تعريف القراءة المحورية

مفهوم القراءة المحورية

لابد أن تجدد ثقافتك وتحافظ عليها ويجب أن تغنيها كما يفعل الجسم مع خلاياه وإن كان هناك خلال بالجسم لا تقبل الإصلاح وعندما تموت لا يمكن أن تعوضها ، والثقافات كذلك تحتوي على مجموعة من المبادئ والمسائل لا تتجدد ولا تتغير لأنها تمثل الأصول والثوابت [1] .

وفي وقتنا الحالي قد لا يوجد عالم موسوعي وملم بالعلم العصري المحيط له ، أو العالم المفسر والفقيه وعلى علم بالطب والفلك فهذا العالم قد أنتهي دون عودة .

لأن مجال العلوم قد اتسعت بمختلف التخصصات وقد تتكون لديك معرفة سطحية أو ما يطلق عليها السوقية ، فالتقدم الرأسي يحتاج من صاحبه البحث والتركيز والخبرة حتى تصل لما يكون ذات قيمة .

والتخصص هو أن يكون الفرد له معرفة دقيقة بموضوع بعينه ويتكون لديه معرفة عامة بالموضوعات الأخرى ، ويتكون لديه العدد القليل من التكوينات مع الباقي منها ، ويوجد لديه عدد من الحقائق الفرعية وذلك لأنه يكون له منه دقيق وغير معمم .

والفرد المتخصص الذي ينغلق على نفسه لا يحفز له ذلك ، لذا لابد من توافر عدد من المتخصصين الذين لديهم انفتاح على مختلف التخصصات خاصة أن المعرفة بأنواعها وكذلك التخصصات قد يتأثر بعضها البعض وتعتبر امتداد طبيعي فيما بينها .

ومن الأمثلة عن ذلك الفرد المتخصص في اللغة العربية ، قد ينفتح على اللغات السامية الأخرى ، وقد ينتفع بمجموعة العلوم المتنوعة في التاريخ وعلم النفس والاجتماع وغيرها من العلوم ، مما يفتح له أبواب أخرى للتقدم في اللغة .

وتلك القراء قد تكون لدى صاحبها الرؤية الدقيقة ، وقد تظهر لك التكوينات الجديدة في تلك الحياه ، وقد تتعرف على إبداع الخالق وتكوين بصيرة هائلة ليس سهلا أن تصل له .

ولكن ما يهمنا في ذلك الأمر ليس القراءة بعينها ، وإنما توضيح القراءة المحورية وتعتبر القراءة المحورية هي التي تقف فيها على المفاهيم والمبادئ .

ويكون ذلك هدف منها فهي مثل قراءة الباحث لموضوع معين، ويطلع فيها على مصادر المعلومات بأنواعها ، فالقراءة التحليلية فهي تملك فيها الكتاب وتفهمه بصورة كبيرة .

ويستهدف فيها ما يمكنه من خدمة موضوعه وقد يقرأ القارئ بعض الكتاب أو فصل منه أو صفحة ما بذلك النوع من القراءة دون الباقي .

خطوات القراءة المحورية

عندما يظهر للفرد قضية معينة أو مشكلة ما ، وقد يرى أنها جديرة بالمعالجة والبحث وعندما تقوم بالتجربة فالمصداقية للحدس تكون محدودة ، أما خطوات تلك القراءة هي .


  • خطوة أولى

وهي تتمثل في إطلاع الفرد على المراجع والكتب التي تتعرض للأدبيات العامة التي تبحث في الموضوع الذي يتم قرأته ولمن يقرأ ذلك الكتاب من الأفضل له أن يقرأ كتاب أو أكثر يعرف منها وجهات النظر المعارضة للكتاب الأول .

ومثل ذلك الأمر ستستطيع منه الحكم على ما قمت بقرأته ، ومن الممكن أن تتناول كتب أخرى له علاقة بموضوع التخصص الذي تركز قرأتك فيه .

وقد يذهب للمكتبة ويفحص فهارس الكتب حتى يعرف الكتاب الذي قد يخدم موضوعه ، أو يطلع على موضوعات له علاقة قريبه بالموضوع الذي يبحث فيه أو سؤاله لأحد المتخصصين في هذا العلم .

لذا فلابد أن يقوم القارئ فيها بجمع المراجع التي قد تخدم موضوعه ، وأن يقرأ الكتب بنظرة فاحصة التي يقتنيها ويحدد منه الموضوع الذي يحتاج له ، وقد يقوم بحذف الكتب التي لا تفيده في موضوعه .


