من هو البارون الاحمر

مانفريد ألبرت فرايهر فون ريتشهوفين كان طيار مقاتل ألماني لقد عرف باسم “البارون الأحمر” يعتبر هو أشهر طيار بطل أثناء الحرب العالمية الأولى ، فقد كتب له بصفة رسمية أنه أسقط أكثر من 80 طائرة من طائرات العدو ، كما أن ريتشهوفين كان من عائلة أرستقراطية ولديه عدد من

الأقارب

المشهورين .

مانفريد ألبرت فرايهر فون ريتشهوفين

فرايهر باللغة الألمانية(Freiherr) معناها “السيد الحر” لا يكون اسم حقيقي يعطى أو يسمى به عند الولادة ، ولكن هو لقب أرستقراطي ألماني وهو لقب معادل لقب البارون في بعض الدول الأخرى ، من هنا جاء لقب “البارون الأحمر” التي بالألمانية تترجم (مساعدة، معلومات) [1] .

وقد اشتهر ريتشهوفين بهذا الاسم حتي في ألمانيا ذاتها لكن أثناء حياته عرف ريتشموند بالألمانية باللقب “Der Rote Kampfflieger” ، ومعناها الطيار المقاتل الأحمر استغل هذا الاسم في سيرة ريتشهوفين الذاتية التي عمل على كتبها بنفسه في عام 1917 ميلاديا .

هناك الكثير من الألقاب الأخرى لريتشموند منها ، “Le Diable Rouge”

الشيطان

الأحمر ، و”Le Petit Rouge” “الأحمر الصغير” بالفرنسية ، وفي إنجلترا سمى “The Red Knight” “الفارس الأحمر” .

من هو البارون الأحمر الحقيقي

أٰطلق لقب البارون الأحمر على “مانفريد فون ريتشهوفن” وهو أشهر طيار في الحرب العالمية الأولى ، وهو أفضل طيار مقاتل ألماني أسقط أثناء 19 شهر من بين عامي 1916، 1918 ، حوالي 80 طائرة للحلفاء  وحاز على شهرة كبيرة بسبب طائرته صاحبة اللون القرمزي وأيضا في طريقة طيرانه المتميزة والناجحة التي لا تقف على أحد ، لذلك السبب سمي بـ البارون الأحمر وقد كبرت شهرة ريتشهوفن حتى أصبح أسطورة في الوقت الذي كان فيه ، بعد أن قام بتولى قيادة جناح المقاتلين الألمان المعروف باسم السيرك الطائر ، ولكن قصته انتهت في أبريل 1918  عندما قتل في معركة قوية فوق

فرنسا

[3].

ولد البارون الأحمر مانفريد فون ريتشهوفن في 2 مايو 1892 وكان من عائلة غنية من النبلاء البروسيين ( التي تعرف الآن ببولندا ) ، وحيث أن تربيته كانت متميزة وجيدة حيث أنه أمضى شبابه في الصيد ، وأيضا قام بممارسة الرياضة قبل أن يلتحق بالمدرسة العسكرية في سن الحادية عشرة وفي عام 1911 ، وبعد ثمانية سنوات قضاها كطالب تم تعيين ريتشهوفن في وظيفة ضابط في فوج سلاح الفرسان الأول في فريق أوهلان الجيش البروسي .

لقد نقل البارون الأحمر لتوريد واجب الخنادق ، كان ريتشهوفن يعمل على الجبهتين الشرقية والغربية في أول الحرب العالمية الأولى، وقد حصل على الصليب الحديدي ، نظرا لشجاعته تحت النار  لكن في وقت آخر لقد تم إرسال وحدته لتوريد واجب في الخنادق ، وفي محاولة حزينة طلب ريتشهوفن نقله إلى الخدمة الجوية الإمبراطورية الألمانية ، وقيل إنه كتب رسالة إلى ضابطه القائد أنه لم ينضم إلى الجيش “لجمع الجبن والبيض” .

و بمجيء يونيو 1915 كان الضابط الشاب المتعصب يشتغل مراقب خلفي في طائرة استطلاع .

البارون الأحمر يحلق في السماء

قضى ريتشهوفن في صيف عام 1915 كمراقب جوي في

روسيا

قبل نقله إلى الجبهة الغربية ، كما أنه حصل على رخصة طيارة بعد اكتسابه كل المهارات من أجل القيام بمهام قتالية فوق فرنسا وروسيا ، حيث أنه التقى مع الألماني الشهير المعروف (Oswald Boelcke) ، الذي عمل على تجنيده في مجموعة مقاتل جديد يسمى Jasta 2 .

