دراسة حديثة تؤكد بأنه ليس هناك أي دليل على أن الحليب العضوي يقلل من معدل ذكاء الطفل أثناء فترة الحمل! اليكم تفاصيل الدراسة:

الحليب العضوي لا يقلل من ذكاء الجنين

“النساء الحوامل اللاتي يتجهن نحو تناول الحليب العضوى “الأكثر صحة” يمكن أن يُعرضن نمو الذكاء لدى أطفالهن الذين لم يولدوا بعد إلي الخطر”. ذلك أن تقارير الجارديان توصلت – بعد البحث – إلى  أن الحليب العضوي يحتوى على معدلات منخفضة من اليود عنه في الحليب الطبيعي. وعنصر اليود يعتبر من العناصر المهمة لتنشيط الوظيفة الصحية للغدة الدرقية، حيث أن هرمونات الغدة الدرقية تعتبر مهمة  لنمو المخ و الحبل الشوكي للطفل الذي لم يولد بعد. و هذا يعني بأن الكمية الكافية المأخوذة من اليود تكون ذات أهمية كما هو الحال في جميع مراحل الحياة.

و نتيجة لتنوع العديد من النظم الزراعية المختلفة، فإن الحليب الذي تنتجه الأبقار التي تتغذى على العشب العضوي أثناء فصل الصيف يكون معروفاً باحتوائه على نسبة من اليود أقل من منها في الحليب الطبيعي.

حيث قامت هذه الدراسة بالمقارنة بين عينات من الحليب مأخوذة من محلات السوبر ماركت أثناء فصل الشتاء. و قد وجدت أن الحليب العضوي في فصل الشتاء لا يزال يحتوى على حوالي نسبة من اليود أقل بثلث الكمية عن تلك التي توجد في الحليب الطبيعي – هذه النسبة تكون بغض النظر عن محتوى الدهون في الحليب – لكن محتوى اليود في كوب يحتوى علي 346 مل من الحليب العضوي يكون كافياً ليقدم مقدار اليود اليومي المُوصي بالحصول عليه.

و على الرغم من مدلول العناوين، فلم يقم الباحثون فعلياً ببحث تأثيرات استهلاك الحليب على أي مقياس لصحة الطفل، مشتملاً على الذكاء. و هذه الدراسة أيضاً لم تضع في اعتبارها محتوى اليود في غيرها من منتجات الألبان أو مصادر أخري غير الألبان مثل البيض و الأسماك و بعض من الحبوب.

و بالتالي فإن هذه الدراسة لم تقدم أى دليل على أن احتساء اللبن العضوي أثناء فترة الحمل يمكن أن يكون له تأثير سلبي على معدل ذكاء الطفل.

لكنه من الجدير بالمعرفة أن الحليب العضوي يكون أقرب إلي احتواءه على مقدار من اليود أقل من مقداره في الحليب الطبيعي، لذلك يمكن لك أن تحتاج إلي موازنة نسبة اليود من خلال المصادر الأخرى.

اقرأ بعض الخرافات حول فوائد الحليب

 

من أين نشأت هذه القصة؟

قام بإعداد هذه الدراسة  عدد من الباحثين في جامعة ريدينج، و تم نشرها في مجلة مراجعة النظراء، الكيمياء الغذائية.

لقد تم تمويل هذه الدراسة عن طريق جامعة ريدينج، و قد أعلن المؤلفون بأنه ليس هناك أي تضارب في النتائج.

تركت عناوين وسائل الإعلام  إنطباعاً بأن الدراسة قد قدمت دليلاً على أن الحليب العضوي يمكن أن يضُر بنمو الأطفال. و هذه ليست هي القضية.

و حيث أنه من الصحيح أن اليود يكون مطلوباً لنمو المخ و الجهاز العصبي بشكل صحي، عملت هذه الدراسة فقط على مقارنة محتوى عينات من أنواع الحليب المختلفة، فهي لم تتطرق إلي أي نتائج صحية تتعلق بالأطفال التي تتناول أُمهاتها الحليب العضوي أو الغير عضوي أثناء فترة الحمل.

 

من أي نوع كانت هذه الدراسة؟

كانت هذه الدراسة عبارة عن دراسة مستعرضة تهدف إلي مقارنة محتوى اليود في الحليب العضوي و الحليب الطبيعي الذي يتم إنتاجه أثناء فترة فصل الشتاء، في كل من الحليب كامل الدسم و الحليب شبة منزوع الدسم و الحليب منزوع الدسم، و الحليب المبستر و الحليب المعالج بالحرارة فائقة الارتفاع.

و قد عمل الباحثون على تفسير كيفية كون اليود عنصرًا رئيسًا فى الهرمونات التي تصدرها الغدة الدرقية، وأن هذه الهرمونات تكون ذات أهمية في عملية نمو الدماغ و الحبل الشوكي للجنين. و هذا يجعل من كمية اليود أثناء فترة الحمل ذات أهمية.

