قصيدة على قدر أهل العزم تأتي العزائم
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
-
-
-
-
- وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
-
-
-
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
-
-
-
-
- وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
-
-
-
يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيشَ هَمّهُ
-
-
-
-
- وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضارمُ
-
-
-
وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه
-
-
-
-
- وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ
-
-
-
يُفَدّي أتَمُّ الطّيرِ عُمْراً سِلاحَهُ
-
-
-
-
- نُسُورُ الفَلا أحداثُها وَالقَشاعِمُ
-
-
-
وَما ضَرّها خَلْقٌ بغَيرِ مَخالِبٍ
-
-
-
-
- وَقَدْ خُلِقَتْ أسيافُهُ وَالقَوائِمُ
-
-
-
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها
-
-
-
-
- وَتَعْلَمُ أيُّ السّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ
-
-
-
سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ
-
-
-
-
- فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
-
-
-
بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا
-
-
-
-
- وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ
-
-
-
وَكانَ بهَا مثْلُ الجُنُونِ فأصْبَحَتْ
-
-
-
-
- وَمِنْ جُثَثِ القَتْلى عَلَيْها تَمائِمُ
-
-
-
طَريدَةُ دَهْرٍ ساقَها فَرَدَدْتَهَا
-
-
-
-
- على الدّينِ بالخَطّيّ وَالدّهْرُ رَاغِمُ
-
-
-
تُفيتُ اللّيالي كُلَّ شيءٍ أخَذْتَهُ
-
-
-
-
- وَهُنّ لِمَا يأخُذْنَ منكَ غَوَارِمُ
-
-
-
إذا كانَ ما تَنْوِيهِ فِعْلاً مُضارِعاً
-
-
-
-
- مَضَى قبلَ أنْ تُلقى علَيهِ الجَوازِمُ
-
-
-
وكيفَ تُرَجّي الرّومُ والرّوسُ هدمَها
-
-
-
-
- وَذا الطّعْنُ آساسٌ لهَا وَدَعائِمُ
-
-
-
وَقَد حاكَمُوهَا وَالمَنَايَا حَوَاكِمٌ
-
-
-
-
- فَما ماتَ مَظلُومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
-
-
-
أتَوْكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُمْ
-
-
-
-
- سَرَوْا بِجِيَادٍ ما لَهُنّ قَوَائِمُ
-
-
-
إذا بَرَقُوا لم تُعْرَفِ البِيضُ منهُمُ
-
-
-
-
- ثِيابُهُمُ من مِثْلِها وَالعَمَائِمُ
-
-
-
خميسٌ بشرْقِ الأرْضِ وَالغرْبِ زَحْفُهُ
-
-
-
-
- وَفي أُذُنِ الجَوْزَاءِ منهُ زَمَازِمُ
-
-
-
تَجَمّعَ فيهِ كلُّ لِسْنٍ وَأُمّةٍ
-
-
-
-
- فَمَا يُفْهِمُ الحُدّاثَ إلاّ الترَاجِمُ
-
-
-
فَلِلّهِ وَقْتٌ ذَوّبَ الغِشَّ نَارُهُ
-
-
-
-
- فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صَارِمٌ أوْ ضُبارِمُ
-
