البحتري

ألم ترني بليت بشر قوم أمل إذا لقيتهم حياتي إذا المغتر لاح لهم بدوه بأيمان كمثل الأمهات

سأرحل عنك معتصماً بيأس وأقنع بالذي لي فيه قوت وآمل دولة الأيام حتى تجيء بما أؤمل أو أموت

إذا كنت قوت النفس ثم هجرتها فكم تلبث النفس التي أنت قوتها أغرك أني قد تصبرت جاهداً وفي النفس مني منك ما سيميتها سأصبر صبر الضب في الماء أو كما يعيش بديموم الصريمة حوتها

عاديت مرآتي فآذنتها بالهجر، ما كانت وما كنت كانت تريني العمر مستقبلاً وهي تريني الفوت مذ شبت واعمرا! نوحاً لفقدانه سيان عندي شبت أم مت

أليس طبعاً في بني آدم أن يخجل الضارط من ضرطته قد نال وهب عندها رفعة وزلفة، فازداد في سطوته أرفق قليلا إنها ضرطة لم تأت بالفتح على هيئته

سقياً لمجلسنا الذي آنسته واهاً لمجلسنا الذي أوحشته صيرت مجلسنا بذكرك عامراً وحضرت آخر غيره فعمرته فالذكر منك لنا نديم حاضر والشخص منك لغيرنا صيرته فلينعمن بطيب ذكراك يومنا وليأنسن بك الذي جالسته

عملنا في المقام كما أمرتا وأخرنا الرحيل كما أشرتا عدات أعقبت ندماً طويلاً وما المغرور إلا من غررتا

وذي ثقة تبدل حين أثرى، ومن شيمي مراقبة الثقات فقلت له: عتبت بغير جرم فراراً من مؤونات العدات فعد لمودتي وعلي ألا أبثك حاجة حتى الممات