وقد تطورت مهارات ريتشهوفن على يد Boelcke الطيار المقاتل الذي يتصف باللباقة ، وقدر ريتشهوفن أن حصل على أول فوز جوي في 17 سبتمبر 1916 بإسقاط طائرة بريطانية فوق فرنسا ، وبعد ذلك استطاع ريتشهوفن ان يوقع أربع طائرات أخرى إلى أن حصل على لقب الطيار البطل ، وقي أوائل عام 1917 استطاع أن يسقط ريتشهوفن 16 طائرة للعدو ، وكان أفضل طيار يقيم في ألمانيا و بسبب كفاءته ومهارته في القتال في ساحة المعركة حصل على “بلو ماكس” وهى ميدالية عسكرية أكثر شهرة عن غيرها في المانيا .

البارون الأحمر قائد سرب Jasta 11

في عام يناير 1917 عين ريتشهوفن على قيادة سرب المقاتلة الخاصة به التى تعرف ب Jasta 11 ، والتي كانت تحتوي على الكثير من الطيارين الموهوبين وكان من بين هؤلاء الطيارين أخيه الأصغر وهو (لوثار فون ريتشهوفن) ، وفي ذلك الوقت كانت طائرة المقاتلة Albatros D.III مدهونة باللون الأحمر ، وبسبب هذا الدهان الجميل تم تسميته بلقب البارون الأحمر و كان يطلق عليه ألقاب أخرى أيضآ من بينها “الأحمر الصغير” و “الفارس الأحمر” .

وفي يونيو 1917 حصل ريتشهوفن على ترقيته إلى قائد جناحه المقاتل الرباعي الأسطول ، وسمي بصفة رسمية باسم “السيرك الطائر” بسبب طائرته الملونة الزاهية وحركته السريعة أثناء الانتقال إلى النقاط الساخنة على طول جهة القتال ، وفي وقت أخر من هذه الفترة، تم تجهيز ريتشهوفن بطائرة ثلاثية من طراز Fokker Dr.1 ، وهي عبارة عن ماكينة ثلاثية لها أجنحة مميزة وأصبحت من أشهر الطائرات الخاصة بالبارون الأحمر .

لمعرفة تحديد الأعداد الكبيرة التي قتلها البارون الأحمر ، قام جواهرجي ألماني بعمل مجموعة من الكؤوس الفضية الصغيرة التي تحمل تاريخ كل انتصارات البارون الأحمر الجوية.

لقد حصل براون على تقدير رسمي خاص لهذا الانتصار ، لكن كان يوجد هناك جدل حول ما بين إذا كان هو أم المشاة الأستراليون هم الذين أطلقوا النار التي أدت إلى قتل البارون الأحمر .

وفاة البارون الأحمر

تعرض ريتشهوفن إلى الكثير من الإصابات خلال مهنته في الطيران ، لكنه تعرض لجرح عميق لأول مرة في الحرب في 6 يوليو 1917، عند إصابته بكسر في الجمجمة بعد أن تم رميه برصاصة خلال معركة مع الطائرات البريطانية .

وعلى الرغم من عودته إلى عمله مع السيرك الطائر بعد بضعة أسابيع ، فإنه لم يتعافى بصورة تامة من الإصابة حيث أنه كان يعاني من الصداع بصفة مستمرة ، وفي ذلك الوقت ظن بعض المؤرخين أنه ربما كان ريتشهوفن يشكو من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)  .

بعد ذلك كانت رحلة البارون الأحمر الأخيرة في 21 أبريل 1918 ، عندما عمل الطيارين الخاصين بالسيرك الطائر على الاشتراك مع مجموعة من الطائرات البريطانية فوق فو- سور- سوم بفرنسا، وعندما نزل ريتشهوفن إلى درجة أقل ليبحث عن مقاتلي العدو، قام بالتعرض لهجوم من مدافع رشاشات الأستراليين على الأرض ، وطائرة أخرى يقودها الآسيوي آرثر روي براون وفي مرحلة تبادل إطلاق النار بينهم ، ضرب ريتشهوفن في الجذع برصاصة وتوفى بعد أن هبط في أحد الحقول .

بعد وفاة “مانفريد فون ريتشهوفن” وجدت قوات الحلفاء جثته ودفنته بمراسم عسكرية كامل ، فإنه الشاب البالغ من العمر 25 عام، قد حلق في السماء مدة تزيد عن العامين ، واستطاع أن يثبت أن انتصاراته الجوية التي كان عددها ثمانية وثمانين هي الإنجازات الأكثر نجاحا وشهرة ، وأنه يعتبر أفضل طيار في الحرب العالمية الأولى .

وبسبب موته الغامض الذي لم يكن معروفا وأسطورة البارون الأحمر الحقيقي والمخيف إنه بقي في أذهان الشعوب بعد نهاية النزاع ، ومنذ ذلك الوقت تم الحديث عنه في عدد لا يعد من الكتب والأفلام والأغاني والمجلات المصورة والبرامج التلفزيونية [2].