نشأة البلاغة العربية ومراحل تطورها  

تعريف البلاغة

بحسب ما ورد في القواميس اللغوية كمصدر مشتق من الجذر الثلاثي (بلغاه) يعني الاتصال، ويعني أيضًا التحدث بلغة بليغة وقوية وفقًا لواقع الموقف، ومعناه الاصطلاحي هو مجموعة القيم الجمالية والقواعد الفنية التي يمكن من خلالها ذلك، تقويم النصوص الأدبية من حيث الاختلاف والنوعية أو الضعف والسوء.[1]

نشأة علم البلاغة العربية

اهتم العرب بالبحث الخطابي والنقدي بعد نزول القرآن الكريم، والاهتمام بقضاياه ومعانيه، و

نشأة علم البلاغة وأشهر الكتب ومؤلفيها

مع انتشار والإسلام والدعوة إلى كافة الدول القريبة من شبه الجزيرة العربية، في هذه المرحلة، اهتم العلماء العرب بدراسة القرآن وتفسيره، وكان العرب مهتمين أيضًا بتجميع لغتهم الخاصة، المشتتة بين القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية والشام.

ونشأ علم البلاغة على يد أبي يعقوب السككي ومدرسته ، ولم يطرأ عليه أي تغيير أو تطور منذ مطلع القرن السابع الهجري ، وشمل هذا الاستقرار العلوم الثلاثة التي كانت مرتبطة بها، وهو: علم البلاغة، وعلم البادي، وعلم المعاني ، وسائر الفنون المتفرعة ، عن هذه العلوم ، علاوة على أن مناهج البحث البلاغية والأساليب البلاغية التي استخدمت نفس المنهج الذي وضعه السقاقي واتبعه طلابه من بعده ، كما أن التطور الوحيد الذي حدث في علوم البلاغة خلال تلك الفترة تم تطوير الفنون الأخرى للفنون الموجودة في العلوم الثلاثة ، ولا سيما علم البديع الذي نتج عنه عدة فروع.[2]

مراحل تطور علم البلاغة العربية

البلاغة العربية، قبل أن تصل إلى مستواها من الاستقرار، مرت فترة طويلة من الزمن ، استمرت أربعة قرون ، و

نشأة علم البلاغة

في بداية القرن الثالث الهجري، وكانت ملامحه في البداية بسيطة ومتواضعة، وفي نفس الوقت وقت الانتماء إلى العلوم الأخرى وفي النهاية تبلورت هذه السمات، أصبحت معالمه أكثر وضوحًا وتطورت إلى علم مستقل له كتاباته الخاصة التي تتعامل مع مشاكله الخاصة، خلال هذه الفترة، مر الخطاب بثلاث مراحل ، لكن كان من الصعب فهمه، وتحديد البداية والنهاية الدقيقة لكل مرحلة، وقد أدى ذلك إلى تداخلهم إلى درجة اختلطت فيها بداية المرحلة بنهاية المرحلة السابقة، وأحيانًا نجد في إحداها بعض الأعمال التي تدخل في ملامح المرحلة التي سبقتها ، وعلى الرغم من ذلك. تحتفظ كل مرحلة بخصائصها العامة الأساسية ونتيجتها العلمية الواسعة، ونلخص هذه المراحل على النحو التالي :[3]

  • مرحلة التنشئة على هامش العلوم الأخرى، وتتميز هذه المرحلة بعد اكتمال وتبين ملامح البلاغة تمامًا، ولم تتح لها الفرصة لتقبل المشاكل والمشكلات كاملة، بل كانت لها ملاحظات وأفكار سائدة ضمن تصنيفات العلوم الأخرى، العلوم التي سبقته في أصله.
  • مرحلة التكامل المشترك، في هذه المرحلة اتخذ الخطاب شكلاً مختلفًا، حيث نضجت الأفكار والملاحظات التي صاحبت المرحلة الأولى، ونمت وتعمقت في ثنايا الكتب العلمية الأخرى، ثم تحولت إلى فصول كاملة، لكنها ظلت مختلطة معها. هذه الكتب ولم يكن لها كتب خاصة بهم.
  • مرحلة الاستقرار والانفراد، هذه هي المرحلة  الثالثة والأخيرة من التطور التي يتخذ فيها الخطاب صيغة مستقرة ومحددة، تم وصفها بوضوح وبشكل نهائي، حيث تطور ليصبح علمًا مستقلاً له كتبه الخاصة، كما استطاعت البلاغة أن تحرر نفسها من ثنايا أدب العلوم الأخرى.

البلاغة في الجاهلية

اشتهر العرب في عصر ما قبل الإسلام ببلاغتهم في التعبير ، فضلاً عن قدرتهم العالية على اختيار التعبيرات الدقيقة البعيدة عن التعقيد ، التمييز وانتقاد الكلام الطيب وليس السيئ ؛ وأثار ذلك انتقادات لهم لبعض الشعراء، أما بالنسبة للمصطلحات البلاغية والنقدية ، فإن أول ما ظهر هو أن هذه المفاهيم اللغوية والدلالية لم تكن واضحة ، ولم يكن هناك تعريفات دقيقة.

