ماذا يحدث لو تعطلت الاقمار الصناعية التي تدور في الفضاء


ما هي الأقمار الصناعية


القمر الصناعي أو كما يعرف في اللغة

الإنجليزية

باسم (


Satellite


) وهو عبارة عن آلة على شكل قمر أو كوكب تدور حول كوكب الأرض على سبيل المثال، أو حول أي جسم آخر في الفضاء كأن تدور حول نجم الشمس، ولذلك سمي

القمر

الصناعي بذلك لأنه يدور حول جسمٍ ما مثل القمر، وهو عبارة عن آلة يتم إطلاقها في الفضاء، والتي تتحرك حول الأرض أو أي جسم آخر في الفضاء.


إن الأرض والقمر هما النموذجان اللذان نستطيع من خلالهما تطبيق مفهوم الأقمار الصناعية الطبيعية، لأنه يوجد الآلاف من الأقمار الصناعية التي هي من صنع الإنسان، والتي تدور حول الأرض، وتقوم هذه الأقمار الصناعية بالعديد من المهام فمنها من يلتقط صورًا لكوكب الأرض من الخارج والتي تساعد خبراء الأرصاد الجوية على التنبؤ بالطقس وتتبع الأعاصير، ومعرفة توقيتها، كما أن بعضها قد يلتقط صورًا لكواكب أخرى مثل الشمس، أو قد يلتقط صورًا للثقوب السوداء، أو المادة المظلمة، أو حتى

المجرات

البعيدة، والتي تساعد هذه

الصور

العلماء على فهم النظام الشمسي والكون بشكلٍ أفضل.


كما أن هناك بعض الأقمار الصناعية الأخرى التي تستخدم في الاتصالات، مثل القيام بإرسال الإشارات التلفزيونية والمكالمات الهاتفية حول

العالم

، كما يوجد بعض الأقمار الصناعية الأخرى التي تستخدم في نظام

تحديد

المواقع والتي يتعدى عددها العشرون قمر صناعي، وذلك عن طريق نظام الـ GPS الذي يقوم القمر بتحديد المواقع من خلاله. [1][2]


تمتلك جميع الكواكب في المجموعة الشمسية أقمارها الطبيعية الخاصة، وذلك ما عدا كوكبي عطارد والزهرة، حيث يبلغ عدد الأقمار الطبيعية المكتشفة حتى الآن حوالي 160 قمر، ويساهم كوكب المشتري وزحل معًا بحوالي ثلثي المجموع، وتتباين هذه الأقمار الطبيعية في أحجامها حيث يبلغ قطر بعضها أقل من 10 كيلومترات أي ما يعادل 6 أميال وذلك كما في حالة بعض أقمار كوكب المشتري على سبيل المثال قمري تيتان زحل وجانيميد كوكب المشتري كل منهما يزيد قطره عن 5000 كيلومتر أي ما يعادل حوالي 3100 ميل، وتختلف الأقمار الطبيعية في تكوينها كما تختلف في أحجامها، فمن المعروف أن القمر الخاص بكوكب الأرض يتكون من مواد صخرية بينما يتكون قمر إنسيلادوس الخاص بكوكب زحل من الجليد بنسبة تزيد عن 50% من مكوناته. [3]


أهمية الأقمار الصناعية


تمثل الأقمار الصناعية العين البشرية على كوكبنا كوكب الأرض، فالأقمار الصناعية تستطيع أن تغطي رؤية مساحات كبيرة من الأرض في وقتٍ واحد، مما يسمح للعلماء برؤية شاملة للكوكب، يستطيع من خلالها العلماء جمع أكبر قدر ممكن من البيانات التي يحتاجونها، وكل ذلك بفضل الأقمار الصناعية، فهي تستطيع أن توفر رؤية للفضاء أوضح وأفضل من أي تلسكوب فضائي موجود على سطح الأرض، ذلك لأن الأقمار الصناعية تستطيع أن تطير فوق الغيوم والغبار والجزيئات، كل هذه الأمور من الممكن أن تحجب الرؤية من التلسكوب الموجود على الأرض.


كما أن الأقمار الصناعية تستطيع أن تنقل الشبكة التلفزيونية والمكالمات الهاتفية بدلًا من الوسائل القديمة لنقلها عبر اتباع منحنى الأرض والتي كانت من الممكن إعاقتها بسبب الجبال أو المباني الشاهقة، كما أنه كان من الصعب تركيب أسلاك الهاتف لمسافات طويلة أو تحت

الماء

ولأنه كان مكلفًا أيضًا، أما الأقمار الصناعية تستطيع نقلها لمسافات بعيدة عبر الفضاء، وذلك صعودًا إلى القمر الصناعي ثم تعود على الفور إلى الجهة المراد أن تصل إليها على الأرض.


