اشعار نزار قباني عن الشوق

يعد

نزار قباني

من أبرز

شعراء


القرن العشرين

على الإطلاق فقد كتب العديد من القصائد الشعرية في

الحب

والغزل والثورة و

الحرب

يقول النقاد أنه موهبة شعرية استثنائية فمن هو

نزار قباني

ولد

نزار قباني

في مدينة دمشق القديمة يوم 21 مارس لعام 1921م ، عاش في منزل دمشقي عريق وتكونت فيه موهبته الشعرية ، ورث من أبيه حبه للشعر ، تخرج من كلية الحقوق عام 1945م ثم التحق بوزارة الخارجية السورية ، وتم تعينه في السفارة السورية في

مصر

وظل هكذا يتنقل بين عواصم العالم ، أما عن نسبه فتنحدر أسرته من نسب الإمام علي بن الحسين

زين العابدين

الذين انتقلوا للعراق وبعضهم ذهب لسورية ، أما جده فهو الرائد المسرحي أبو خليل القباني الذي أدخل فن

المسرح

للأدب العربي في النصف الثاني

للقرن التاسع عشر

، وتوفي يوم 30 ابريل لعام 1998 في لندن عن عمر يناهز 75 عامًا .

أشعار الشوق لنزار قباني

قصيدة غرفة

أنتِ التي في جانبي

أم الإطارُ الواهمُ

سمراءُ .. يا سمراءُ .. بي

إليكِ شوقٌ ظالمُ

عُودي ! على ضفائر الغيم

اللقاءُ القادمُ ..

لا تتركيني .. لم يكنْ

لولاكِ هذا العالَمُ ..

قصيدة لأن الشوق معصيتي

لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه..       إن يَغفر القلبَ.. جرحي من يداويه.

قلبي وعيناكِ والأيام بينهما..   دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه..

إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه..       كل الذي مات فينا.. كيف نحييه..

الشوق درب طويل عشت أسلكه..         ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه..

جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا..         واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه..

مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي..      والعشق والله ذنب لستُ أخفيه..

قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني..          كيف انقضى العيد.. وانقضت لياليه..

يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني..        كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه..

حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا..        عدنا إلى الحزن يدمينا.. ونُدميه..

مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني..     قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه..

أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني..       ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه..

ولتسألي الليل هل نامت جوانحه..         ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه..

يا فارس العشق هل في الحب مغفرة..     حطمتَ صرح الهوى والآن تبكيه..

الحب كالعمر يسري في جوانحنا..        حتى إذا ما مضى.. لا شيء يبقيه..

عاتبت قلبي كثيراً كيف تذكرها..          وعُمرُكَ الغضّ بين اليأس تُلقيه..

في كل يوم تُعيد الأمس في ملل..          قد يبرأ الجرح.. والتذكار يحييه..

إن تُرجعي العمر هذا القلب أعرفه..       مازلتِ والله نبضاً حائراً فيه..

أشتاق ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي..         يا ذنب عمري.. ويا أنقى لياليه..

ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي..         لا الصفح يجدي.. ولا الغفران أبغيه..

إني أرى العمر في عينيكِ مغفرة..         قد ضل قلبي فقولي.. كيف أهديه

قصيدة

وَددتُ مِنَ الشَّوقِ الذي بي أنَّنِي

وَددتُ مِنَ الشَّوقِ الذي بي أنَّنِي            أُعَارُ جناحَيْ طائرٍ فأطيرُ

فما في نَعِيمٍ بَعْدَ فَقْدِكَ لَذَّة ٌ       ولا في سُرُورٍ لَسْتِ فيهِ سُرُورُ

وإنَّ کمْرَأً في بَلْدَة ٍ نِصْفُ نَفْسِهِ            ونِصْفٌ بِأُخْرَى إنَّه لَصبورُ

تَعَرَّفْتُ جُثْمَانِي أَسِيراً بِبَلْدَة ٍ    وقلبي بِأُخرى غيرَ تِلكَ أسيرُ

ألا يا غُراب البَيْنِ ويحكَ نَبِّنِي بِعِلْمِكَ في لُبْنَى وأَنْتَ خَبِيرُ

فإنْ أَنْتَ لَمْ تُخْبِرْ بِشَيْءٍ عَلِمْتَهُ فلا طِرْتَ إلاَّ والجَنَاحُ كَسِيرُ

وَدُرْتَ بِأَعْدَاءٍ حَبِيبُكَ فِيهِمْ      كما قَدْ تَرَانِي بالحَبِيبِ أدُورُ

قصيدة متى يأتي

متى يأتي ترى بَطلي ؟

لقد خبَأتُ في صدري

له، زوجاً من الحجَلِ

وقد خبَّأتُ في ثغري

له . كوزاً من العسلِ ..

