كوريا الشمالية تطلق صاروخا باليستيا مر فوق اليابان .. والحلفاء الـ3 يُحذّرونها من ردٍ حازم

كوريا الشمالية تواصل إطلاق الصواريخ .. وكوريا الجنوبية تُحذّر جارتها الشمالية من ردٍ حازم

بحث رئيس هيئة أركان قوات الدفاع الذاتي اليابانية يامازاكي كوجي اليوم الثلاثاء، مع قائد القوات الأمريكية في المحيطين الهندي والهادي جون أكويلينو إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي قبل ساعات، وذلك في وزارة الدفاع بطوكيو.

رد فعل طوكيو علي صاروخ كوريا الشمالية

وذكرت هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه) أن يامازاكي أبلغ أكويلينو بأن إطلاق الصاروخ يمثل تحديا خطيرا لليابان والمجتمع الدولي كما أنه يعد تهديدا خطيرا لليابان، مشيرة إلى أن يامازاكي قال إنه يعتزم التعاطي مع الوضع من خلال العمل عن كثب مع أكويلينو.

بدوره، قال أكويلينو “إنه تحدث عبر الهاتف مع يامازاكي قبل لقائهما”، وأضاف أنه يتواصل مع اليابان في كل مرة تطلق فيها كوريا الشمالية صاروخا.

وأشار إلى أن إطلاق الصواريخ ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي ويزعزع استقرار المنطقة، معربا عن إدانته الشديدة لعمليات الإطلاق.


وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليابانية قد قال في وقت سابق اليوم “إن قوات الدفاع الذاتي في البلاد لم تتخذ إجراءات لتدمير الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية قبل ساعات“.

وأضاف ماتسونو هيروكازو أن قوات الدفاع الذاتي رصدت وتعقبت الصاروخ منذ إطلاقه حتى هبوطه”، مشيرا إلى أنها لا تعتقد أن الصاروخ سيتسبب في حدوث أضرار في الأراضي اليابانية إلا أن عملية إطلاقه تنطوي على مخاطر جسيمة.

ولفت إلى أن الحكومة اليابانية قدمت على الفور احتجاجا شديدا لكوريا الشمالية من خلال سفارتها في بكين، كما أوضح أن الحكومة تتخذ الترتيبات اللازمة وتتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ودول أخرى للنظر في الرد على إطلاق الصاروخ في أقرب وقت ممكن.

وأكدت طوكيو من جهتها حصول التجربة وفعّلت في حدث نادر نظام الإنذار من إطلاق صواريخ وطلبت من السكان الاحتماء.

وسارع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى التنديد بتحليق الصاروخ فوق أراضي بلاده. وقال كيشيدا للصحافيين إنّ “صاروخاً بالستياً عَبَر على الأرجح فوق بلدنا قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. إنّه عمل عنف يأتي عقب عمليات إطلاق متكرّرة وحديثة لصواريخ بالستية. نحن ندين بشدّة هذا الأمر”.

واشنطن تدرس “رداً قوياً” ضد كوريا الشمالية

وقالت أدريين واتسون، المتحدّثة باسم مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، في بيان، إنّ الأخير أجرى محادثتين منفصلتين مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي لبلورة ردّ “دولي مناسب وقويّ” وأعاد تأكيد “الالتزام الراسخ” للولايات المتّحدة الدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية.

وندّدت القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بالتجربة الصاروخية الكورية الشمالية، مؤكّدة “التزام واشنطن الراسخ الدفاع عن اليابان وكوريا” الجنوبية.

وأوردت القيادة العسكرية في بيان أنّ “الولايات المتّحدة تدين هذه الأعمال وتدعو جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية إلى الامتناع عن أيّ عمل آخر غير قانوني ومزعزع للاستقرار”، مستخدمة الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.

كوريا الجنوبية تُحذّر كوريا الشمالية من ردٍ حازم

وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان إن “هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية استفزاز جديد ينتهك بوضوح المبادئ الدولية ومعايير الأمم المتحدة”.

وأضافت: “أمر الرئيس برد حازم وباتخاذ إجراءات مناسبة بالتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي”.

وقال يون في تصريح صحفي بعد وقت قصير من إعلان الجيش الكوري الجنوبي أنه رصد صاروخا باليستيا متوسط المدى تم إطلاقه باتجاه الشرق فوق اليابان: “كوريا الشمالية أطلقت مرة أخرى صاروخا باليستيا متوسط المدى يبلغ مداه نحو 4 آلاف كيلومتر فوق الأرخبيل الياباني”.

وأضاف: “كما ذكرت في الأول من أكتوبر، في يوم القوات المسلحة، فإن مثل هذه الاستفزازات النووية المتهورة ستقابل برد حازم من قبل جيشنا وحلفائنا، وكذلك المجتمع الدولي”.

وأفادت وكالة أنباء “يونهاب” نقلا عن وزارة الوحدة بكوريا الجنوبية أن بيونغ يانغ لم تستجب لخط الاتصال بين الكوريتين كجزء من الاتصالات اليومية، بعد إطلاقها لهذا الصاروخ الباليستي.

وأفادت هيئة الأركان المشتركة في سيول “بمشاركة أربع طائرات من طراز F-15Ks تابعة للقوات الجوية الكورية الجنوبية وأربع مقاتلات من طراز F-16 تابعة للقوات الجوية الأميركية، أطلقت طائرات الـF-15K التابعة لكوريا الجنوبية قنبلتين هجوميتين مباشرتين مشتركتين (JDAM) على هدف افتراضي في ميدان الرماية في جيكدو في البحر الغربي”، في إشارة إلى البحر الأصفر. وأضافت أنّ التدريبات تهدف إلى إظهار “قدرات (الحلفاء) على توجيه ضربة دقيقة إلى مصدر الاستفزازات”.

 المجلس الأوروبي يندد بحركة كوريا الشمالية

من جانبه، ندّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال “بقوة” بإطلاق كوريا صاروخاً بالستياً حلّق فوق اليابان، معتبراً أنه “عدوان غير مبرر”.

وكتب ميشال في تغريدة أنّ هذه التجربة التي دفعت اليابان إلى تفعيل نظام الإنذار على أراضيها، “محاولة متعمدة لتعريض أمن المنطقة للخطر”. وأضاف “الاتحاد الأوروبي متضامن مع اليابان وكوريا الجنوبية”.

وصباح الثلاثاء، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً متوسط المدى حلّق فوق اليابان قبل أن يسقط في البحر، في حدث غير مسبوق منذ 2017 دفع طوكيو إلى تفعيل نظام الإنذار والطلب من سكان بعض المناطق الاحتماء.

وتعود آخر مرة حلّق فيها صاروخ كوري شمالي فوق اليابان إلى 2017 في ذروة مرحلة “النار والغضب” التي تقاذف خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مع الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب شتائم من العيار الثقيل.