العزير.. الشخص الذي أثار جدلاً في كل الأديان

فوري17 أكتوبر 2023
العزير.. الشخص الذي أثار جدلاً في كل الأديان


العزير شخصية لم يستطع كبار المفسرين

تحديد

ما إذا كان هذا

الرجل

نبي أم رجل صالح ،

ورد

ذكره في الديانات السماوية الثلاثة و ارتبط اسمه بمعجزة كبيرة كما أنه كان له الدور في معجزات نبي من أنبياء

الله

تعالى ، هو رجل مات مئة عام وعاد إلى

الحياة

لغاية محددة سنعرفها

من هو العزير


سنتحدث عن العزير الشخصية التي ذُكرت في الدين الإسلامي والمسيحية واليهودية ذُكرت في كل منها باسم وقصة مختلفة وديننا الإسلامي تحديداً أسهب في ذكر

قصة

لهذه الشخصية وتم الإشارة بشكل صريح إلي اسم شخصيتنا اليوم الا وهو العزير.


ينتهي نسب العزير إلى هارون بن عمران وصولاً إبراهيم عليه

السلام

هذا الأمر أي النسب وهو أحد الأمور التي أثارت الجدل حول كون العزير نبي من أنبياء الله بالإضافة إلي الصفات التي تمتع بها من الورع والتقوى والزهد واستجابة الدعاء بحسب بعض المصادر إلا أن الجدل لم يُحسم وبقي رأي أغلب العلماء المسلمين أنه رجل صالح من أولياء الله تعالى.


في المسيحية فهو أيضاً رجل صالح يُدعى لعازر أو اليعازر من أصحاب المسيح عيسى أبن مريم عليه السلام ، وفي اليهودية هو نبي من أنبياء بني إسرائيل بل وأكثر فقد ورد في الآية الثلاثين من سورة

التوبة

التالي (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) صدق الله العظيم .


العزير في اليهودية


بحسب الرواية اليهودية العزير هو عزرا من كبار اليهود بل هم يعتبرونه أنه صانع أمجادهم وعذرا هذا له فضل كبير على اليهود وبني إسرائيل الذين يعتبرونه أيضاً أحد أنبيائهم فحسب الروايات التلمودية فإن اليهود ذاقوا الأمرين بعد هجوم نبوخذ نصر علي مدنهم وأبرزها بيت المقدس أو أورشليم حيث دمرت مدنهم وسُبيت نسائهم وقتل منهم من قُتل ، ومن بقي حياً أقتيد إلي بابل حيث عاشوا هناك كالعبيد ما يقارب القرن حتي أتي الملك الفارسي كورش فاتح بابل وحرر اليهود وهنا يأتي دور عزرا الذي اكتسب محبة واحترام الكبيرين من الملك الفارسي ما منحه مكانة خاصة لديه جعلته يتشفع لليهود


هود لدى الملك كورش فأعتقهم وعادوا إلي أورشليم فعمروها وقام عزرا بتعليم التوراة وكتبتها عن جديد وذلك لأنه كان رجلاً عالماً حافظاً للتوراة التي تناقلها الأجداد والأبناء لذلك اكتسب عزرا عند اليهود مكانة أسمى من النبوة فقدسوه وأطلقوا عليه اسم ابن الله.


العزير في المسيحية



بحسب ما ورد في النصوص الإنجيلية فإن عزير والذي كما ذكرنا أنه في المسيحية يُسمي لعازر أو اليعازر كان صديقاً لعيسى ابن مريم عليه السلام ، كان لعازر يسكن في قرية تُدعي بيت عنيا هذه القرية موجودة حتى اليوم وتقع شرق القدس المُحتلة وتسمى باسمه العيزرية ويُعتقد بوجود قبر له هناك يجاوره مسجد يحمل اسم العزير وكنيسة للروم الأرثوزوكس ايضاً.


كان لعازر يسكن مع أختيه مريم و مارثا وكان رجلاً مريضاً وحدث أن توفي لعازر ولم يكن المسيح حاضراً إلا أن عيسى عليه السلام علم بوفاة صديقه فتوجه نحو القرية ووصلها بعد 4 أيام من وفاة لعازر، عندما وصل عيسى عليه السلام إلى  القرية خرجت مارثا لاستقباله في حين بقيت مريم في المنزل فعاتبت مارثا المسيح لأنه لم يكن حاضراً في مرض وموت أخيها وصديقه ، إلا أنها أخبرته أنها تؤمن بأن الله سيعطي المسيح كل ما يطلبه لذلك طلبت مارثا من عيسى عليه السلام أن يسأل الله إحياء أخيها فأخبرها المسيح أن أخوها لعازر سيقوم وطلب منهم أن يدلوه على موضع دفن صديقه .


