أساليب تقييم صعوبات الفهم القرائي ومقياسها ومستوياتها

ما هو الفهم القرائي

الفهم القرائي هو

القدر

ة على قراءة النص ومعالجته وفهم معناه، يعتمد الفهم القرائي على مجموعة من القدرات المترابطة هي قراءة الكلمات (القدرة على فك تشفير الرموز في النص) وفهم اللغة (القدرة على فهم

معنى

الكلمات والعبارات)، عندما نفهم النص، فإننا لا نتذكر فقط الكلمات والعبارات التي نقرأها بالضبط، بل نشكل نموذج عقلي للأفكار الموجودة في النص من خلال دمج الكلمات والجمل مع المعنى، تمامًا مثل

فيلم

يتم تشغيله في عقولنا، يعد الفهم القرائي الجيد أمرًا مهمًا من أجل الوصول إلى الهدف من القراءة، حيث يستطيع القارئ التفاعل مع النص والاستفادة والاستمتاع بما يقرأ.[1]

أساليب تقييم صعوبات الفهم القرائي

هناك عدة طرق لتقييم مهارات الفهم القرائي للأشخاص، تتمثل إحدى الطرق في استخدام تقييم رسمي مثل طلب قراءة بعض النصوص القصيرة ومن ثم طرح أسئلة حول النص.

طريقة أخرى هي استخدام التقييمات غير الرسمية، اطلب من الأطفال إخبارك بما قرأوه أو إعادة سرد النص أو الحدث بأسلوبهم الخاص، يمكن تنظيم مجموعات مناقشة للأطفال والاستماع إلى شرحهم عن النص حيث يمكنك من خلال ذلك معرفة الصعوبات وكذلك معرفة الأشخاص الذين لا يشاركون.

اطلب من الأطفال شرح مكتوب للنص مثل

تحديد

الحدث المفضل لديهم في النص أو كتابة أهم المعلومات التي تعلموها من النص.[2]

تقنيات تقييم صعوبات الفهم القرائي

هناك أنواع تقييم مختلفة يمكن استخدامها لقياس مدى التطور في مهارات القراءة من أجل تقييم مستوى الفهم القرائي، تعد تقييمات الفهم القرائي هي النوع الأكثر شيوعًا من

اختبار

ات القراءة المتوفرة، ويتضمن تقييم الفهم القرائي الأكثر شيوعًا الطلب من

الطفل

قراءة مقطع من أحد النصوص المكتوبة بشكل مناسب للطفل، ومن ثم طرح بعض الأسئلة الواضحة والمفصلة حول محتوى النص.

هناك العديد من تقنيات تقييم الفهم القرائي الأخرى، على سبيل المثال، بدلًا من طرح الأسئلة الواضحة حول الحقائق المطروحة بشكل مباشر في النص، يمكن طرح بعض الأسئلة الاستنتاجية حول المعلومات الضمنية في النص والطلب من الطفل الإجابة عليها، أو يمكن استخدام تقنيات أخرى من أجل اختبار فهم الطفل من خلال قدرة الطفل على إعادة سرد القصة بكلمات الطفل الخاصة أو تلخيص الفكرة الرئيسية أو المغزى من القصة.

هناك طريقة أخرى شائعة في تقييم الفهم القرائي تسمى اختبار كلوز، حيث يتم في هذا الاختبار حذف بعض الكلمات من النص والطلب من الطفل ملء الفراغات بالكلمات المناسبة، وأيضًا يمكن تقييم الفهم القرائي للأطفال الصغار من خلال طلب تنفيذ التعليمات البسيطة المقروءة مثل قف أو اذهب وانظر خارج النافذة، من الضروري اختيار النص المناسب لعمر الطفل لأن النص الصعب يعتبر

من العوامل التي تعيق الفهم القرائي

.

من الضروري عدم الخلط بين الفهم القرائي ودقة القراءة، وهي أسلوب آخر شائع جدًا من أجل تقييم مهارات القراءة، حيث يُطلب من الطفل في تقييم دقة القراءة قراءة مقطع من النص دون ارتكاب أي خطأ، يتم تحليل الأخطاء التي يرتكبها الطفل من أجل تقييم استراتيجيات فك التشفير لدى الطفل وليس استراتيجيات الفهم، في كثير من الأحيان، يتم الجمع بين هذين التقييمين المختلفين في تقييم واحد في نفس

