أشكال التقنية التي تستخدم في دراسة علم الآثار


علم الآثار

لم يعد عملاً عشوائيًّا ، بل أصبح عملاً دقيقًا للغاية ومعقدًا، يخضع للعديد من العناصر العلمية والعملية، لأن أهم ما يريد عالم الآثار تحقيقه في عمله هو اكتشاف البقايا من الماضي بأفضل وأحدث الأساليب العلمية.

وعلم الآثار ، مثله مثل جميع العلوم، يستفيد دائمًا من الوسائل العلمية التي توفرها التكنولوجيا الجديدة، لذلك على مر السنين تم اختراع العديد من الأجهزة الآلية التي أصبحت ذات فائدة كبيرة في مجال العمل الأثري لأنها تقلل التكاليف والجهد وتقصير الوقت أيضًا.

التقنيات المستخدمة في دراسة علم الآثار

لقد أدرك علماء الآثار منذ فترة طويلة، أن علم الآثار يجب أن يتزامن مع مجموعة من العلوم المتجانسة الاجتماعية والطبيعية من أجل تحقيق أهدافه، وحتى يتمكن من وضع حلول للمشاكل التي قد تتداخل مع نشاطه ولا يستطيع حلها بمفرده، لذلك، لجأ علماء الآثار مؤخرًا إلى العلوم الحديثة للمساعدة في عملهم وتسهيله وتوفير العمالة والوقت والمال.

وهذا الاتجاه كان يحدث منذ القرن الماضي عندما ركز العلم أبحاثه على مواد غير محسوسة، وخاصة الموجات الكهرومغناطيسية، والأشعة السينية والكونية وغيرها في محاولة مستمرة للاستفادة منها، والتي أثبتت فيما بعد أهمية

دور التقنيات الحديثة في اكتشاف الآثار

، وهي : [1]

التصوير الجوي

يعد التصوير الجوي من أقدم الطرق المستخدمة لاكتشاف المواقع الأثرية، وقد يظل أهمها في البحث الأثري لاكتشاف مواقع جديدة.

وأدى التصوير الجوي إلى نتائج مذهلة في مجال التنقيب عن الآثار، وكان أول من نادى بذلك عالم الآثار “فليندرز بيتري”، الذي حاول في ذلك الوقت التغلب على صعوبة الوصول إلى الطائرة من خلال وضع كاميرا في طائرة ورقية لتصوير الموقع بصور عشوائية يقوم بدراستها، ومع زيادة انتشار الطائرات، عدت إحدى الطرق الأساسية لمحاولة الكشف عن الآثار.

هذه الطريقة مفيدة جدًا في تحديد المواقع الأثرية، فيمكننا رؤية أشياء من الهواء لا يمكننا رؤيتها من الأرض، وعندما تكون الحقول مغطاة بالنباتات ومن المعروف أن النباتات تنمو بشكل أقل كثافة في الأماكن التي يوجد بها دفن على أعماق عميقة ، ومن المفترض أن الصور التي التقطتها الطائرة يمكن أن تحدد اتجاه الجدران المدفونة بشكل جيد ، وتكشف الصور الجوية من الأعلى عن المظهر الكامل للموقع غير المرئي من الأرض.

التصوير بالأشعة تحت الحمراء

للأشعة تحت الحمراء القدرة على اختراق الأجسام، وتعتمد قوة هذا الاختراق على كثافة الجسم المطلوب وإظهار ما بداخله، لذا فإن التصوير بالأشعة تحت الحمراء يكشف كل شيء مدفون تحت الأرض أو غير واضح بحيث لا يمكن رؤيته بالعين المجردة أو تصويره بالوسائل التقليدية والكاميرات.

وبذلك تعطي الأشعة تحت الحمراء سجلاً دقيقاً لحالة الآثار بكل تفاصيلها، ولهذا السبب تم استخدام هذه الأشعة في مجال العمل الأثري للكشف عن بعض الطبقات التي يحتمل وجودها تحت الطبقة السطحية للآثار التي تحتوي على بقايا أثرية.

جهاز كشف المعادن

يعتبر هذا الجهاز من أكثر الأجهزة التي يستخدمها علماء الآثار للبحث عن الأشياء المصنعة، ويفضل استخدامه في التقسيمات الشبكية، ويستخدم بشكل أساسي لاكتشاف الأشياء، وخاصة المعدنية منها، والتي تقع على عمق حوالي 26 سم.

ويمكن استخدام هذا الجهاز لتمشيط المناطق قبل استخدام التقنيات الجيوفيزيائية الأخرى التي تركز على المعدن الذي يمكن استخراجه من باطن الأرض ويؤخذ بعين الاعتبار، ويمكن لهذا الجهاز أن يوفر أدلة على الأماكن السفلية مثل القبور ، لذلك يستخدم كجزء من مسوحات أوسع.

