كيف مات ريتشارد قلب الأسد

ريتشارد قلب الأسد

ريتشارد قلب الأسد هو أحد الشخصيات التي كان لها تأثيرٌ كبيرٌ في التاريخ البشريّ بأكمله، وعرف بريتشارد الأول ملك إنجلترا أو ريتشارد الرابع كدوق نورماندي، وقد حصل على لقبه كريتشارد قلب الأسد قبل تتويجه أيضاً كحاكمٍ لإنجلترا وهذا بسبب سمعته وإنجازاته الحربية، وقد عرف ريتشارد قلب الأسد لدى المسلمين والعرب على وجه التحديد خلال الحروب الصليبية وصراعه مع صلاح الدين الأيوبي في رحلته لتحرير القدس وأراضي المسلمين من الاحتلال.

ولادته وحياته

ولد ريتشارد في الثامن من سبتمبر لعام 1157م في إنجلترا، وقد كان الابن الشرعي الثالث لأبيه الملك هنري الثاني بعد أخويه الشرعيين ويليام التاسع وهنري الملك الشاب، ولذلك لم يكن أيّ أحدٍ يتوقع منه الوصول إلى العرش على الإطلاق لترتيبه المتأخر في العائلة الملكية لولا وفاة أخيه الأكبر ويليام قبل ولادته وموت أخيه هنري الملك الشاب في حياة أبيه بعد أن توّجه أبوه ليشارك في الحكم من صغره، وبذلك أصبح ريتشارد الابن الأكبر والوريث الشرعي لإنجلترا.

مسيرتة السياسية

فيما بعد تحالف ريتشارد مع فيليب الثاني ملك فرنسا، وبعد هذا التحالف حاول ريتشارد الوصول إلى العرش فقام بالانضمام إلى حملة فيليب على إنجلترا وقاموا بهزيمة هنري الثاني في عام 1189م وتمّ تعيين ريتشارد خليفة لهنري الثاني، وبعد يومين من ذلك توفّي هنري الثاني وتوّج ريتشارد دوقاً لنورماندي وملكاً لإنجلترا في دير وستمنستر.

خلال الحملة الصليبية الثالثة التي قادها ريتشارد على الأراضي المقدسة، أجبر صلاح الدين الأيوبي ريتشارد على الالتزام بهدنة مدّتها ثلاث سنوات، فكان من شروط الهدنة هدم جميع قلاع عسقلان، والسماح للحجاج المسيحيين بالدخول إلى القدس، وقد كان ذلك في عام 1192م، وبعد الهدنة بدأ ريتشارد برحلة الرجوع إلى بلاده ولكنّه أجبر بسبب الطقس السيء على النزول في كورفو التي كانت تتبع للبيزنطيين، ولكن وبسبب الخلافات فيما بينه وبين البيزنطيين اضطر ريتشارد إلى الإبحار مع مرافقيه خارجاً من كورفو، ولكنّ سفينته تحطمت خلال الرحلة وانتهى به المطاف بعد تحطم سفينته إلى الأسر على يد دوق النمسا والذي قام بتسليمه فيما بعد إلى الإمبراطور هنري السادس والذي طلب فديةً عظيمةً مقابل إطلاق سراحه، فجمعت أمّه الفدية وأرسلتها له فتمّ تحريره في عام 1194م.

وفاته

بعد مصارعات مع ملك فرنسا لاستعادة أراضيه التي كانت قد احتلت أثناء أسره، وفي الخامس والعشرين من مارس عام 1199م، قام أحد الجنود برميه بسهمٍ في كتفه أثناء تجوله في قلعته وتفقده للجنود من دون ارتداء الدرع، وقد قام الطبيب الذي أخرج السهم من جسمه بطريقةٍ خاطئة ممّا أدّى إلى تحوّله إلى غرغرينا والتي أدّت إلى موته في السادس من أبريل بين يدي والدته، وقد طلب الملك قبل وفاته أن يأتوه بقاتله فكان صبيّاً ادّعى أنّ الملك قد قتل أباه وأخيه وأراد الانتقام، وقد سامح ريتشارد قاتله وأمر بإعطائه مائة شلن، فتمّ إطلاق سراح الصبي.