مميزات وعيوب استراتيجية مثلث الاستماع

من بين العديد من الاستراتيجيات التدريسية الحديثة التي يتم تطبيقها في مراحل التعليم الأساسي من أجل تعزيز درجة الفائدة المنشودة من العملية التعليمية داخل المدارس ؛ ظهرت استراتيجية مثلث الاستماع التي تُساعد على رفع معدل مشاركة الطالب في سير العملية التعليمية وتخلق نوعًا من التعاون والالتزام بين الطلبة والطالبات وبعضهم البعض .

تأثير الاستراتيجيات التعليمية الحديثة

أصبح اكتشاف استراتيجيات ومناهج وخطط تعليمية حديثة هو الشغل الشاغل لخبراء التربية والتعليم في كافة الدول ؛ حيث أن اتباع بعض من هذه الخطط وتطبيقها بشكل صحيح داخل المدارس ؛ قد نتج عنه العديد من الإيجابيات الهامة ولا سيما أنها تجعل الطالب شبه مسؤول عن القيام بمفرده ببعض الأنشطة التربوية والتعليمية المختلفة ؛ وبالتالي فإن نجاح الاستراتيجيات التعليمية الحديثة ناتجًا عن أنها لا تهتم بالجانب المعرفي فحسب ؛ وإنما تهتم أيضًا بتنمية المهارات الفكرية والثقافية والقيادية لدى المتعلم وهذا ما يجعله مؤهلًا فيما بعد للمشاركة الاجتماعية والالتحاق بسوق العمل بنجاح .

استراتيجية مثلث الاستماع

عند تطبيق استراتيجية مثلث الاستماع Listening Triangle Strategy

ـ

[1] ؛ يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات ثلاثية عبر اتباع الخطوات التالية :

  • يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات كل مجموعة تتضمن 3 طلاب أو طالبات ويقوم بتوزيع الأدوار عليهم .
  • مهمة الطالب الأول تكون عبارة عن شرح أحد الدروس أو الأفكار التي يطلبها منه المعلم .
  • مهمة الطالب الثاني هي الاستماع جيدًا إلى شرح الطالب الأول ؛ ومن ثَم البدء في طرح مختلف الأسئلة عليه عند الانتهاء من الشرح .
  • أما الطالب الثالث فإن مهمته تتلخص في كونه مراقب للطالب الأول والطالب الثاني ؛ حيث يقوم بتدوين ما يقوله الطالب الأول وما يقوله الطالب الثاني ، ثم يبدأ في سرد ما تم بين الطالبين من شرح وطرح أسئلة وإجابات ، بأن يقول مثلًا لقد ذكر (الطالب الأول) المعلومة التالية وقام (الطالب الثاني) بطرح السؤال التالي ، وهكذا .
  • وبعد الانتهاء ، يتم تبديل الأدوار ويأخذ كل طالب دور الاخر وهكذا .

مميزات استراتيجية مثلث الاستماع

هناك عدد كبير من مزايا وفوائد تطبيق استراتيجية مثلث الاستماع [2] ، مثل :

تعزيز الثقة بالنفس

اتباع استراتيجية مثلث الاستماع من شأنه أن يعزز من ثقة الطالب بنفسه وإيمانه بقدراته الخاصة وقدرته على الشرح وإيصال المعلومة إلى الآخرين .

تعزيز المهارات الإدراكية

كما أن قيام الطلاب أيضًا بمراقبة شرح زميلهم والبدء في طرح الأسئلة يُساعد الطالب على تعميق ملكة التفكير والمناقشة والقدرة على تكوين الأسئلة المنطقية والأسئلة المباشرة أو غير المباشرة بإتقان .

تنمية مهارة التدقيق

كما أن قيام أحد الطلاب أيضًا بمراقبة زملائه أثناء تبادل الحوار والمناقشة وطرح الأسئلة واستقبال الإجابات ؛ يُعزز من قوة ملاحظة الطالب وقدرته على الاستماع إلى مختلف المحاضرات وتدوين الأجزاء الهامة والمحورية فقط ، وهذا بالطبع من شأنه أن يُساعد على تنمية القدرة على الفهم والتدقيق وقوة الملاحظة .

عيوب استراتيجية مثلث الاستماع

ومن جهة أخرى ؛ هناك بعض العيوب الخاصة باستراتيجية مثلث الاستماع ، مثل :

-عدم قيام المعلم بمراقبة أداء الطلاب خلال هذه الاستراتيجية ؛ قد يؤدي إلى قيام الطلاب بشرح معلومة خاطئة دون أن يتم تصحيحها أو الإجابة على بعض الأسئلة أيضًا بشكل خاطئ دون التعرف على الإجابة الصحيحة .

-الغرض من هذه الاستراتيجية هو تنمية روح التعاون والانسجام بين الطلاب ، ولكنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تنمية روح الضغينة بين الطلاب وبعضهم البعض إذا قام أحدهم بتوجيه سؤال تصعب الإجابة عليه مثلًا إلى زميله في حضور المعلم ، وهذا يوضح ضرورة أن يكون المعلم متابعًا لتنفيذ هذه الاستراتيجية طوال الوقت حتى يتدخل في الوقت المناسب .

-ومن أبرز عيوب استراتيجية مثلث الاستماع أيضًا ؛ أنها تؤدي إلى تقسيم الطلاب إلى عدد كبير من المجموعات لأنها مجموعات ثلاثية فقط ، وبالتالي ؛ قد يجد المعلم صعوبة في مراقبة صحة تنفيذ تلك الاستراتيجية لجميع المجموعات داخل الفصل طوال الوقت .