تبلغ كمية اليود الموصي بها للبالغين في المملكة المتحدة  140 ميكرو جرام (0.14 ملجرام) في اليوم، بدون زيادة موصي بها أثناء فترة الحمل أو الرضاعة.

هناك دراسات سابقة قامت بمراقبة نسبة الزيادة في نقص كمية اليود في المملكة المتحدة، و على الأخص بين الفتيات المراهقات، كما ذكرنا عام 2011، مع العلم بأن الحليب و منتجات الألبان تعتبر هي المصدر الرئيسي لليود في هذه الدولة.

و قد وجدت إحدى الدراسات أن الحليب العضوي الذي تم إنتاجه أثناء فصل الصيف يحتوى على تركيز منخفض من اليود عنه في الحليب الطبيعي، لكن يوجد هناك القليل من الأبحاث التي عملت على مقارنة الحليب العضوي الذي يتم إنتاجه في فصل الصيف مع الحليب الطبيعي، أو على البحث في تأثير محتوى الدهون في الحليب أو طريقة معالجة الحليب. وكان ذلك هو ما تهدف إليه الدراسة.

 

ما الذي كان يتضمنه البحث؟

قام الباحثون بدراستين حول ذلك، في الدراسة الأولي، قام الباحثون بشراء عدد 22 عينة من الحليب العضوي و الحليب الطبيعي (كامل الدسم، شبة منزوع الدسم، منزوع الدسم) من أثنين من محلات السوبر ماركت في مدينة ريدينج في أواخر شهر يناير عام 2014.

في الدراسة الثانية، قام الباحثون بشراء عدد 60 عينة من الحليب من أربعة محلات سوبر ماركت فى مدينة ريدينج لأكثر من ثلاثة أسابيع متتالية من بداية شهر فبراير.

كما قاموا بشراء خمسة أنواع مختلفة من منتجات الحليب:

  • حليب قياسي شبة منزوع الدسم
  • حليب عضوي شبة منزوع الدسم
  • حليب عضوي مُوصف شبة منزوع الدسم
  • حليب معالج بالحرارة فائقة الارتفاع شبة منزوع الدسم
  • حليب قياسي تشنال أيلاند كامل الدسم

تم تحليل عينات الحليب في المعمل للوصول إلي نسبة تركيز كل من الدهون و البروتين و اللاكتوز و اليود.

ما هي النتائج الأساسية؟

في الدراسة الأولي، وجد الباحثون أن نظم الإنتاج الطبيعي أو العضوي لم تحقق أي اختلاف في محتوى الدهون أو البروتين أو اللاكتوز في الحليب (كامل الدسم، شبة منزوع الدسم، أو منزوع الدسم).

و مع ذلك، كان الحليب العضوي يحتوى على تركيز يود منخفض بشكل كبير عنه في الحليب الطبيعي بحوالي الثلث. الاختلاف هنا كان 595 ميكرو جرام/1 من اليود في كل لتر من الحليب الطبيعي مقارنةً بحوالي 404 ميكرو جرام/1 في كل لتر من الحليب العضوي.

وظهر نفس الشيء في الدراسة الثانية ، حيث وجدوا أن الحليب العضوي يحتوى على تركيز يود منخفض بشكل كبير عنه في الحليب الطبيعي. مرة أخرى، تم تقدير قيمة هذا الانخفاض بحوالي الثلث، حيث بلغت نسبة اليود في الحليب الطبيعي  474 ميكرو جرام/1 مقابل 306 ميكرو جرام في الحليب العضوي. الحليب المُوصف يميل إلي احتواءه على كمية من اليود مرتفعة عنه في الحليب العضوي التجاري.

كان الحليب المعالج بالحرارة فائقة الارتفاع يحتوى أيضاً على نسبة منخفضة من اليود عنه في الحليب الطبيعي و لم تختلف نسبته عن الحليب العضوي. كما أن محتوى اليود في حليب تشانل أيلاند كامل الدسم الطبيعي لم يكن يختلف كثيراً عن أنواع الحليب الطبيعية الأخرى.

كيف قام الباحثون بتفسير النتائج؟

يقول الباحثون أن نتائجهم “تشير الي أن استبدال الحليب الطبيعي بالحليب العضوي أو بالحليب المعالج بالحرارة فائقة الارتفاع سوف يزيد من خطورة حالة اليود دون المستوى الأمثل، خاصاً للمرأة الحامل (المرضعة).

الحل

أوضحت الدراسات السابقة أن الحليب العضوي الذي تم إنتاجه في فصل الصيف كان له محتوى من اليود منخفض عنه في الحليب الطبيعي. و قد قيل أن هذه كانت هي أول دراسة قارنت بين أنواع الحليب في فصل الشتاء. و قد وجدوا أيضاً أن تركيز اليود يكون منخفضاً في الحليب العضوي.

و أثناء فصل الشتاء، فإن الأبقار التي يتم تربيتها داخل المنازل تستقبل الكثير من اليود الإضافي عن طريق التغذية عنه في الأبقار التي تتغذى على العشب في فصل الصيف. و هكذا يحتوى حليب فصل الشتاء على الكثير من اليود عنه في حليب فصل الصيف.

