الصعق وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السموات والأرض إلا من شاء الله كما جاء مصرحًا به مفسرًا في حديث الصور المشهور ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت وينفرد الحي القيوم الذي كان أولًا وهو الباقي آخرًا بالديمومة والبقاء، ويقول ” لمن الملك اليوم ” ثلاث مرات ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول: لله الواحد القهار.

عظة الموت

الفائدة هنا مع وقفتنا مع الموت ليس البحث عن أول وأخر من يموت بل العظة من الموت نفسه فكم وارى الثرى من أحبة ملوك وأثرياء وفقراء وذوي سلطة وجاه لم يفرق بينهم حتى

الملائكة

والجن فلك يموت ولايبقى إلا الواحد القهار هو الباقي الآخر، ولتكن لنا أسوة في حبيبنا الهادي محمد صل الله عليه وسلم وهو حبيب الرحمن، الذي قال الله فيه عز وجل: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر:30]، وما جاء عن الصاحبة والتابعين من عظات في الموت فقد دخَل يزيد الرقاشي على

عمر بن عبدالعزيز

فقال له: عِظني، فقال يزيد الرقاشي: لست أوَّل خليفة تموت يا أمير المؤمنين، قال: زِدني، قال: لم يبقَ أحدٌ من آبائك من لدُن آدم إلى بلغت النوبة إليك إلا وقد ذاق الموت، قال: زِدْنِي، قال: ليس بين

الجنَّة

والنَّار منزل والله… {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ  وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار: 13، 14]، وأنت أبصَرُ ببرِّك وفُجورك، فبكى عمر حتى سقَط عن سريره.