-
-
تَقَطّعَ ما لا يَقْطَعُ الدّرْعَ وَالقَنَا
-
-
-
-
- وَفَرّ منَ الفُرْسانِ مَنْ لا يُصادِمُ
-
-
-
وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ
-
-
-
-
- كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ
-
-
-
تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً
-
-
-
-
- وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ
-
-
-
تجاوَزْتَ مِقدارَ الشّجاعَةِ والنُّهَى
-
-
-
-
- إلى قَوْلِ قَوْمٍ أنتَ بالغَيْبِ عالِمُ
-
-
-
ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً
-
-
-
-
- تَمُوتُ الخَوَافي تحتَها وَالقَوَادِمُ
-
-
-
بضَرْبٍ أتَى الهاماتِ وَالنّصرُ غَائِبٌ
-
-
-
-
- وَصَارَ إلى اللّبّاتِ وَالنّصرُ قَادِمُ
-
-
-
حَقَرْتَ الرُّدَيْنِيّاتِ حتى طَرَحتَها
-
-
-
-
- وَحتى كأنّ السّيفَ للرّمحِ شاتِمُ
-
-
-
وَمَنْ طَلَبَ الفَتْحَ الجَليلَ فإنّمَا
-
-
-
-
- مَفاتِيحُهُ البِيضُ الخِفافُ الصّوَارِمُ
-
-
-
نَثَرْتَهُمُ فَوْقَ الأُحَيْدِبِ كُلّهِ
-
-
-
-
- كمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدّراهمُ
-
-
-
تدوسُ بكَ الخيلُ الوكورَ على الذُّرَى
-
-
-
-
- وَقد كثرَتْ حَوْلَ الوُكورِ المَطاعِمُ
-
-
-
تَظُنّ فِراخُ الفُتْخِ أنّكَ زُرْتَهَا
-
-
-
-
- بأُمّاتِها وَهْيَ العِتاقُ الصّلادِمُ
-
-
-
إذا زَلِقَتْ مَشّيْتَها ببُطونِهَا
-
-
-
-
- كمَا تَتَمَشّى في الصّعيدِ الأراقِمُ
-
-
-
أفي كُلّ يَوْمٍ ذا الدُّمُسْتُقُ مُقدِمٌ
-
-
-
-
- قَفَاهُ على الإقْدامِ للوَجْهِ لائِمُ
-
-
-
أيُنكِرُ رِيحَ اللّيثِ حتى يَذُوقَهُ
-
-
-
-
- وَقد عَرَفتْ ريحَ اللّيوثِ البَهَائِمُ
-
-
-
وَقد فَجَعَتْهُ بابْنِهِ وَابنِ صِهْرِهِ
-
-
-
-
- وَبالصّهْرِ حَمْلاتُ الأميرِ الغَوَاشِمُ
-
-
-
مضَى يَشكُرُ الأصْحَابَ في فوْته الظُّبَى
-
-
-
-
- لِمَا شَغَلَتْهَا هامُهُمْ وَالمَعاصِمُ
-
-
-
وَيَفْهَمُ صَوْتَ المَشرَفِيّةِ فيهِمِ
-
-
-
-
- على أنّ أصْواتَ السّيوفِ أعَاجِمُ
-
-
-
يُسَرّ بمَا أعْطاكَ لا عَنْ جَهَالَةٍ
-
-
-
-
- وَلكِنّ مَغْنُوماً نَجَا منكَ غانِمُ
-
-
-
وَلَسْتَ مَليكاً هازِماً لِنَظِيرِهِ
-
-
-
-
- وَلَكِنّكَ التّوْحيدُ للشّرْكِ هَازِمُ
-
-
-
تَشَرّفُ عَدْنانٌ بهِ لا رَبيعَةٌ
-
-
-
-
- وَتَفْتَخِرُ الدّنْيا بهِ لا العَوَاصِمُ
-
-
-
لَكَ الحَمدُ في الدُّرّ الذي ليَ لَفظُهُ
-
-
-
-
- فإنّكَ مُعْطيهِ وَإنّيَ نَاظِمُ
-
-
-
وَإنّي لَتَعْدو بي عَطَايَاكَ في الوَغَى
-
-
-
-
- فَلا أنَا مَذْمُومٌ وَلا أنْتَ نَادِمُ
-
-
-
عَلى كُلّ طَيّارٍ إلَيْهَا برِجْلِهِ
-
-
-
-
- إذا وَقَعَتْ في مِسْمَعَيْهِ الغَمَاغِمُ