الوقت

، حيث يُطلب من الطفل قراءة مقطع بصوت عالي بينما يقوم المعلم بتدوين الأخطاء التي يرتكبها الطفل ثم يُطرح على الطفل بعض أسئلة الفهم القرائي حول المقطع، ولا بد من الإشارة إلى أن القارئ المبتدئ عادًة ما يعاني من صعوبة في الفهم عندما يُطلب منه قراءة مقطع بصوت عالي، والسبب في ذلك أن الطفل عندما يقرأ قراءة صامتة، فإنه عادًة ما يركز على دقة القراءة ولا يولي نفس القدر من الاهتمام من أجل فهم المعنى، دقة القراءة الصامتة تعطي فكرة عن استراتيجيات ومهارات فك التشفير عند الأطفال ولكنها اختبار آخر منفصل عن اختبار الفهم القرائي، يكون اختبار تقييم الفهم القرائي أكثر دقة إذا كان الطفل لا يقرأ للآخرين.[3]

أساليب تقييم مستويات الفهم القرائي

الفهم القرائي هو القدرة على قراءة النص بسهولة وكفاءة من أجل المعنى، وهو الخطوة الأخيرة من عملية القراءة التي يتم تدريسها للأطفال بعد تعلم

العناصر التي تؤثر في الفعل القرائي

مثل الصوتيات والطلاقة والمفردات، هناك ثلاث مستويات من الفهم القرائي يتم تدريسها للأطفال:


المستوى الأول: الفهم الحرفي


في هذا المستوى يجد القارئ الإجابة بشكل مباشر في النص، ومن دون فهم هذا المستوى لا يمكن التقدم إلى المستويات التالية، يُطلب من القارئ فهم السطور المكتوبة والقيام ببعض المهام البسيطة مثل:

  • تحديد الأفكار الرئيسية في الفقرة أو القصة القصيرة.
  • تحديد الأفكار الثانوية والتفاصيل الأخرى التي تدعم الأفكار الرئيسية.
  • تحديد تسلسل حدوث الأفكار الرئيسية في النص.

تشمل الأمثلة عن أسئلة الفهم الحرفي: ماذا حدث … ؟ كيف كان … ؟ كم عدد … ؟ من … ؟ ما هو … ؟


المستوى الثاني: الفهم التفسيري


في هذا المستوى ينبغي على القارئ التعمق قليلًا وفهم ما بين السطور وتفسير المعلومات من أجل معرفة الإجابة، ويمكن أن يُطلب من القارئ القيام ببعض المهام البسيطة مثل:

  • التنبؤ بنهاية القصة والتنبؤ العواقب.
  • تحديد أسباب بعض الأحداث في النص.
  • فهم الحقائق الموضحة في النص.

تشمل الأمثلة عن أسئلة الفهم التفسيري: لماذا … ؟ ماذا تعتقد … ؟ هل يمكنك شرح … ؟ كيف كان هذا مشابهًا ل … ؟


المستوى الثالث: الفهم التطبيقي


في هذا المستوى ينبغي على القارئ فهم ما وراء السطور والربط ما بين النص والمعرفة المسبقة من أجل الإجابة، يمكن أن يطرح القارئ أسئلة مفتوحة النهاية من أجل تعزيز الفهم الأعمق، ويمكن أن يُطلب من القارئ القيام ببعض المهام البسيطة مثل:

  • وضع مقارنات بين الأحداث.
  • إبداء الرأي ببعض الأحداث.
  • تقديم ترشيحات واقتراحات.
  • اتخاذ القرارات.
  • ابتكار نهايات أخرى بديلة.

تشمل الأمثلة عن أسئلة الفهم التطبيقي: هل توافق على … ؟ ما الذي يمكن أن يحدث في حال … ؟ إذا كنت

محل

هذا الشخص … ؟ ماذا ستفعل لو … ؟[4]

أغراض تقييم الفهم القرائي

أحد الاغراض الأساسية من تقييم الفهم القرائي هو تحديد المهارات التي تتطلب مراجعة، حيث تزود أساليب التقييم المعلمين بالمعلومات حول المهارات المكتسبة وغير المكتسبة لدى الطلاب، وهي ضرورية من أجل مساعدة المعلمين على معرفة مستوى كل طالب نظرًا للاختلاف الكبير في المعارف والخبرات بين الطلاب.

الغرض الثاني هو مراقبة تقدم الطلاب، يمكن من خلال هذه الاختبارات البسيطة معرفة أي من الطلاب يحتاج إلى مراجعة قبل البدء بالمستويات التالية وأي من الطلاب جاهز للتقدم.

السبب الثالث هو معرفة فعالية وكفاءة التعليمات، حيث تسمح المعلومات المكتسبة من التقييم للمعلمين بمعرفة ما إذا كان جميع الطلاب قد أتقنوا

عناصر الفعل القرائي

، من الضروري استخدام الوقت التعليمي بشكل فعال، وهذا يمكن أن يتم من خلال معرفة نقاط القوة والصعوبات عند الطلاب، لذلك فإن المعلومات المكتسبة من خلال التقييمات تسمح للمدرسين بإنشاء التعليمات المناسبة للطلاب.[5]