  • خطوة ثانية

يقوم الفرد فيها بقراءة المقاطع والفصول وأي نص يكون له علاقة بالموضوع ، والقراءة تكون بنفس القواعد التحليلية التي تم سردها ، وإن كان هناك مجموعة من القراء لا يفعل ذلك بل يقرأ بعين فاحصة للغاية .

وقد ينقل النصوص بالكتابة ويظهر له فيما بعد عدم الحاجة له ولكن يمكن أن تدمج بين القراءة التحليلية والتفحصية عندما تكون الأبواب والفصول وأي عناوين فرعي واضح لدى القارئ وإن كان ذلك يندر حدوثه .

والقراءة التحليلية قد يكون هدفها طرح بعض الأسئلة التي تقوم بتغطية الموضوع ، والإجابة عنها قد يكون في الأبواب والفصول وعناوين رئاسية يقوم بالقراءة بسببها .

فإذا كان بحثك عن البطالة على سبيل المثال،  فيجب أن تكون أسئلتك عن تعريف البطالة ومقدار تواجدها ، والجذور التاريخية له والأسباب المتعلقة بها وهكذا .


  • خطوة ثالثة

وهي تجمع فيها النصوص التي تجاوب على الأسئلة التي تم طرحها ، لذا فيتضح فيها قدرة القارئ في انتقاء الأجوبة التي قد تكون غير صريحة وموجودة بين السطور بكتاب الاختصاص .

وعندما تجد ككاتب الأجوبة في عدد كبير من الكتب فهذا يعني أنك لن تضيف معرفة جديدة أو تحل مشكلة  ، لذا لابد أن يكون القارئ على درجة كبيرة من الشفافية عند اختيار الإجابة على أسئلته ربما وردت في موضوعات لن تتعلق بنطاق بحثه .

ويقوم بالترجمة الواسعة للمفاهيم حتى يخدم موضوعه وقد تحصل على النص المفيد في موضوع يبدو لك غير هام ، لذا فلابد أن تكون واعيا من المراجع والنصوص التي تكون بجمعها  وقد تعالج موضوعه على نحو خاطئ أو قاصر ، ويدب عليه التحرر من تلك المراجع .

القراءة المحورية من اهم انواع القراءة

هناك عدد من

أنواع القراءة

والتي تتمثل فيما يأتي :


  • قراءة اكتشافية

فالمرء قد يغتبط عندما يرى الكتب بالمكتبات في الوقت الحالي ، ويقوم بشراءها دون تحديد المناسبة من شرائها ويوجد كتب كثيرة لن تلقى قبولا فيما قبل وقد يعاد ترويجها بالنشر لأهداف أخرى .

وكتب تحمل عناوين مغرية حتى يقوم الفرد بشرائها لغرض تجاري ، والكاتب الجيد قد يهدف في مؤلفه الوصول لشريحة معينة من الناس .

والكتاب قد يكون مضمونه جيد لكن لا يدخل في هدفك من القراءة في وقت نشره ، ويمكنك أن تصل لجودة الكتاب من خلال مجموعة من الخطوات هي:

    1. أقرأ المقدمة الخاصة بالكتاب، فهي تحتوي على أهدافه ودوافعه.
    2. القرأة لفهرس الموضوعات، فهي منها تعرف كافة مضمون المؤلف.
    3. التصفح للمراجع والمصادر الخاصة بهذا الكتاب.
    4. قراءة الملخصات فهي تعرفك على ما يحتوي عليه. أو تقرأ بعض الفقرات أو الصفحات.

  • قراءة سريعة

حيث يكون بعض الكتب يمكن أن تقرأ بصورة سريعة لمعرفة مضمونها ، وأخرى يتم قراءتها بعناية فائقة والقراءة السريعة تقفز فيها من صفحة لغيرها وقد تلتقط عدد من الإشارات والرموز بالصفحات الأخرى .


  • قراءة انتقائية

عندما يقرأ الفرد موضوع معين في كتاب ، فيقوم بتتبع عدد من الكتب المتنوعة والمراجع حتى يصل لمادة متجانسة مما يكون لديه صورة دقيقة عن هذا الموضوع .


  • قراءة تحليلية

وهي من أفضل أنواع القراءات وهي تعرفك على مضمون المؤلف ، وهي يصل فيها القارئ لأفق المؤلف للكتاب الذي تقرأ له ويتقدم بك المستوى الثقافي للوصول لمصادر الكتاب وخلفية الكتاب الثقافية وأوجه القصور للكتاب وهكذا على هذا النحو .