-
-
-
ألا أيّها السّيفُ الذي لَيسَ مُغمَداً
-
-
-
-
- وَلا فيهِ مُرْتابٌ وَلا منْهُ عَاصِمُ
-
-
-
هَنيئاً لضَرْبِ الهَامِ وَالمَجْدِ وَالعُلَى
-
-
-
-
- وَرَاجِيكَ وَالإسْلامِ أنّكَ سالِمُ
-
-
-
وَلِم لا يَقي الرّحمنُ حدّيك ما وَقى
-
-
-
-
- وَتَفْليقُهُ هَامَ العِدَى بكَ دائِمُ
-
-
-
قصيدة الرأي قبل شجاعة الشجعان
الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ
-
-
-
-
- هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني
-
-
-
فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ
-
-
-
-
- بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ
-
-
-
وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْرَانَهُ
-
-
-
-
- بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ
-
-
-
لَوْلا العُقولُ لكانَ أدنَى ضَيغَمٍ
-
-
-
-
- أدنَى إلى شَرَفٍ مِنَ الإنْسَانِ
-
-
-
وَلما تَفَاضَلَتِ النّفُوسُ وَدَبّرَتْ
-
-
-
-
- أيدي الكُماةِ عَوَاليَ المُرّانِ
-
-
-
لَوْلا سَميُّ سُيُوفِهِ وَمَضَاؤهُ
-
-
-
-
- لمّا سُلِلْنَ لَكُنّ كالأجْفانِ
-
-
-
خاضَ الحِمَامَ بهنّ حتى ما دُرَى
-
-
-
-
- أمِنِ احتِقارٍ ذاكَ أمْ نِسْيَانِ
-
-
-
وَسَعَى فَقَصّرَ عن مَداهُ في العُلى
-
-
-
-
- أهْلُ الزّمانِ وَأهْلُ كلّ زَمَانِ
-
-
-
تَخِذُوا المَجالِسَ في البُيُوتِ وَعندَه
-
-
-
-
- أنّ السّرُوجَ مَجالِسُ الفِتيانِ
-
-
-
وَتَوَهّموا اللعِبَ الوَغى والطعنُ في الـ
-
-
-
-
- ـهَيجاءِ غَيرُ الطّعْنِ في الميدانِ
-
-
-
قادَ الجِيَادَ إلى الطّعانِ وَلم يَقُدْ
-
-
-
-
- إلاّ إلى العاداتِ وَالأوْطانِ
-
-
-
كُلَّ ابنِ سَابقَةٍ يُغيرُ بحُسْنِهِ
-
-
-
-
- في قَلْبِ صاحِبِهِ عَلى الأحزانِ
-
-
-
إنْ خُلِّيَتْ رُبِطَتْ بآدابِ الوَغَى
-
-
-
-
- فدُعاؤها يُغني عنِ الأرْسانِ
-
-
-
في جَحْفَلٍ سَتَرَ العُيُونَ غبارُهُ
-
-
-
-
- فكأنّمَا يُبْصِرْنَ بالآذانِ
-
-
-
يَرْمي بهَا البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ
-
-
-
-
- كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَرِيبٌ دانِ
-
-
-
فكأنّ أرْجُلَهَا بتُرْبَةِ مَنْبِجٍ
-
-
-
-
- يَطرَحنَ أيديَها بحِصْنِ الرّانِ
-
-
-
حتى عَبرْنَ بأرْسَنَاسَ سَوَابحاً
-
-
-
-
- يَنْشُرْنَ فيهِ عَمَائِمَ الفُرْسانِ
-
-
-
يَقْمُصْنَ في مثلِ المُدَى من بارِدٍ
-
-
-
-
- يَذَرُ الفُحُولَ وَهنّ كالخصْيانِ
-
-
-
وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ
-
-
-
-
- تَتَفَرّقانِ بِهِ وَتَلْتَقِيَانِ
-
-
-
رَكَضَ الأميرُ وَكاللُّجَينِ حَبَابُهُ
-
-
-
-
- وَثَنى الأعِنّةَ وَهْوَ كالعِقيانِ