تقنيات التحسس عن بعد

التحسس عن بعد هو مجموعة من الوسائل والأساليب العلمية التي يمكن من خلالها الحصول على معلومات حول أهداف محددة من مسافة بعيدة دون اتصال بالهدف قيد الدراسة، وذلك باستخدام جهاز للالتقاط أو السمع أو التصوير.

ويمكن تعريفه تقنيًا على أنه علم وفن لدراسة أو تحديد هدف أو ظاهرة دون الحاجة إلى الاتصال المباشر مع ذلك الهدف أو الظاهرة، وذلك من خلال دراسة الأشعة أو الكهرومغناطيسية المنعكسة عنها وتحمل خصائصها المراد دراستها.

ومن سمات هذه التقنيات والأجهزة أنها لا تملك أي تأثير مدمر في البحث والتنقيب عن المواقع الأثرية، لذا فإنها لها فوائد واضحة عند التنقيب عن الآثار، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمحدودية الموارد الأثرية.

الأقمار الصناعية

شهد العقد الأخير من القرن الماضي وبداية القرن الحالي ثورة حقيقية في أنظمة المعلومات الجغرافية، حيث ظهرت تقنيات إلكترونية متقدمة، وهي أمثلة نظام (GIS)، أي نظام المعلومات الجغرافية، ونظام GPS ، أي النظام المستخدم في تحديد المواقع وغيرها.

تعتبر هذه الطريقة من الوسائل الحديثة في مجال اكتشاف الآثار، ومع تطور الأقمار الصناعية، أصبح من السهل الآن معرفة ما يوجد في باطن الأرض، وحتى رسم خريطة له.

وبشكل عام، من الممكن الاعتماد بشكل أساسي على برنامج (Google Earth) في إصداراته الحديثة، وهو في الغالب مجاني، لأنه يوفر صورًا بدرجات متفاوتة من الوضوح وعلى ارتفاعات مختلفة عن سطح الأرض، وعلى الرغم من بساطة هذه الصور، مقارنة بالأقمار الصناعية الأكثر تقدمًا، فلا شك في أنها فتحت الباب على مصراعيه للدراسات الأثرية بشكل عام والتنقيب عن الآثار بشكل خاص.

المواقع الأثرية

عند ال

بحث عن علم الآثار

، ستجد أنه مجال متنوع للدراسة، ويركز معظم علماء الآثار على منطقة معينة من العالم أو موضوع معين للدراسة ، ويسمح التخصص لعالم الآثار بتطوير خبرته في موضوع معين.

ويهتم معظم علماء الآثار ب

الفرعان الأساسيان لعلم الآثار

، فالبعض يهتم بدراسة البقايا البشرية “علم الآثار البيولوجية”، والحيوانات، والنباتات القديمة، والأدوات الحجرية، وما إلى ذلك، بينما ويتخصص البعض الآخر في التقنيات التي تساعد في العثور على المواقع الأثرية أو ترسمها أو تحللها للكشف عن

دور الآثار في التواصل بين الماضي والحاضر

.[2]

الموقع الأثري هو أي مكان توجد فيه بقايا مادية لأنشطة بشرية سابقة، وهناك أنواع عديدة من المواقع الأثرية، فالمواقع الأثرية في عصور ما قبل التاريخ هي تلك التي ليس لها سجل مكتوب ، وقد تشمل القرى أو المدن والمحاجر والفن الصخري والمقابر القديمة والمعسكرات والآثار الحجرية الصخرية.

ويمكن أن يكون الموقع صغيرًا مثل كومة من الأدوات الحجرية المتكسرة التي تركها صياد ما قبل التاريخ، أو يمكن أن يكون الموقع كبيرًا ومعقدًا مثل مستوطنات ما قبل التاريخ في الجنوب الغربي الأمريكي.

ومواقع الآثار التاريخية هي تلك التي يمكن لعلماء الآثار استخدام الكتابة فيها للمساعدة في أبحاثهم، ويمكن أن تشمل هذه المدن الحديثة ذات الكثافة السكانية العالية، أو مناطق بعيدة عن سطح النهر أو البحر ، وتشمل المجموعة الواسعة من المواقع الأثرية التاريخية حطام السفن وساحات المعارك وأماكن العبيد والمقابر والطواحين والمصانع.

وقد يحتوي حتى أصغر موقع أثري على ثروة من المعلومات المهمة، فعند وضع

مقدمة وخاتمة عن علم الآثار

ستجده يعتمد على تحليل القطع الأثرية للتعرف على الأشخاص الذين صنعوها واستخدموها.

وتعتبر القطع الأثرية غير المحمولة التي تسمى الميزات أيضًا مصادر مهمة للمعلومات في المواقع الأثرية، وتشمل الميزات أشياء مثل بقع التربة التي تظهر مكان وجود حفر التخزين أو الهياكل أو الأسوار، أما الآثار البيئية فهي بقايا طبيعية مرتبطة بالنشاط البشري، ويمكن أن تساعد بقايا النباتات والحيوانات علماء الآثار في فهم أنماط النظام الغذائي والمعيشة.[2]