ربما يكون من المتوقع أن يكون الفرق بين الأبقار العضوية و الغير عضوية قليلاً أثناء فصل الشتاء.، لكن النظم العضوية توضح أنها تعتمد بشكل كبير على التغذية على علف الماشية عنه في النظم الطبيعية، و الذي يكون هو السبب في أن محتوى اليود في الحليب ما يزال من المتوقع أن يكون أقل في الحليب العضوي.

و على ذلك، قبل القفز على الحل بأنه يجب على كل شخص أن يتجنب الحليب العضوي و على الأخص المرأة الحامل و المرضعة – توجد هناك بعض من النقاط التي يجب أن يتم وضعها في الاعتبار:

  • قامت الدراسة فقط بمقارنة العينات المأخوذة من عدد صغير من محلات السوبر ماركت خلال شهرين في فصل الشتاء عام 2014، و من خلال هذه المقارنة من المحتمل أن تقدم الدلالة الجيدة على أن محتوى اليود في الحليب يمكن أن يختلف في جميع أنحاء البلاد و في سنوات مختلفة.
  • بالرغم من أنه يوجد تقريباً 200 ميكرو جرام (0.2 جرام) أقل في نسبة اليود لكل لتر من الحليب العضوي مقارناً بالحليب الطبيعي، هذا ليس بالضرورة أن يعني بأن الشخص الذي يحتسي هذا الحليب لديه كمية غير كافية من اليود. كمية اليود في الحليب العضوي تكون كمية كافية لتقدم الكمية اليومية المُوصي بها فى كوب قياسي بقدر 346 ملجرام.
  • لم تضع الدراسة في اعتبارها أيضاً المصادر الغذائية الأخرى لليود بخلاف الحليب، فهي لم تقارن محتوى اليود في المنتجات العضوية و الطبيعية الأخرى مثل الجبن و الزبادي، و لم تبحث هذه الدراسة في المصادر غير الألبان مثل البيض و الأسماك و الحبوب. و يجب على المرأة الحامل أن تكون حريصة عند تناول بعض مصادر اليود غير الحليب مثل الجبن اللدن و البيض الغير مطهي بشكل جيد، و المأكولات البحرية. و يُنصح بتناول نوع معين من الأسماك مثل التونة.
  • يكون اليود مطلوباً للمساعدة في نمو المخ و الجهاز العصبي لدى الجنين. لكن لم تبحث هذه الدراسة في النتائج الصحية على الجنين أو الطفل الرضيع. و لم تقم هذه الدراسة بمقارنة النتائج الصادرة عن مجموعة من السيدات الحوامل التي تقوم باحتساء حليب غير عضوي. المعلومات التي تدل علي أنه يمكن للحليب العضوي أن يضر بالطفل الذي لم يولد بعد أو يؤثر على ذكاء هذا الطفل لا تكون بالتالي مُدعمة من قبل نتائج هذه الدراسة.
  • كمية اليود يمكن أن يكون لها تأثير على الطريقة التي تعمل بها الغدة الدرقية. و ينبغي أن يكون من الممكن الحصول على كمية اليود التي تحتاج لها من خلال نظام غذائي متوازن بدون الاحتياج إلي مُكملات غذائية حتى أثناء فترة الحمل. النصيحة الحالية هي أنه يجب عليك أن لا تحصل على أكثر من  ميكرو جرام ( ملجرام) من المكملات الغذائية التي تحتوى على اليود يومياً.

الفوائد و العيوب المحتملة لطرق الزراعة العضوية مقابل الغير عضوية في الغالب تم مناقشتها. حيث لا يوجد هناك دليل قاطع على أن الأغذية العضوية تقدم أي فوائد صحية.

الاختيار ما بين الذهاب نحو اختيار الأغذية العضوية و بين ما دونها في كثير من الأحيان يكون بدافع مخاوف أخلاقية من الحيوانات و البيئة. المرأة الحامل و المُرضعة لا يزال يكون لديها هذا الاختيار – لا يوجد هناك دليل على أن احتساء الحليب العضوي يمكن أن يضر بالطفل الذي لم يولد بعد.

إذا قمت باحتساء حليب عضوي، فمن المرجح أن يحتوى على نسبة من اليود أقل من مثيلها في الحليب الطبيعي، لذلك ربما تحتاج إلي موازنة الكمية التي تحصل عليها من خلال المصادر الأخرى – مصادر الغذاء الجيدة التي تحتوى على اليود تشتمل على الأسماك و المحار.

يجب على المرأة الحامل أن لا تتناول أبداً المحار الخام، و يجب أيضاً أن تتجنب تناول أسماك القرش و أسماك أبو سيف و أسماك المارلن بسبب احتوائها على نسبة عالية من الزئبق.

اقرأ عن الأغذية التي يجب أن تتجنبها المرأة الحامل


من قبل
ويب طب –
الأحد 26 تموز 2015


آخر تعديل –
الاثنين 27 تموز 2015


المرجع : webteb.com