أنهار ألمانيا الرئيسية

منذ القدم وقد لعبت الأنهار دورًا حاسمًا في تطور الحضارات ، والأن أيضاً تلعب اليوم الأنهار دوراً هاماً في تنمية الاقتصاديات ، حيث ساهمت بعض الأنهار الرئيسية في ألمانيا في تحقيق النمو والنهضة الاقتصادية بالإضافة إلى الناحية الجمالية لهذه الدولة الأوروبية .

لقد أظهرت المانيا للعالم لماذا يمكن اعتبار الأنهار المتطورة مصدراً هاماً لنمو الأمم ، حيث كانت الأنهار التي تتدفق عبر هذه الدولة الأوروبية مفيدة في تطوير شبكة متصلة جيدًا بنظام الملاحة الداخلية والتي تتعامل مع جزء كبير من التجارة والنقل في البلاد ، بالإضافة إلى ما سبق تم استخدام هذه الأنهار بكفاءة عالية جداً لتوليد


الطاقة الكهرومائية


، بالإضافة إلى استخدامها في كثير من الأنشطة الترفيهية مثل رحلات القوارب السياحية ، وأيضاً تم استخدام هذه الأنهار من أجل العمل كحدود وطنية في بعض الأحيان ، والأهم من ذلك لقد لعبت الأنهار التي تتدفق عبر هذه المنطقة دورًا حاسمًا في جعلها واحدة من المناطق شديدة التنوع البيولوجي على كوكب الأرض .

يمر نهر الدانوب الألماني مع تسع دول أوروبية أخرى ، ويعتبر نهر الدانوب هو أطول نهر يمر عبر ألمانيا ، في حين أن نهر الماين هو أطول نهر يتدفق بالكامل في ألمانيا ، كما أن معظم الأنهار التي تتدفق عبر ألمانيا تتشارك أيضًا مع بلدان أوروبية أخرى ، كما تمتلك ألمانيا واحدة من أكثر شبكات الأنهار تطوراً في العالم حيث تربط هذه الأنهار ألمانيا الأوروبية بدول أوروبية أخرى ، واليوم تستغل ألمانيا هذا المورد الطبيعي للمساعدة في ازدهار واحد من


أغنى الاقتصادات في العالم


.

شبكة الأنهار الألمانية

تعتبر شبكة الأنهار في ألمانيا كثيفة للغاية ، حيث تتدفق بعض الأنهار الرئيسية من ألمانيا إلى العديد من الدول الأوروبية عبر البلاد ، كما توجد بعض الأنهار الأخرى التي تنشأ في الدول المجاورة وتشق طريقها إلى ألمانيا ثم إلى البلدان المجاورة ، كما توجد أيضًا بعض الأنهار الصغيرة التي تبدأ في ألمانيا وتنتهي أيضاً هناك على الرغم من أن هذه الأنهار صغيرة إلى حد كبير إلا أن ذلك لا يجعلها أقل أهمية ، وبالتالي فإن كل هذه الأنهار سواء الكبيرة والصغيرة تنتهي في نهاية المطاف في بحر البلطيق أو البحر الأسود أو بحر الشمال .

نهر الدانوب

بخلاف كونه أطول نهر في ألمانيا وثاني أطول نهر في أوروبا فإن


نهر الدانوب


هو النهر الوحيد الذي يمر عبر عواصم أربعة بلدان مختلفة هي فيينا في النمسا ، براتيسلافا في سلوفاكيا ، بودابست في المجر و بلغراد في صربيا وذلك قبل أن يصب في البحر الأسود في دلتا الدانوب ، ويعتبر نهر الدانوب هو ثاني أطول نهر في أوروبا وأطول نهر في ألمانيا يبلغ طوله 1777 ميلاً ، ويمر نهر الدانوب عبر 9 دول أخرى صربيا والنمسا وبلغاريا ورومانيا وسلوفاكيا وكرواتيا وأوكرانيا ومولدوفا ، وبالتالي يعتبر نهر الدانوب هو مصدر المياه الأساسي لأكثر من 20 مليون شخص ، كما يوفر نهر الدانوب مناظر جميلة تجذب أكثر من ستة ملايين سائح كل عام ، على سبيل المثال المحمية الطبيعية لدانو هي بقعة طبيعية مهمة تقع في الجزء الألماني من نهر الدانوب .

