هل يعد العمق التاريخي من المقومات الحضارية المؤثرة في الدولة


يعد العمق التاريخ من المقومات الحضارية المؤثرة في الدولة




نعم

يُعد العمق التاريخ من المقومات الحضارية المؤثرة في الدولة فهو ذو تأثير كبير على مكانتها بين الأمم، وثقافتها، ووعي وهوية شعبها، وقرارات أنظمتها الحاكمة، كما أنه قد يصنع حروباً، أو يجعل اقتصاد دولة قائماً على السياحة، أو يوطد علاقات دول ببعضها أو يوترها.


إن التاريخ شكل من أشكال الذاكرة الجماعية فهو قصة الدولة، ومن غيره لن نعرف من نحن ولا من أين أتينا، كما أنه حاضر الأمم إذ يُعد العمق التاريخ من المقومات الحضارية المؤثرة في الدولة، فهو ذو تأثير كبير على مكانتها بين الأمم وثقافتها ووعي شعبها، وهناك عديد من أحداث الماضي غيرت جغرافية المناطق وأنظمة الحكومات التي استمرت لأجيال وأثرت على كل شخص على قيد الحياة حتى الآن.


بفهم التاريخ نتعرف على الإنجازات العظيمة والأخطاء الكارثية للجنس البشري سابقاً، ونتعلم كيفية تنظيم وإدارة الشعوب والتعامل معهم ومع مشاكلهم واحتياجاتهم في المستقبل، وقد تتعجب إذا علمت أن التاريخ قد يصنع حروباً أو يجعل اقتصاد دولة قائماً على السياحة أو يوطد علاقات دول ببعضها أو يوترها.


قال أرسطو ذات مرة: “أولئك الذين لا يعرفون التاريخ محكوم عليهم بتكراره”. وهذا صحيح عندما يتعلق الأمر بالشؤون الدولية، فإذا كان المرء يريد فهم الحاضر، يجب عليه أولاً أن يفهم الماضي، وهناك عدة أمثلة توضح عبارة ( يعد العمق التاريخ من المؤثرات الحضارية  في الدولة )، فإذا تأملنا على سبيل المثال لا الحصر:


موقف العرب من الاحتلال الإسرائيلي الآن، سنجد أنه طبيعي وفقاً لما حدث في التاريخ الماضي، ولا نقصد هنا الشعب فقط بل أيضاً الأنظمة الحاكمة تتأثر قرراتها بذلك التاريخ،


نجد أن مصر يعتمد جزء كبير من اقتصادها على السياحة نظراً لتاريخها الخالد، إذ كان ملوك وملكات العصور السابقة يبنون القصور والمعابد والأهرام.


يمكن إرجاع الصراع في سوريا إلى اتفاقية سايكس بيكو، التي قسمت المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، فإذا فهم المزيد من الناس هذا الأمر وغيره من الأحداث التاريخية فقد يكونون أقل احتمالاً لدعم التدخل العسكري في الخارج.


أدت حرب فيتنام إلى ظهور الحركة المناهضة للحرب في أمريكا، والتي أحدثت في النهاية تغيراً في سياسة الحكومة. [1]


أهمية فهم العمق التاريخ للدولة وأفرادها

  • فهم المجتمع والشعوب الأخرى.
  • فهم تطور العالم.
  • فهم الهوية.
  • فهم القضايا اليومية.
  • فهم التغير الحادث بمرور الوقت.
  • التعلم من أخطاء الماضي.
  • القيادة المستنيرة.
  • فهم نظريات المؤامرة.


تكمن أهمية معرفة التاريخ أو الحضارة في معرفة حياتنا والطريقة التي كنا نعيش بها على مر العصور، وتمنح المعرفة به القدرة على اتخاذ القرار، ويساعدنا التاريخ على فهم أنفسنا والعالم من حولنا؛ ويعد العمق التاريخ من المقومات الحضارية المؤثرة في الدولة وأفرادها، إذ يخلق مواطناً ناضجاً قادراً على فهم مجريات الأمور ووزنها وقادراً على النهوض بشؤون دولته في كل المجالات سواء كانت طبية، أو سياسية، أو اقتصادي، فبدون التاريخ لن نتعلم كيف وصلنا إلى ما نحن فيه، ولماذا نعيش بالطريقة التي نعيش بها، ولن نفهم كل انتصاراتنا وإخفاقاتنا، وسنكرر باستمرار الأنماط دون التقدم إلى شيء أفضل.


فهم المجتمع والشعوب الأخرى:


تسمح لنا دراسة التاريخ بمراقبة وفهم سلوك الناس والمجتمعات؛ فعلى سبيل المثال:  نحن قادرون على تقييم الحرب، حتى عندما تكون الأمة في سلام من خلال النظر إلى الأحداث السابقة، ويزودنا التاريخ بالبيانات التي تُستخدم لإنشاء قوانين أو نظريات حول مختلف جوانب المجتمع.