وهنا أقف على مفهوم البيان الذي قدمه الجاحظ لمفهوم البلاغة ، وكذلك المفهوم الأخير، التي حملت مفهوم البلاغة والجمال خلال القرنين الأول والثاني، عن ظهور البلاغة العربية، فإن الخطاب النقدي والخطابي والتسويات الشعرية التي استخدمها النبيقة الديبياني في سوق عكاظ مثلت تفضيل شاعر على آخر وكانت من أشهر اختباراته المعروفة في الأدب العربي ، أفضل مكان للشعراء لجمع وعرض أعمالهم الأدبية ، وكان حاكم هذه القصائد الشاعر العبقري الذبياني الذي اعتاد أن يقيم له في سوق القبة الحمراء حيث توافد الشعراء وغنوا قصائدهم بين يديه، ثم يحكم ويتحدث عن الانفصال ، ثم ينتشر حكمه بين الناس ، وأن أولى علاماتها كانت في عصر ما قبل الإسلام ، ونمت وازدهرت في العصر العباسي ، بعيدًا عن التأثير الأرسطي ، يقول ابن خلدون أيضًا إنها ولدت في بيئة عربية لخدمة الأغراض العربية، وإلى جانب هذه الأغراض ، هناك حظر على اللحن، وهنا يظهر ارتباط الخطابة باللغة وعلم النحو والصرف ، بعد أن اعتنقت مجموعة من غير العرب الدين الإسلامي.[4]

البلاغة بعد الإسلام

عندما جاء الإسلام ظهرت عوامل كثيرة أدت إلى ضرورة الاهتمام بصياغة الكلام وإظهار المعاني والتراكيب بطريقة جميلة وجذابة، كان لهذه القصائد تأثير كبير على أرواحهم ودقة مشاعرهم وسمو أذواقهم، لقد تأثروا ببلاغة القرآن الكريم ووجدوا أنهم لا يستطيعون فعل شيء من هذا القبيل ، فبدأوا بدراسة جماليات خصائصه ومظاهر تنظيمه، وأما الكافرة قريش فقد نفوا ذلك، وزعموا أنه تارة محسوسة ، وفي حالات أخرى أنه سحر، رغم تأثيره الهائل على قلوبهم، وهذه أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كان للناس دور كبير في صياغة الكلام وجمالياته، كما تميز الخلفاء الصالحون بقوة البلاغة، كما كانت لديهم ملاحظات حول انتقاد الصياغة البلاغة، علاوة على الخلافات التي حدثت بين المهاجرين وأنصار الخلافة، وكان الخلاف بين علي ومعاوية من أهم القضايا التي أثارت الاهتمام بالفصاحة، وبلاغة الكلام.

البلاغة والدين

هناك دوافع دفعت الباحثين للتحقيق في البلاغة هو الفكر الديني، بقرآنه الكريم وحديثه الكريم، وذلك لسببين : [٢]

  • تفسير آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة لمعرفة المقاصد السماوية، وجاءت معظم الدراسات الدينية التي أجريت من أجل معرفة معنى القرآن الكريم، فلقد أثر الحديث الشريف بطريقة أو بأخرى على العلوم البلاغية أثناء التفسير، وذلك لأن معرفة البلاغة شيء أساسي لمعرفة المعاني الدينية.
  • معرفة إعجاز القرآن الكريم، وأسرار إقراره، وإعجاز أسلوبه، لهذا السبب كتب العرب العديد من الكتب التي بحثوا فيها بلاغة القرآن وأسراره، فهناك علاقة وثيقة بين البلاغة والدين وثيقة، حيث استمدت البلاغة أو الخطاب وجوده من الفكر الديني ومن خلاله حاول باحثو البلاغة تفسير الآيات والأحاديث النبوية الشريفة وشرح أسرار المعجزات القرآن الكريم.

أشهر علماء البلاغة العربية

هناك العديد من العلماء العرب المؤسسين لعلم البلاغة العربية  وهناك العديد من

كتب علم البلاغة

، منهم ما يلي:[5]

  • الجاحظ المتوفى 255 هـ ، وكتابه : البيان والتبيان والوحش.
  • الرماني المتوفى عام 386 هـ ، كتاب نوادر عن إعجاز القرآن.
  • أبو هلال العسكري ، المتوفى عام 395 م ، كتاب إنتاجين.
  • البكلاني المتوفى عام 403 هـ كتاب إعجاز القرآن.
  • عبد القاهر الجرجاني ، أسرار البلاغة وشهادات الإعجاز.
  • كتب السقاقي المتوفى عام 626 هـ مفتاح العلوم.
  • بعد ذلك لم يبق من الخطاب العربي سوى شروحات وملخصات الداعية القزويني والفلاسفة العرب.