-
-
-
فَتَلَ الحِبالَ مِنَ الغَدائِرِ فوْقَهُ
-
-
-
-
- وَبَنى السّفينَ لَهُ منَ الصّلْبانِ
-
-
-
وَحَشاهُ عادِيَةً بغَيرِ قَوَائِمٍ
-
-
-
-
- عقم البطونِ حَوَالِكَ الألوَانِ
-
-
-
تأتي بما سَبَتِ الخُيُولُ كأنّهَا
-
-
-
-
- تحتَ الحِسانِ مَرَابضُ الغِزْلانِ
-
-
-
بَحْرٌ تَعَوّدَ أنْ يُذِمّ لأهْلِهِ
-
-
-
-
- من دَهْرِهِ وَطَوَارِقِ الحِدْثَانِ
-
-
-
فتَرَكْتَهُ وَإذا أذَمّ مِنَ الوَرَى
-
-
-
-
- رَاعَاكَ وَاستَثنى بَني حَمدانِ
-
-
-
ألمُخْفِرِينَ بكُلّ أبيَضَ صَارِمٍ
-
-
-
-
- ذِممَ الدّرُوعِ على ذوي التّيجانِ
-
-
-
مُتَصَعْلِكينَ على كَثَافَةِ مُلكِهم
-
-
-
-
- مُتَوَاضِعِينَ على عَظيمِ الشّانِ
-
-
-
يَتَقَيّلُونَ ظِلالَ كُلّ مُطَهَّمٍ
-
-
-
-
- أجَلِ الظّليمِ وَرِبْقَةِ السِّرْحانِ
-
-
-
خَضَعتْ لمُنصُلكَ المَناصِلُ عَنوَةً
-
-
-
-
- وَأذَلّ دِينُكَ سَائِرَ الأدْيانِ
-
-
-
وَعلى الدّروبِ وَفي الرّجوعِ غضَاضَةٌ
-
-
-
-
- وَالسّيرُ مُمْتَنِعٌ مِنَ الإمْكانِ
-
-
-
وَالطّرْقُ ضَيّقَةُ المَسَالِكِ بالقَنَا
-
-
-
-
- وَالكُفْرُ مُجتَمعٌ على الإيمَانِ
-
-
-
نَظَرُوا إلى زُبَرِ الحَديدِ كأنّمَا
-
-
-
-
- يَصْعَدْنَ بَينَ مَناكِبِ العِقْبانِ
-
-
-
وَفَوَارِسٍ يُحيي الحِمامُ نُفوسَها
-
-
-
-
- فكأنّهَا لَيستْ مِنَ الحَيَوَانِ
-
-
-
مَا زِلتَ تَضرِبهُم دِرَاكاً في الذُّرَى
-
-
-
-
- ضَرْباً كأنّ السّيفَ فيهِ اثْنانِ
-
-
-
خصّ الجَماجمَ وَالوُجوهَ كأنّمَا
-
-
-
-
- جاءتْ إليكَ جُسُومُهمْ بأمانِ
-
-
-
فرَمَوْا بما يَرْمونَ عَنْهُ وَأدْبَرُوا
-
-
-
-
- يَطَأونَ كُلّ حَنِيّةٍ مِرْنَانِ
-
-
-
يَغشاهُمُ مَطَرُ السّحاب مُفَصَّلاً
-
-
-
-
- بمُهَنّدٍ وَمُثَقَّفٍ وَسِنَانِ
-
-
-
حُرِموا الذي أمَلُوا وَأدرَكَ منهُمُ
-
-
-
-
- آمَالَهُ مَنْ عادَ بالحِرْمانِ
-
-
-
وَإذا الرّماحُ شَغَلنَ مُهجَةَ ثائِرٍ
-
-
-
-
- شَغَلَتْهُ مُهْجَتُهُ عَنِ الإخْوَانِ
-
-
-
هَيهاتِ عاقَ عنِ العِوادِ قَوَاضِبٌ
-
-
-
-
- كَثُرَ القَتيلُ بها وَقَلّ العَاني
-
-
-
وَمُهَذَّبٌ أمَرَ المَنَايَا فِيهِمِ
-
-
-
-
- فأطَعْنَهُ في طاعَةِ الرّحْمانِ
-
-
-
قد سَوّدتْ شجرَ الجبالِ شُعُورُهم
-
-
-
-
- فكأنّ فيهِ مُسِفّةَ الغِرْبانِ
-
-
-
وَجَرَى على الوَرَقِ النّجيعُ القَاني
-
-
-
-
- فكأنّهُ النّارَنْجُ في الأغصانِ
-
-
-
إنّ السّيُوفَ معَ الذينَ قُلُوبُهُمْ
-
-
-
-
- كقُلُوبهنّ إذا التَقَى الجَمعانِ
-
-
-
تَلْقَى الحُسامَ على جَرَاءَةِ حدّهِ
-
-
-
-
- مثلَ الجَبانِ بكَفّ كلّ جَبَانِ
-
-
-
رَفعتْ بكَ العرَبُ العِمادَ وَصَيّرَتْ
-
-
-
-
- قِمَمَ المُلُوكِ مَوَاقِدَ النّيرانِ