فهم تطور العالم:


يمكننا بفهمنا للتاريخ أن نتعلم كيف تم بناء المجتمعات والأنظمة والأيديولوجيات والحكومات والثقافات والتقنيات السابقة، وكيف تعمل، وكيف تغيرت، إذ يعد العمق التاريخ من المؤثرات الحضارية في الدولة، وتطوير معرفتنا بالتاريخ يعني تطوير معرفتنا بكل الجوانب المختلفة للحياة، إذ يمكن للأطفال التعرف على الركائز التي بنيت عليها الحضارات المختلفة، وكل هذه المعرفة تجعلهم أشخاصاً أكثر تنوعاً وأكثر استعداداً للتعلم في جميع موادهم الأكاديمية.


فهم الهوية:


يمكن للتاريخ أن يساعدنا في الشعور بالهوية، وهذا في الواقع أحد الأسباب الرئيسية التي لا تجعلنا ندرس التاريخ في المدارس، فقد تمكن المؤرخون من التعرف على كيفية تشكل البلدان والعائلات والمجموعات بمرور الوقت، وعندما يأخذ الفرد على عاتقه الغوص في عمق تاريخ عائلته تتكون هويته تبعاً لما عاصروه وسردوه؛ فمثلاً: هل خدمت العائلة في حروب كبرى؟ هل كانوا حاضرين لأحداث مهمة؟


فهم القضايا اليومية:


يساعدنا التاريخ على فهم قضايا اليوم من خلال طرح أسئلة أعمق حول سبب كون الأشياء على ما هي عليه، ولهذا نفكر لماذا كانت الحروب في أوروبا في القرن العشرين مهمة للبلدان في جميع أنحاء العالم؟ كيف اكتسب هتلر القوة وحافظ عليها طالما كان لديه؟ كيف كان لهذا تأثير على تشكيل عالمنا ونظامنا السياسي العالمي اليوم؟


فهم التغير الحادث بمرور الوقت:


إذا أردنا أن نفهم حقاً سبب حدوث شيء ما في أي منطقة أو مجال؛ مثل: فوز حزب سياسي في الانتخابات الأخيرة مقابل الآخر، أو تغير كبير في عدد المدخنين؛  فإننا بحاجة إلى البحث عن العوامل التي حدثت في وقت سابق، فمن من خلال دراسة التاريخ يمكن للناس أن يروا ويدركوا الأسباب الكامنة وراء هذه التغييرات، وفقط من خلال التاريخ يمكننا أن نفهم ما الذي يجعل عناصر مؤسسة أو مجتمع تستمر؟


التعلم من أخطاء الماضي:


يمنحنا التاريخ فهماً أفضل للعالم،إذ يعد العمق التاريخ من المقومات الحضارية المؤثرة في الدولة والمواطن. فعندما تدرس الحرب؛ تتعلم المزيد عن كيفية تصاعد الصراع، وتعلم المعضلات التي يواجهها قادة العالم وكيف يستجيبون، ومتى تؤدي هذه القرارات إلى نتائج أفضل أو أسوأ، وتظهر لك الدراسة التاريخية العلامات التحذيرية لأنواع كثيرة من الكوارث، وهذا يعني قدرتك على معرفة متى يسير المجتمع في طرق محفوفة بالمخاطر وتساهم في إعادته إلى المسار الصحيح، وبهذا تصبح مواطناً أكثر استنارة تساعد على اتخاذ الإجراءات بفعالية.


القيادة المستنيرة:


التاريخ مهم لأنه يمكن أن يشكل أساس القيادة المستنيرة، ويمكن أن يساهم الافتقار إلى الفهم التاريخي أيضًا في اتخاذ قرارات سيئة، لا يعني ذلك أن الماضي هو دليل مباشر للحاضر، أو أنه يمكننا استخدام التاريخ لتجنب أخطاء الماضي، فالمواقف الجديدة دائما فريدة من نوعها. ومع ذلك، غالباً ما يكون القادة السياسيون حريصين جداً على رؤية عناصر الماضي فقط التي تناسب آرائهم الحالية ويتجاهلون الصورة الكاملة والمعقدة التي يمكن أن يوفرها الفهم الجيد حقاً للماضي.


فهم نظريات المؤامرة:


يمكن أن تكون الاضطرابات الكبرى في المجتمع مرعبة، قد يكون من الصعب أيضًا تتبعها خلال عمر واحد، لذلك يوفر التاريخ خريطة لأنواع السيناريوهات التي تؤدي إلى تغير كبير، أدت إلى أشياء مثل زيادة الفقر والحرب وانعدام الثقة في الحكومة إلى المزيد من الجريمة والتطرف السياسي، ويساعد فهم التاريخ ودوافع التغيير في حماية الناس من نظريات المؤامرة، التي تميل إلى الانتشار بشكل أسرع خلال الأوقات العصيبة والفوضى، إذ يمكن أن يكون للإيمان بنظريات المؤامرة عواقب مأساوية تؤدي إلى عنف. [2] [3]