فالأقمار الصناعية هي التي ترسل الإشارات تليفزيونية مباشرةً إلى المنازل وذلك من المحطة المركزية التي تولد

البرمجة

إلى محطات أصغر ترسل الإشارات محليًا عبر الكابلات أو موجات الأثير، ثم يتم إرسال البث الإخباري من الميدان إلى الاستوديو عبر القمر الصناعي.


كما تتمتع أقمار الاتصالات بالقدرة على الاتصال السريع بين عدد من المواقع المنتشرة على نطاق واسع حول العالم، فهي تساعد شركات التصنيع الكبرى والمتاجر الكبرى على أداء إدارة المخزون، وتوفر إذنًا فوريًا لبطاقات الائتمان والخدمات المصرفية الآلية لجاز الصرافة حتى في المدن الصغيرة، كما أنها تدفع ضخ الغاز في محطات الوقود على الطرق السريعة.


هناك العديد من الأمور التي تمثل أهمية القمر الصناعي والتي يصعب حصرها هنا، فالقمر الصناعي هو الوسيلة البشرية الأقوى لربط جميع أنحاء العالم ببعضه.


ما الذي سيحدث لو تعطلت الاقمار الصناعية


تمتلك الأقمار الصناعية أهمية كبيرة والتي تجعلنا لا نستطيع الاستغناء عنها، حتى في حياتنا اليومية، ومن أهم استعمالات الأقمار الصناعية هي توفير شبكة الاتصالات حول العالم، والتي من دونها سوف تنقطع جميع وسائل الاتصالات كما ستنقطع شبكة الإنترنت، وشبكة التلفزيون مما يصعب علينا نقل الأخبار حول العالم، كما أن تعطل الأقمار الصناعية سوف يعيق تقدم علم المحيطات وعلم الفلك، لأن العلماء يقومون بدراسة المحيطات والفضاء عبر رصد الصور التي يعطيها لنا القمر الصناعي، كما أننا لن نستطيع معرفة الطقس في الأيام المقبلة، بالتالي لن ندرك ما إذا كانت هناك أي عواصف مقبلة حتى نتجنب ما سوف تخلفه ورائها من دمار.


كما أن الأقمار الصناعية هي التي تقدم وسيلة اتصال على متن الطائرات، بالتالي لن يستطيع الطائر الاتصال بالمحطة التابع لها أو طلب المساعدة ما إذا حدث أمرٌ طارئ، فالأقمار الصناعية هي القناة الرئيسية للاتصالات الصوتية لجميع المناطق حول العالم، كما توفر الأقمار الصناعية مصدر التوقيت الأساسي للهواتف المحمولة وأجهزة الاستدعاء.


بالتالي فإن إجابة سؤال: ماذا يحدث لو تعطلت الأقمار الصناعية التي تدور في الفضاء؟ هو أنه سوف تتعطل حياتنا اليومية حول العالم، من اتصالات وطيران ومعاملات بنكية ونقل الأخبار، لكن علينا أن نعلم أنه من الممكن أن نقوم بحل هذه الأزمات لكنها سوف تستغرق الكثير والكثير من

الوقت

حتى يتم حلها. [4]


تاريخ القمر الصناعي


إن أول قمر صناعي تم إطلاقه هو (سبوتنيك 2-  Sputnik 2) من قبل الاتحاد السوفيتي في الثالث من شهر نوفمبر عام 1957، وكان هذا القمر الصناعي يحمل كلبًا يدعى لايكا، أما ثاني قمر صناعي فهو (كسبلورر 1- Explorer 1) تم إطلاقه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في الواحد والثلاثين من شهر يناير عام 1958، ومن هنا بدأ سباق بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بين أقمارهم الصناعية ومدى تقدم كلًا منهما حتى أواخر الستينيات، حتى تم إرسال البشر إلى الفضاء منذ عام 1961 من أجل الاستكشاف لكن بدأت من هنا تختلف أهداف كلٍ منهما فلقد واصلت الولايات المتحدة تقدمها في إرسال البشر إلى سطح القمر وفي صنع المكوكات الفضائية، في حين قام الاتحاد السوفيتي بإنشاء أول محطة فضائية في العالم تحت اسم (Salyut 1) عام 1971، وتبعتها محطات أخرى مثل محطة (Skylab) التابعة للولايات المتحدة ومحطة (the the the United States)، ومحطة (the Soviet Union’s Mir) التابعة للاتحاد السوفيتي أيضًا.


بدأت بعدها المدن الأخرى في إرسال أقمارها الصناعية في الفضاء تبعًا للولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وذلك من أجل ما يقدمه القمر الصناعي من فوائد مثل معرفة أحوال الطقس وتوفير وسيلة إتصالات وغيره وغيره من المنافع التي تعود على مستخدمها. [1]