-
-
-
أنسابُ فَخرِهِمِ إلَيْكَ وَإنّمَا
-
-
-
-
- أنْسَابُ أصْلِهِمِ إلى عَدْنَانِ
-
-
-
يا مَنْ يُقَتِّلُ مَنْ أرَادَ بسَيْفِهِ
-
-
-
-
- أصْبَحتُ منْ قَتلاكَ بالإحْسانِ
-
-
-
فإذا رَأيتُكَ حارَ دونَكَ نَاظرِي
-
-
-
-
- وَإذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني
-
-
-
قصيدة للمتنبي
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
-
-
-
-
- فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
-
-
-
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ
-
-
-
-
- كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
-
-
-
ستَبكي شَجوهَا فَرَسي ومُهري
-
-
-
-
- صَفائحُ دَمْعُها ماءُ الجُسُومِ
-
-
-
قُرِينَ النّارَ ثمّ نَشَأنَ فيهَا
-
-
-
-
- كمَا نَشأ العَذارَى في النّعيمِ
-
-
-
وفارَقْنَ الصّياقِلَ مُخْلَصاتٍ
-
-
-
-
- وأيْديهَا كَثيراتُ الكُلُومِ
-
-
-
يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ
-
-
-
-
- وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ
-
-
-
وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني
-
-
-
-
- ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ
-
-
-
وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً
-
-
-
-
- وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ
-
-
-
ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ
-
-
-
-
- على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ
-
-
-
أقوال متنوعة للمتنبي
- يقول المتنبي:
من أيّةِ الطُّرْقِ يأتي مثلَكَ الكَرَمُ
-
-
-
-
- أينَ المَحاجِمُ يا كافُورُ وَالجَلَمُ
-
-
-
جازَ الأُلى مَلكَتْ كَفّاكَ قَدْرَهُمُ
-
-
-
-
- فعُرّفُوا بكَ أنّ الكَلْبَ فوْقَهُمُ
-
-
-
ساداتُ كلّ أُنَاسٍ مِنْ نُفُوسِهِمِ
-
-
-
-
- وَسادَةُ المُسلِمينَ الأعْبُدُ القَزَمُ
-
-
-
أغَايَةُ الدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم
-
-
-
-
- يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ
-
-
-
ألا فَتًى يُورِدُ الهِنْدِيَّ هَامَتَهُ
-
-
-
-
- كَيما تزولَ شكوكُ النّاسِ وَالتُّهمُ
-
-
-
فإنّهُ حُجّةٌ يُؤذي القُلُوبَ بهَا
-
-
-
-
- مَنْ دينُهُ الدّهرُ وَالتّعطيلُ وَالقِدمُ
-
-
-
ما أقدَرَ الله أنْ يُخْزِي خَليقَتَهُ
-
-
-
-
- وَلا يُصَدِّقَ قَوْماً في الذي زَعَمُوا
-
-
-
- ويقول أيضاً:
عَدُوُّكَ مَذْمُومٌ بِكُلّ لِسَانِ
-
-
-
-
- وَلَوْ كانَ مِنْ أعدائِكَ القَمَرَانِ
-
-
-
وَلله سِرٌّ في عُلاكَ وَإنّمَا
-
-
-
-
- كَلامُ العِدَى ضَرْبٌ منَ الهَذَيَانِ
-
-
-
