الصداقة كنز معناها جميل من ملكها اشهد انه ملك


الصداقة

كنز معناها جميل ، وهي واحدة من أسمى العلاقات البشرية التي تجمع بين الناس ، ففيها تتألف القلوب وتتآزر الأيادي ويصبح الصديق عضدًا لصديقه ، يقف إلى جواره في كل حين ، والصديق الوفي هو الذي يمد يد المساعدة والعون لصديقه متى أراد ، أما من لا تجده وقت الحاجة فليس بصديق وإنما متملق لا يستحق صداقتك ولا حزنك عليه.

ولقد ركز الإسلام على الصداقة المبنية على التقوى فهي التي تدوم ويتضح ذلك في سورة الزخرف : بسم الله الرحمن الرحيم{ الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ } (67) صدق الله العظيم فالأصدقاء المتخالون على المعاصي يتبرأ بعضهم من بعض يوم القيامة إلا المتقون .

وقد برع العرب على مر العصور في التعبير عن مشاعرهم تجاه الغير ، بما فيهم

الأصدقاء

، والدليل على ذلك أن لدينا تراث كبير من كبير من كلمات المدح والثناء في حق الصديق ، والكثير من كلمات الهجاء أيضًا وكلمات التحذير في حق الصديق السيئ ، وقد اتخذت تلك الكلمات شكل الشعر والنثر مثل :

نثر وخواطر عن الصداقة

الصداقة كنز معنـاها جميل من ملكها اشهد انه ملك **** تعرف اوصافك من اوصاف الخليل والصديق احيان اقــرب من هلك ****من كلام المصطفـى سقنا الدليل الجليس اثنين واحـــــــدهم هلـِك **** حامل المســــــــــك طبـّن للعليل صاحب ٍ للخيــــــــر بدروبه سلك**** لو تحس بضيق للضيقــــــــة يزيل لو تغيب شوي عن الحـال سألك ****والجليس السوء النــــــذل الرذيل نافخ الكير من الكيــــــر شعلك ****مايعين بخير خيــــــره مستحيل ماوراه احسان يجهـــــل بجهلك**** لو تمر بســـــــــوء دور لك بديل خاينــــــــــن ماشال هم ٍ **** لزعلك الفضل لله والشكـــــــــر الجزيل يافؤادي خير من المـولى شملك****البداية عيــــــــن وآخرها سبيل والوســـــط ابرة وفكـر بمهلك.

أنا في خاطري كلمه ولا ني قادر اخفيهـا يقولون الزمن غادر وانا اقول الزمن وافي **** يقولون الصداقه سنين تبعدها وتدنيها واقول ان القلوب اقوى مابين احساسه واحساسي ****صداقة ترم خلتني مع رقه معانيهـا كتبت من الوفـا قصـه ادونها بتجرافـي**** ألا كل الحـلى منه وبهالدنيا يوازيهـا صديقه لا قسى وقتي وغدى بي الدهر جافـي ****عسى الله بالفرح يملى حياته وكل امانيها فضل الله يحققها ويبقى قلبها صافي****وعسى المولى يخليها لعين دوم ترجيهـــا وتبقى بيننا الصحبه على مر الزمن كافي****وصلاة الله على طه عدد ما نادى ناديها في يوم الضيق يوم العبد يلجى ربنا حافي

.

والله ماني على مدح الرّياجيل بخيل خاصةً لا جيت أمدح في زحول الرّجال ****المشكلة مدحهم حمل لا شلته ثقيل من ثقلها ما يقدر عليها كبار الجمال****حتّى لو تحاملت على حملها لا بدّ يميلمال الجمل حيله على حمل الأثقال****أجل وش حيلة قلم بالقصايد يخيل في معانيها صدق من مزون الخيال****قصيدة ما هي غزل فالطرف الكحيل ولا هي عتاب وشكوة حال دون حال

قصيدة مدح في ذاك الشهم الأصيل.

أشعار عن الصداقة

برع العرب في الحديث عن الصداقة من خلال نسج الكلام ووزنه شعرًا وقافية ، ومن هؤلاء سيدنا

علي بن أبي طالب

رضي الله عنه والصحابي

حسان بن ثابت

شاعر الرسول ، و

الإمام الشافعي

وغيرهم من شعراء العرب أمثال أبو العتاهية و

أبي العلاء المعري

وغيرهم.


على بن أبي طالب

وإِذا الصّديقُ رأيتَهُ متملقاً فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنّب

لا خيرَ في امرئٍ متملّقٍ حلوِ اللسانِ وقلبهُ يَتَلهَّبُ

يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ

يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ

واخترْ قرينَكَ واْطفيه تفاخراً إِنّ القرينَ إِلى المقارنِ يُنْسَبُ.


حسان بن ثابت

أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ

فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ

وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ

سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ

هُوَ الفَعُـولُ المرء يعرف بالأنام بفعله.


الإمام الشافعي

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً  فلا خيرَ في ودٍّ يجيءُ تكلُّفا

ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ   ويلقاهُ من بعدِ المودَّةِ بالجفا

وَيُنْكِرُعَيْشًا قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ   وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا

سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا   صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا


البحتري

إِذا ما صديقيْ رابَني سوءُ فعلِهِ   ولم يكُ عمّا رابَني بمُفيقِ

صبرتُ على أشياءَ منهُ تُريبني   مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ

كَمْ صَدِيقٍ عرَّفْتُهُ بِصَديقِ   صَارَ أَحْظَى مِنَ الصَّدِيقِ العتِيقِ

وَرَفِيقٍ رَافَقْتُهُ في طَرِيقٍ   صَارَ بَعْدَ الطَّريقِ خَيْرَ رَفِيق


أبو العتاهية

لا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ   ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ

لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ   أقرُّ لعيني من صديقٍ موافقِ

وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ   فإنّي بهِ، في وُدّهِ، غَيرُ وَاثِقِ

أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ  وَأُفْرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْ خَلائِقِ

وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّةٍ   وَأعْلَمُ أنّ اللّهَ، ما عِشتُ، رَازِقي

صَفيٌّ منَ الإخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ   صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ


أبو العلاء المعرّي




فاهجرْ صديقَكَ إِن خِفْتَ الفسادَ به   إِن الهجاءَ لَمبوءٌ بتشبيبِ

والكفُّ تُقطعُ إِن خِيفَ الهلاكُ بها   على الذراعِ بتقديرٍ وتَسبيبِ