الشاعر

تلكَ الدّيارُ، وَدارِساتُ طُلُولِها طَوْعُ الخُطُوبِ دَقيقُها، وَجَليلُها مَتْرُوكَةٌ للرّيحِ، بَيْنَ جَنُوبِهَا وَشَمالِها وَدَبُورِها وَقَبُولِها وَمِنَ الجَهَالَةِ أنْ تُعَنِّفَ باكِياً، وَقَفَ الغَرَامُ بهِ عَلَى مَجْهُولِهَا…

رِيحُ الشَّمَالِ أَتَتْ بِرِيحِ شَمَالِ سَحَراً فَهاجَتْ سَاكِنَ البَلْبَالِ واهاً بما جَاءَتْ بهِ ، وَاهاً لهُ أَحْيَتْ بِهِ مَا ماتَ مِنْ أَوصالِي فَجَزاؤُها حُبَّانِ حُبٌّ باسْمِها مِنَّا ، وحُبٌّ عن جَمِيلِ فَعَالِ ولَهَا…

لمَّا حَصَلْنا عَلَى العَشْرِ الَّتي بَقِيَتْ وأَدْبرَ الشّهْرُ عنَّا بَعْدَ إِقْبَالِ وآنسَتْ لَهَواتِي بَعْد ما لَفَظَتْ طَعْمَ الصيِّيَام حَدِيثاً طَعْمَ شوَّال أَرِيتُ ذَا رَبْعَةٍ في العَيْنِ مِنْ قِصَرٍ وذَاكَ أَطْوَلُ مِنْ…

أَمَا كَانَ في تَلْكَ الدُّموعِ السَّوائلِ بَيانٌ لِنَاهٍ أَو جَوَابٌ لِسائل ؟ سَوَابِقُ دَمْعٍ مِنْ جُفُونٍ سَوَائلٍ إِذا سُكِبَتْ سَحًّا ذَرَتْ بالأَنامِلِ دَلاَئلُ مَكْنُونٍ مِنَ الوَجْدِ لاعِجٍ وسَحُّ دُموعِ العَيْنِ أَقْوَى…

هَواهَا عَلَى أَنَّ الصُّدُودَ سَبِيلُهَا مُقِيمٌ بأَكْنَافِ الحَشَا ما يَزُولُهَا وَإِنْ جَهَدَ الوَاشُونَ في صَرْمِ حَبْلِها وأَبْدَعَ فِي فَرْطِ المَلاَمِ عَذُولُهَا ومُولَعَةٍ بالْهَجْرِ يُقْلَى وَدُودُها، ويُقْصى مُدَانِيها…

جِسْمِيَ ،لا جِسْمُكَ ،النَّحِيلُ وَيَا عَليلاً، أَنا العَلِيلُ حُمَّاكَ حُمَّايَ غَيْرَ شَكٍّ فَلَيْتَني دُونك البَدِيلُ حَمَيْتُ نَفْسِي لَذيذَ عَيْشٍ إِذ احْتَمَى ذلِكَ الخَليلُ وحَالَ مِنْ دُونهِ حِجاتٌ فَعَادَني لَيْليَ…

إلامَ بابُكَ مَعْقُوداً عَلى أَمَلٍ، وَرَاءَهُ مِثْلُ ماءِ المُزْنِ مَحلولُ إذا أتَيْتُكَ إجلالاً وَتَكْرِمَةً، رَجَعْتُ أحمِلُ بِرّاً، غَيرَ مَقْبُولِ فاليَوْمَ أُكْسِبُ نَفْسِي نِيّةً قَذَفاً، عَنِ اعْتِلاَلٍ عَليّ بالأباطِيلِ…

تَقَضّى الصّبَا، إلاّ تَلَوّمَ رَاحِلِ، وَأغنى المَشيبُ عَنْ مَلامِ العَوَاذِلِ وَتأبَى صُروفُ الدّهرِ، سوداً شخوصُها، على البِيضِ أنْ يحظَينَ منّي بطائِلِ يُحَاوِلْنَ مِنِّي صَبْوَةً، وَإخالُني على شُغُلٍ، ممّا يُحاوِلنَ، شاغِلِ…