أتَلْتَمِسُ الأعداءُ بَعدَ الذي رَأتْ
-
-
-
-
- قِيَامَ دَليلٍ أوْ وُضُوحَ بَيَانِ
-
-
-
رَأتْ كلَّ مَنْ يَنْوِي لكَ الغدرَ يُبتلى
-
-
-
-
- بغَدْرِ حَيَاةٍ أوْ بغَدْرِ زَمَانِ
-
-
-
برَغْمِ شَبيبٍ فَارَقَ السّيفُ كَفَّهُ
-
-
-
-
- وَكانَا على العِلاّتِ يَصْطَحِبانِ
-
-
-
كأنّ رِقَابَ النّاسِ قالَتْ لسَيْفِهِ
-
-
-
-
- رَفيقُكَ قَيْسِيٌّ وَأنْتَ يَمَانِ
-
-
-
فإنْ يَكُ إنْساناً مَضَى لسَبيلِهِ
-
-
-
-
- فإنّ المَنَايَا غَايَةُ الحَيَوَانِ
-
-
-
وَمَا كانَ إلاّ النّارَ في كُلّ مَوْضعٍ
-
-
-
-
- تُثِيرُ غُباراً في مكانِ دُخَانِ
-
-
-
فَنَالَ حَيَاةً يَشْتَهيها عَدُوُّهُ
-
-
-
-
- وَمَوْتاً يُشَهّي المَوْتَ كلَّ جَبَانِ
-
-
-
نَفَى وَقْعَ أطْرَافِ الرّمَاحِ برُمْحِهِ
-
-
-
-
- وَلم يَخْشَ وَقْعَ النّجمِ وَالدَّبَرَانِ
-
-
-
وَلم يَدْرِ أنّ المَوْتَ فَوْقَ شَوَاتِهِ
-
-
-
-
- مُعَارَ جَنَاحٍ مُحسِنَ الطّيَرَانِ
-
-
-
وَقَدْ قَتَلَ الأقرانَ حتى قَتَلْتَهُ
-
-
-
-
- بأضْعَفِ قِرْنٍ في أذَلّ مَكانِ
-
-
-
أتَتْهُ المَنَايَا في طَرِيقٍ خَفِيّةٍ
-
-
-
-
- عَلى كلّ سَمْعٍ حَوْلَهُ وَعِيَانِ
-
-
-
وَلَوْ سَلَكَتْ طُرْقَ السّلاحِ لرَدّها
-
-
-
-
- بطُولِ يَمِينٍ وَاتّسَاعِ جَنَانِ
-
-
-
تَقَصّدَهُ المِقْدارُ بَينَ صِحابِهِ
-
-
-
-
- على ثِقَةٍ مِنْ دَهْرِهِ وَأمَانِ
-
-
-
وَهَلْ يَنفَعُ الجَيشُ الكَثيرُ الْتِفَافُهُ
-
-
-
-
- على غَيرِ مَنصُورٍ وَغَيرِ مُعَانِ
-
-
-
وَدَى ما جَنى قَبلَ المَبيتِ بنَفْسِهِ
-
-
-
-
- وَلم يَدِهِ بالجَامِلِ العَكَنَانِ
-
-
-
أتُمْسِكُ ما أوْلَيْتَهُ يَدُ عَاقِلٍ
-
-
-
-
- وَتُمْسِكُ في كُفْرَانِهِ بِعِنَانِ
-
-
-
وَيَرْكَبُ ما أرْكَبْتَهُ مِنْ كَرَامَةٍ
-
-
-
-
- وَيَرْكَبُ للعِصْيانِ ظَهرَ حِصانِ
-
-
-
ثَنى يَدَهُ الإحسانُ حتى كأنّهَا
-
-
-
-
- وَقَدْ قُبِضَتْ كانَتْ بغَيرِ بَنَانِ
-
-
-
وَعِنْدَ مَنِ اليَوْمَ الوَفَاءُ لصَاحِبٍ
-
-
-
-
- شَبيبٌ وَأوْفَى مَنْ تَرَى أخَوَانِ
-
-
-
قَضَى الله يا كافُورُ أنّكَ أوّلٌ
-
-
-
-
- وَلَيسَ بقَاضٍ أنْ يُرَى لكَ ثَانِ
-
-
-
فَمَا لكَ تَخْتَارُ القِسِيَّ وَإنّمَا
-
-
-
-
- عَنِ السّعْدِ يُرْمَى دونَكَ الثّقَلانِ
-
-
-
وَمَا لكَ تُعْنى بالأسِنّةِ وَالقَنَا
-
-
-
-
- وَجَدُّكَ طَعّانٌ بِغَيرِ سِنَانِ
-
-
-
وَلِمْ تَحْمِلُ السّيفَ الطّوِيلَ نجادُه
-
-
-
-
- وَأنْتَ غَنيٌّ عَنْهُ بالحَدَثَانِ
-
-
-
أرِدْ لي جَميلاً جُدْتَ أوْ لمْ تَجُدْ به
-
-
-
-
- فإنّكَ ما أحبَبْتَ فيَّ أتَاني
-
-
-
لَوِ الفَلَكَ الدّوّارَ أبغَضْتَ سَعْيَهُ
-
-
-
-
- لَعَوّقَهُ شَيْءٌ عَنِ الدّوَرَانِ
-
-
-