وصل عيسى  إلى مكان الدفن وهو عبارة عن مغارة علي بابها حجر فطلب عيسى عليه السلام من أتباعه رفع الحجر فأخبرته مارثا أنه أصبح بالتأكيد نتناً نظراً لمرور 4 أيام على الوفاة إلا أن المسيح أمرهم برفع لحجر وصاح بأعلى صوته يا لعازر هلم فأخرج فخرج الرجل

الميت

مغطي بكفنه من الرأس إلى القدمين فطلب المسيح منهم أن يفكوا لعازر ويدعوه يذهب إلى المنزل بالطبع هذه الرواية كما وردت في النصوص الإنجيلية ولعازر شخصية مبجلة في المسيحية ولديه يوم خاص يُحتفى به يُدعي “سبت لعازر” وهو بحسب المعتقدات المسيحي هو اليوم الذي أعاد فيه عيسى عليه السلام لعازر للحياة بإذن الله تعالى .

العزير في الإسلام


كما ذكرنا سابقاً أن العزير له رواية مسهبة ذُكرت في قرآننا الكريم دون الإشارة إلى اسمه بشكل مباشر إلا أن كبار علماء المسلمين من مختلف المراجع والمذاهب أجمعوا على أن المقصود من الآية الكريمة رقم 259 في

سورة البقرة

هو العزير عليه السلام ، وذُكر اسمه بشكل صريح في سورة التوبة.


الرواية الإسلامي تقول أن العزير كان رجل صالح من أولياء الله حافظاً للتوراة التي أُنزلت على موسى عليه السلام كان عزير يوماً ما على ظهر حماره يتجول في أرض الله الواسعة حتى وصل إلى قرية خاوية من البشر مهدمة العمران ولا حياة فيها ويعتقد أنها بيت المقدس بعد الخراب التي ألحقه نبوخذ نصر بها.


رواية أخرى أن بعض المفسرين الذين يرون أن عزير كان نبي يقولون أن عزير وصل إلى هذه القرية الخاوية تنفيذاً لأمر الله تعالى وتفاجأت بخلوها من البشر وتساءل في نفسه عن سبب إرساله إليها إلا أن الروايتين تكملان بنفس التسلسل والسيرة فتقول الرواية الإسلامية والتي تفسر الآية القرآنية من سورة البقرة أن عزير عندما وصل إلى القرية الغير عامرة

تساءل في نفسه أن يحيي هذه الله  بعد موتها فصلت عندها معجزة الخالق !


لجأ عزير إلى كهف وأخرج طعامه من متاعه ووضعه إلى جانبه وربط حماره واستلقى فأتاه النعاس حتى نام إلا أن نومه كان موتاً لـ 100 عام !!


بعد مضي المائة عام بعث الله عزير من جديد عندما استفاق من نومه الطويل وجد بجانبه رجلا هذا الرجل كان مَلكاً مبعوثاً من الرب عز وجل على هيئة بشر فسأله الملاك كم لبثت فأجابه عزير لبثت يوماً أو بعض يوم ظناً منه أنه نام لأيام معدودة فقال له الملاك بل لبثت مئة عام لم يصدق عزير الأمر في بادئه إلا أن الملاك أظهر له بالدلائل صدق ما أخبره فطلب منه أن ينظر إلى طعامه وشرابه فوجده كما تركه دون تعفن أو تغير ثم طلب منه أن ينظر إلى حماره فوجده عظم وجلد فأبلغ الملاك عزير الغاية من موته مائة عام وإعادة إحيائه (ولنجعلك آيةً للناس) .


ثم أن الإجابة على تساؤل عزير قبل أن ينام لمدة عام أتت مباشرة وأمام عينه فإن الله أعاد إحياء حماره أمامه فرأى عزير

العظام

تتحرك ونتجمع في مكانها حتى كونت شكل الحمار ثم كسا الله العظام باللحم ثم

الجلد

والشعر ليكمل الحمار ويعود للحياة (وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ ) فأقر الله على قدرة الخالق (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) صدق الله العظيم.


عاد الملاك من حيث أتي وخرج عزير قاصداً القرية ليجدها عامرة بالسكان عندما وصل إلي القرية أو المدينة سأل عن العزير وإن كانوا يعرفونه فأجابوه أن عزير قد مات وتختفي من 100 عام فأخبرهم بأنه هو العزير بالطبع رفض القوم في البداية هذا الافتراء واتهموا العزير بالجنون إلا أن أمام عزير وإصراره على كلامه قام السكان


وهو بنو إسرائيل بإحضار إِحدى المعمرات والتي قيل أنها بلغت ال 120 من عمرها وطلبوا منها أن تصف عزير بحكم أنها عاصرته وتعرف شكله فقامت بوصف الشخص الماثل أمامهم بالضبط بيقروا بأنه عزير وخاصةٍ بعد أن سمعوا القصة كاملة منه .


بقي عزير يعلم اليهود التوراة ويردهم إلى الطريق الصواب حتى توفي ودفن في مدينة العيزرية كما ذكرنا سابقاً ويُقال أنه دفن في جنوب العراق في محافظة العمارة لاتنتهي بذلك قصة عزير أو لعازر أو عزرا. [1]