تشير النتائج التي تنشرها وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية ان سرطان الثدي يتصدر لائحة السرطانات المنتشرة بين نساء الامارات والأكثرها فتكا.

سرطان الثدي هو الأول بين النساء في الإمارات

قد يبدو الأمر كخبر بديهي، خلاصته معروفة، حيث يتصدر سرطان الثدي لائحة السرطانات المنتشرة بين نساء الامارات والأكثرها فتكاً، حيث تشير النتائج التي تنشرها وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر أنواع السرطانات انتشارا على صعيد الحالات في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك بين فئة النساء هو سرطان الثدي. كما هو متوقع يليه سرطان عنق الرحم فسرطان القولون والمستقيم. بينما يحتل سرطان القولون والمستقيم المرتبة الثانية عالميا وعنق الرحم المرتبة الثالثة، المثير والملفت هنا أن نسبة الإصابة بالسرطان عامة في الإمارات تعتبر أقل من المعدل الإجمالي العالمي وخاصة مقارنة الدول الغربية ولكن بالنسبة لسرطان الثدي لدى النساء تتشابه النسبة مع النسبة العالمية (حوالي 40 حالة لكل 100,000 امرأة) كما وتتشابه نسبة الوفيات جراء مرض سرطان الثدي مع النسبة العالمية. 

وبينما يحتل سرطان الرئة المرتبة الرابعة عالميا بين النساء، يحتل سرطان الرئة في الإمارات المرتبة الثامنة ليحل في المرتبة الرابعة عوضا عن ذلك سرطان المبيض في مؤشر مقلق. ومن جهة أخرى يمكن إرجاع تأخر نسبة انتشار سرطان الرئة بين النساء في دولة الامارات العربية المتحدة مقارنة بالعالم، الى انخفاض الإقبال لدى النساء على تدخين السجائر في هذا البلد.

ونلحظ من هذه الأرقام تزايد الإصابة بسرطان الثدي على الرغم من كون الإمارات دولة متقدمة طبيا كما أنها متقدمة في مجال التوعية الصحية وفي مجال الثقافة الصحية والوقاية، إلا أنه يبدو أن النساء في الإمارات بكافة الأجيال وخاصة الشابات منهن لا يقمن إجراء فحوصات الكشف عن أورام الثدي كالتحسس الذاتي وفحص التصوير الاشعاعي للثدي (Mammography) أو الفحوصات الدورية عامة.

ونلحظ أيضا ازدياد نسبة الإصابات بسرطان عنق الرحم لدى النساء والذي يمكن تفاديه عبر تلقي لقاح من نوع HPV، وتعزي وزارة الصحة في دولة الإمارات الى انتشار سرطان القولون والمستقيم مثلا  وارتفاعه بشكل ملحوظ إلى عدم إقدام النساء والرجال على حد سواء، وخاصة المتقدمين في السن منهم لإجراء فحوص كشف دورية لتشخيصه مبكرا وذلك على الرغم من حملات التوعية المختلفة التي تقودها الدولة.

كما نشير هنا الى الارتباط بين انتشار مخاطر السرطان ونمط الحياة الغير سليم عامة وذلك المنتشر في دولة الإمارات خاصة، كعدم القيام بنشاط بدني، انتشار التدخين وخاصة تدخين الأرجيلة الإفراط في تناول اللحوم المجهزة والمعالجة والدهون الضارة والزيوت المصنعة وخلو النظام الغذائي من الخضر والفاكهة ومن مصادر  مضادات الأكسدة التي تقضي على الجذور الحرة المكونة للخلايا السرطانية. 

وفي عودة إلى سرطان عنق الرحم الذي يحتل المرتبة الثانية نشير هنا إلى أهمية وسائل التوعية التي يجب أن تتبعها دولة الإمارات من أجل حث الفتيات والنساء بين أجيال 9 و 25 على تلقي التطعيم ضد الفيروسات الحليمية البشرية التي قد تكون غير ضارة وتتغلب عليها جهاز المناعة ولكنها في بعض الأحيان قد تؤدي لنشوء الاورام الحميدة، مثل الثاليل المؤنفة (الورم اللقومي) (Condyloma) في الاعضاء التناسلية، بينما تحدث بعض انواع هذا الفيروس، والتي تعد انواعا مسرطنة، تغيرات قد تكون خبيثة وتزيد من احتمالات الاصابة بامراض السرطان في عنق الرحم (Cervix)، الشرج (Anus) والقضيب (Penis).

تستمر المرحلة الانتقالية من حالة الـ “ما قبل السرطان” الى حالة “الاصابة بالسرطان” عدة سنوات، وفي بعض الحالات النادرة قد تكون هذه الفترة الانتقالية قصيرة للغاية ويظهر السرطان بعد سنة واحدة من العدوى. لذلك يولى الكشف المبكر اهمية بالغة في مرحلة ما قبل ظهور السرطان المبكر، مثل فحص لطاخة عنق الرحم (Pap) التي تساهم في تشخيص التغيرات وظهور خلايا غير سليمة في عنق الرحم.

هنالك نوعين من اللقاحات التي يمكن أن تساعد على منع تطور أورام حليمية خبيثة وهي:

1. غارداسيل (Gardasil)،  يوفر الحماية من اربعة اصناف من الفيروس الحليمي: الصنفان (HPV 16, HPV18)- هذان الصنفان مسؤولان عن حدوث 70% من حالات سرطان عنق الرحم والاورام الـ “ما قبل سرطانية” في الشرج والمهبل (Vagina)، بالاضافة الى صنفين اخرين (HPV6, HPV11)، والمسؤولين عن الاصابة ب 90% من \ حالات الاورام الـ “ما قبل سرطانية” وبثاليل الاعضاء التناسلية.
2. سيرفاريكس (Cervarix) يقي من الاصابة بنوعين من الفيروس (HPV16, HPV18) وهما المسؤولان عن الاصابة بسرطان عنق الرحم والاورام الـ “ما قبل سرطانية” في الشرج والمهبل.
يوفر سيرفاريكس حماية معينة من الاصابة بالعدوى باصناف معينة من الفيروس الحليمي البشري (HPV13, HPV45, HPV52) المسؤولة، بشكل مجتمع، عن الاصابة بـ 12% من حالات سرطان عنق الرحم.

يذكر أنه في الإمارات العربية المتحدة لا يوجد إلزام لتلقي هذه اللقاحات لا للنساء ولا للرجال.


من قبل
ويب طب –
الأحد 12 تشرين الأول 2014


آخر تعديل –
الأحد 12 تشرين الأول 2014


المرجع : webteb.com