نهر الراين

يعتبر


نهر الراين


هو ثاني أكبر نهر في ألمانيا مع طول يصل إلى 764 ميل ، وتعتبر بحيرة توماسي من أهم مصادر نهر الراين ، أما بحيرة برادايس السويسرية فهي المصدر الثانوي لنهر الراين ، ويمر نهر الراين عبر العديد من المدن الرئيسية وهي  كارلسروه ، مانهايم ، لودفيجشافين ، فيسبادن ، ماينز ، كوبلنز ، بون ، كولونيا ، ليفركوزن ، نويس ، دوسلدورف ، كريفيلد ودويسبورج ، كما أنه يتدفق عبر النمسا وفرنسا حيث يعمل كحدود بين ألمانيا وفرنسا ويعتبر نهر الراين بلا شك أحد مناطق الجذب السياحي الرئيسية في أوروبا ، يتدفق نهر الراين من خلال العديد من الوديان العميقة والتعرجات مع الوديان شديدة الانحدار مما يجعلها بقعة سياحية رئيسية في ألمانيا ، ويمر نهر الراين عبر العديد من الدول وهي ألمانيا والنمسا وسويسرا وفرنسا وهولندا .

نهر إلب

عندما كانت ألمانيا الشرقية والغربية دولتين منفصلتين كان نهر إلب يعمل كحدود بين البلدين ، ويتدفق نهر إلب من جبال كركوش في جمهورية التشيك ليتدفق عبر الأجزاء الغربية والشرقية من ألمانيا ، ثم يغير نهر إلب المسار إلى الشمال الشرقي ليصب في بحر الشمال في ميناء هامبورج ، ويبلغ طول نهر إلب 678 ميلاً وتصب أنهار فلتسا ومولد وأوهري وهافل وسايل وشوارز إلستر مياههم في نهر إلب ، توجد أهمية كبيرة لنهر إلب حيث يعمل النهر كميناء نهري ، ويعتبر نهر إلب من أكثر الأنهار التاريخية في ألمانيا حيث كان الفاصل التاريخي بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية ، يمر نهر إلب بالعديد من المدن الألمانية مثل دريسدن ، فيتنبرغ ، ديساو ، ماجدبورج ، هامبورج وستاد ، أما عن البلدان فهو يمر عبر ألمانيا وجمهورية التشيك .

نهر الماين

يتدفق نهر الماين عبر مدن فرانكفورت ، ويمكن التنقل في نهر الماين من حوض الراين إلى بامبرج ، ولقد تم بناء بعض السدود في مسار نهر الماين ، وترتبط قناة الدانوب الرئيسية التي يبلغ طولها 2200 ميل الرئيسية مع نهر الدانوب ونهر الراين ، ويعد حلقة سباق ماين من أبرز أماكن الترفيه للدراجات الألمانية بأكثر من 370 ميلاً ، وفي عصر الحرب العالمية الثانية  كان نهر الماين يفصل سكان جنوب ألمانيا الكاثوليك عن اتحاد شمال ألمانيا .

أهمية الأنهار في ألمانيا

تشتهر ألمانيا بالرحلات النهرية المشهورة في جميع أنحاء خريطة العالم ، وهذا لا ينبغي أن يكون مفاجئًا مع الأنهار مثل نهر الدانوب والراين وإلب حيث تأخذ الرحلة النهرية السياح من على نهر الراين عبر مدن رائعة مثل دوسلدورف وكولونيا ، بينما تجعلك رحلة نهر إلب تستمتع بتجربة فريدة حيث الاستمتاع بالجمال الطبيعي لمدن مثل هامبورج وماجدبورج ودريسدن ، وعلى مر السنين ساهمت هذه الأنهار في العديد من الأعمال الفنية .

لقد لعبت الأنهار في ألمانيا دورًا مهمًا في تطوير البلاد ، حيث تمتلك الدولة الألمانية واحدة من أكثر أنظمة الملاحة الداخلية تطوراً في العالم بفضل جميع الأنهار التي تتدفق عبرها إلى أو من دول أوروبية أخرى ، وكانت الأنهار أيضًا مصدرًا أساسيًا لتوليد الطاقة الكهرومائية ، والمنصات الترفيهية ، وتمييز الحدود الوطنية والأهم من ذلك إنشاء نظام بيئي نابض بالحياة .

لقد ساهم بناء قناة راين والدانوب في عملية النقل والشحن من بحر الشمال إلى


البحر الأسود


حيث يعتبر نهر الراين هو الركيزة الأساسية للتجارة والتبادل التجاري في ألمانيا ، وتعتبر منطقة وادي الراين هو المنطقة الأكثر شهرة في شبكة الأنهار الألمانية ، حيث يوفر النهر الذي يتدفق عبر حدود بولندا وألمانيا مسارًا حاسمًا للشحن البحري ، كما توفر الأنهار الألمانية الكثير من قنوات الملاحة من وإلى برلين وبولندا ، ولقد ساهمت شبكة الأنهار الألمانية أن تتمتع ألمانيا بتنوع بيولوجي فريد .[1]