متى يأتي على فرسٍ

له، مجدولةِ الخُصلِ

ليخطفني ..

ليكسر بابَ مُعْتقلي

فمنذ طفولتي وأنا ..

أمدُّ على شبابيكي ..

حبال الشوقِ والأمل ..

وأجدلُ شعريَ الذهبيَّ كي يصعدْ ..

على خُصلاتهِ .. بطلي ..

قصيدة على عينيك يضبط العالم ساعاته

قبل أن تُصبحي حبيبتي

كانَ هناكَ أكثرُ من تقويمٍ لحساب الزَمَنْ.

كان للهُنُود تقويمُهُمْ،

وللصينيِّنَ تقويمُهُم،

وللفُرْسِ تقويمُهُمْ،

وللمصريِّينَ تقويمُهُم،

بعدَ أن صرتِ حبيبتي

صارَ الناس يَقُولون:

السنةُ الألفُ قبل عَيْنَيْها

والقرنُ العاشر بعد عَيْنَيْها.

وصلتُ في حُبِّكِ إلى درجة التَبَخُّرْ

وصارَ ماءُ البحر أكبرَ من البحرْ

ودَمْعُ العين أكبرَ من العينْ

ومساحةُ الطَعْنَةِ..

أكبرَ من مساحة اللَّحْمْ.

3

وأتوحَّدَ بكِ أكْثَرْ

صارتْ شفتايَ لا تكفيانِ لتَغْطيةِ شَفَتَيْكِ

وذِرَاعايَ لا تكتفيانِ لتطويقِ خَصْرِكْ

وصارتْ الكِلماتُ التي أعرفُها

أَقَلَّ بكثيرٍ،

من عدد الشَامَاتِ التي تُطرِّزُ جَسَدكِ.

4

لم يعُدْ بوسْعي،

فمنذُ أعوامٍ،

وهُمْ يُعْلِنونَ في الجرائد أنَّني مفقودْ

ولا زلتُ مَفْقُوداً..

حتى إشعارٍ آخَرْ..

5

لم يَعْدْ بوسْع اللغة أن تَقُولَكِ..

صارتِ الكِلماتُ كالخيول الخَشَبيَّهْ

ولا تَطَالُكِ..

كُلَّما اتَّهمُوني بحُبِّكِ..

أشعُرُ بتفوّقي.

وأعقدُ مؤتمراً صحفيَّاً،

أوزِّعُ فيه صُوَرَكِ على الصحافَهْ،

وأظهر على شَاشةِ التلفزيونْ

وأنا أضَعُ في عروة ثوبي

وردةَ الفضيحَهْ..

7

كنتُ أسمعُ العُشَّاقَ

يتحدَّثُونَ عن أشواقِهمْ

فأضْحَكْ..

وشربتُ قهوتي وحدي..

عرفتُ كيف يدخلُ خنجرُ الشوق في الخاصرة

ولا يخرجُ أبداً..

8

مُشْكلتي مع النَقْد

أنَّني كلَّما كتبتُ قصيدةً باللون الأسودْ

قالوا إنَّني نَقَلْتُها عن عَيْنَيْكِ..

9

أنَّني كلَّما نفيتُ علاقتي بكِ

سَمِعْنَ خَشْخَشَةَ أساوركِ

في ذَبْذَبات صوتي

ورأينَ قميصَ نَوْمكِ

10

لا تُعوِّديني عليكِ..

فقد نصحني الطبيبْ

أن لا أتركَ شفتيَّ في شَفَتَيْكِ

أكثرَ من خَمْسِ دقائقْ

وأن لا أجلس تحت شمس نَهْدَيْكِ

أكثرَ من دقيقةٍ واحدةٍ

11

إنْ كنتِ تعرفينَ رَجُلاً..

يُحِبُّكِ أكثرَ منّي

فدُلّيني عليهْ

لأُهنِّئهُ..

وأَقْتُلَهُ بعد ذلكْ..