من الذي يستحق ان يطلق عليه اسم ولي ؟ وما صفاته

من الذي يستحق ان يطلق عليه اسم ولي


الذي يستحق ان يطلق عليه اسم ولي هو

الشخص المُخلص لله الواحد الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يقول الحق ويعمل به.

يعتبر كل مؤمنًا تقيًا وليًا من أولياء الله، يقول تعالى في كتابه العزيز : (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون)، فلا يُشترط في الولي أن يظهر على يده كرامة، قال القرطبي نقلًا عن علمائنا رحمهم الله : (ومن أظهر الله على يديه ممن ليس بنبي كرامات، وخوارق للعادات فليس ذلك دالاً على ولايته خلافاً لبعض الصوفية والرافضة، حيث قالوا : إن ذلك يدل على أنه ولي إذ لو لم يكن ولياً ما أظهر الله على يديه ما أظهر، ودليلنا : أن العلم بأن الواحد منا ولي لله تعالى لا يصح إلا بعد العلم بأنه يموت مؤمناً، وإذا لم نعلم أنه يموت مؤمناً لم يمكنا أن نقطع على أنه ولي لله تعالى).

فمن أدى الفرائض في مواعيدها وبالكيفية التي أمر الله بها، وحرص على النوافل، وتحلَّى بالتقوى والإيمان فهو ولي من أولياء الله الصالحين، فقد ورد في صحيح البخاري عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه قال راويًا عن الله تعالى : (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)، ولا يمكن أن يكون وليًا من أولياء الله من المجانين، والفسقة، والعصاة.[1]

صفات الذي يستحق ان يطلق عليه اسم ولي

  • أولياء الله مخلصين لله الواحد الأحد.
  • يرضى أولياء الله برسوله صلَّ الله عليه وسلم إمامًا وقدوةً ومعلمًا، ويحكمونه فيما شجر بينهم بعد كلام الله.
  • أولياء الله لا يتحزَّبون، ولا يحبون أو يبغضون أو يُعادون أو يعطون أو يمنعون إلا في الله، يقول تعالى في كتابه : (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
  • أولياء الله يتمتعون بصدور سليمة من الحقد بيضاء، وألسنتهم عفيفة عن النميمة، والغيبة لا يخوضون في أعراض المسلمين.
  • يحرص أولياء الله على أداء الفروض، والنوافل، ويتقربون لله بعبادته والخشوع في الصلاة وتلاوة كتابه العزيز، ويصرفون المال في مصارفه الشرعية، ولا يبخلون على الناس بالصدقات.
  • يتبع أولياء الله السلف الصالح في معتقداتهم، ولا يحيدون في سلوكهم عن سنة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، ويتجنبون البدع، والمبتدعين.
  • أولياء الله لا يصاحبون مبتدعًا، ولا يرضون بالتنازل في عقيدتهم، وعقيدة السلف الصالح من قبلهم، فلا يُحكِّمون سوى كتاب الله، وسنة النبي صلَّ الله عليه وسلم.
  • يأمر أولياء الله بالمعروف، وينهون عن المنكر ويدعون إلى الخير ويقولون الحق ولا يخافون فيه لومة لائم، ويمشون في نور الحق.
  • أولياء الله يحبون الأمة الإسلامية، يحبون كل من يستقبل القبلة خمس مرات في يومه وليلته، ويبغضون الفرقة، يسعى ولي الله دائمًا للم الشمل، وتوحيد الكلمة، ونبذ الخلاف.
  • ولي الله لا يحتكم إلى الآراء والأهواء، وعند النزاع لا يُحكِّم إلا كتاب الله وسنة نبيه.
  • يقولون الحق، ويعملون به، ويدعون إليه في ضوء كتاب والسنة.[2]

