خطبة محفلية عن كفالة اليتيم

لقد أمر الله سبحانه وتعالى بالرحمة في التعامل بين البشر  ، وقد أولى القرآن الكريم اهتمامًا خاصًا بالعطف على اليتيم ؛ حيث أنه قد فقد جزءًا أساسيًا من عمود المحبة والرحمة ؛ حيث فقدان الأب أو كلا الوالدين ، ولذلك أمر الله تعالى ورسوله الاهتمام بشكل خاص باليتيم نظرًا لافتقاره إلى الحنان وإلى الحياة السوية الطيبة ، كما أن الإسلام قد جعل كفالة اليتيم في مكانة عظيمة عند الله تعالى ، وحينما يستمع الإنسان إلى

خطبة محفلية

تتحدث عن اليتيم ؛ فمن المؤكد أنه سيتمنى أن يكفل يتيمًا لينال أعظم أجر من الله تعالى.

خطبة عن كفالة اليتيم

مقدمة خطبة عن كفالة اليتيم

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخلق أجمعين

السلام عليكم عباد الله في كل وقت وحين

أما بعد

إن من أعظم ما يمكن أن يتقرب به العبد إلى ربه هو الاهتمام باليتيم ورعايته ، إنه اليتيم الذي فقد أبيه أو كلا والديه قبل بلوغ الحلم ، ولذلك أولى له الإسلام اهتمامًا خاصًا ، وقد ذُكر اليتيم في القرآن بالعديد من المواضع التي توصي بحسن رعايته ، تأملوا قوله تعالى ”

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا” ، أطعموا الطعام يا عباد الله واعتنوا بالأيتام فهم طريق إلى الجنة.

موضوع خطبة عن كفالة اليتيم

أنصتوا يا عباد الله إلى قول الرسول صلّ الله عليه وسلم “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى” ؛ فهل تعلمون ما هي مكانة كافل اليتيم في الجنة؟ إنها رفقة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ، يا الله.. وهل هناك أعظم من ذلك مكانة ، إنها مكانة العظماء الرحماء الذين امتثلوا لأوامر الله تعالى ورسوله الكريم ؛ فرقّت قلوبهم ورحموا الضعفاء من الأيتام وشملوهم في محبتهم وسعوا إلى قضاء حوائجهم ، لقد جاء رجل إلى النبي ليشكو له قسوة قلبه ؛ أتعلمون ماذا قال له المصطفى صلوات الله عليه وسلامه ، لقد قال له “أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك”.

الرحمة يا عباد الله بالأيتام من أسمى الأفعال وأعظم الخصال ، أنصتوا يا عباد الله إلى قوله تعالى “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” ، حافظوا على الأيتام وعلى أموالهم ، احتضنوهم واشملوهم بالمودة والمحبة ، اعتبروهم فلذات أكبادكم حتى يرتفع شأنكم في الدنيا والآخرة ، أحسنوا إليهم يا عباد الله ؛ فهم بحاجة إلى الحب والإحسان والرحمة ، لقد أوصى الله بهم خيرًا بالعديد من آيات القرآن الكريم ، استمعوا إلى قوله تعالى “وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا “.

خاتمة خطبة عن كفالة اليتيم

تأملوا يا عباد الله قوله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا” ، ما أحوجنا نحن إلى الرفق باليتيم وعدم استباحة ماله إن كان لديه مال ، ما أحوجنا إلى رعايته والاعتناء به كي ندخل جنات النعيم برفقة الحبيب المصطفى صلّ الله عليه والسلام ، استمعوا إلى قوله تعالى “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ” ، وفي النهاية يا عباد الله أدعو الله لي ولكم بالصلاح والتقوى والهدى ، اللهم اجعلنا من الرفقاء الرحماء بكل ضعيف مسكين ، اللهم احشرنا في زمرة نبيك وحبيبك محمد عليه الصلاة والسلام بجنات النعيم.