مفاهيم باطلة حول الولي

  • يعتقد البعض أن أولياء الله يتصرفون في الكون فيدعون ويستغيثون بهم في الشدائد، وجملةً يُعتبر هذا الإعتقاد خروجًا عن الإسلام لأنه قدح في الربوبية، والألوهية.
  • يعتقد البعض مثل القشيري عفا الله عنه وعنا جميعًا أن الولي معصوم، وأن الله تعالى لا يخلق له الخذلان (قدرة العصيان).
  • يظن البعض أن الأولياء يعلمون الغيب، وأن الولي يُغني عن نفسه وعن الخلق، وهو اعتقاد باطل.
  • من الأفكار الفاسدة عن الولي والمدوَّنة في العديد من الكتب التي تتكلم عن أولياء الصوفية أن الولي يتطور ويظهر في أشكال متعددة، فيظهر أسدًا، أو شيخًا، وتارةً أخرى يظهر في صورة صبي.
  • يقول الشعراني وغيره أن الولي مباح له مخالفة الشريعة، ولا يجب الإنكار عليه ولو ترك الجماعات لأنه على حد قولهم صاحب حال.
  • من الأففكار الضالة التي يعتقدها البعض في الولي أن الولاية تكون بيد الولي الأكبر يورِّثها من يشاء من أتباعه.
  • قال الحكيم الترمذي أن للولاية خاتمًا كخاتم النبوَّة، وقد نُفي من بلده ترمذ بسبب كتابه : (ختم الولاية)، وحُكم عليه بالكفر، وجاء بعد من ادعى أنه خاتم الأوليا على غرار خاتم الأنبياء، مثل : (ابن عربي، وأحمد التجاني، وغيرهما).
  • يعتقد البعض بأن الولي قادر على سلب العلم والهداية من مخالفين، ويدخل اعتقادهم في الاعتقادات الباطلة الضالة المضلة.[1]

كرامات أولياء الله الصالحين

تحدث الكرامات للأولياء تارةً لتثبيتهم، وتارةً أخرى لإظهار فضلهم وهداية غيرهم من الناس لطريق الحق، أي أن الكرامات ترتبط بحال الولي واحتياجه، قال شيخ الإسلام

ابن تيمية

في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان : (

مما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل فإذا احتاج إليها الضعيف الإيمان أو المحتاج أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته، ويكون من هو أكمل ولاية لله منه مستغنيا عن ذلك، فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته وغناه عنها لا لنقص ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة، بخلاف من يجري على يديه الخوارق لهدي الخلق ولحاجتهم، فهؤلاء أعظم درجة، وهذا بخلاف الأحوال الشيطانية مثل حال عبد الله بن صياد الذي ظهر في زمن النبي صلَّ الله عليه وسلم وكان قد ظن بعض الصحابة أنه الدجال).

ومن الكرامات المشهورة التي قد حصلت للشهداء ما


رواه

مالك

في الموطأ عن

عبد الرحمن بن أبي صعصعة

أنه بلغه : (

أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين ثم السلميين، كانا قد حفر السيل قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل، وكانا في قبر واحد، وهما ممن استشهد يوم أحد، فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة).

ومن الكرامات التي حدثت لغير الشهداء ما حدث لمحمد بن واسع عن موته، فقد رُوي عن

ابن أبي الدنيا

في المحتضرين عن

فضالة بن دينار

قال : (

حضرت محمد بن واسع وقد سجي للموت، فجعل يقول : مرحبًا بملائكة ربي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال : وشممت رائحة طيبة لم أشم مثلها، قال : ثم شخص ببصره فمات)،

وروى

اللالكائي والخلال

كلاهما في كرامات الأولياء عن

مالك بن دينار

قال : (

رأيت قبر عبد الله بن غالب فأخذت من ترابه فإذا هو مسك، قال : وفتن الناس به فبعث إلى قبره فسوي)، وكر في (سير أعلام النبلاء) : (ما

اشتهر عن الإمام

البخاري

رحمه الله

أنه لما دُفن فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك، فدام ذلك أياما، ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره، فجعل الناس يختلفون ويتعجبون، وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر القبر).[3]