صيد الحجل في إسبانيا
صيد الحجل
طائر الحجل هو من فصيلة الدجاجيات الدرَّاجة، وهو متوسط الحجم، يصل طوله على حسب الفصيلة ما بين 25 – 35 سنتيمتراً، كما أنّ الحجل من الطُّيور المُهاجرة، فهو يُمضي فصل الصيف في المناطقِ الأوروبية، وأما في فصل الشتاء فيهاجر إلى المناطق الدافئة كالشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية.
يبني طائر الحجل أعشاشه على الأرض بين الحشائش المرتفعة أو الشجيرات؛ وذلك حتى يستطيع تأمين الحماية والتمويه المناسب لِبيوضه، وهو يضع ما يقارب عشرين بيضة كلّ سنة، وأما عن طبيعة طعامه، فهو يُفضِّل الحبوب بشكلٍ أساسي، ويلتقط بعض الحشراتِ الصغيرة كالجنادب والفراشات.
طرق صيد الحجل في إسبانيا
إنّ الشعب الإسباني من الشعوب التي تَعشق الصيد بشكلٍ عام، وعندهم تقاليدٌ خاصَّةٌ في موضوع صيد الحجل؛ فهو من الطُّيور المفضَّلة لديهم للأكل، أو للاستمتاع بالصيد، ويستخدمون العديد من الأساليب في صيد هذا الطائر وسنذكر هنا أهمَّها.
محمياتٌ طبيعيةٌ لتربية وصيد الحجل
ينشئ بعض الأشخاص في إسبانيا محميَّاتٍ طبيعيةٍ بمساحاتٍ شاسعةٍ من أجل جذبِ طائرِ الحجل المهاجر؛ إذ يمنعون أيّ عمليةِ صيدٍ أثناء موسمِ تكاثر هذا الطائر، وفي نفس وقت موسم التَّكاثر يزوّدون هذه الطيور بالغذاءِ والماءِ المناسبين من خلال بناء محطَّاتٍ صغيرةٍ تلجأ إليها هذه الطيور لتناول وجباتها المفضَّلة من الحبوب.
بعد انتهاء موسم التكاثر يتم افتتاح موسمِ الصيد لهذا الطائر، فيأتي الصيادون من كل حدبٍ وصوب لِممارسة هذه الرّياضة الممتعة، ويصطادون كميَّةً معيَّنة من هذه الطيور؛ من أجل المحافظة على نسله وعودته في الفصل القادم للتَّكاثر.
أسلوب الصيدِ في هذه المحميات الإسبانية هو الاصطياد بالبندقية النارية؛ حيث ينقسم الصيادون لمجموعتين، المجموعة الأولى تعمل على إخافةِ هذه الطيور ودفعها باتجاه المجموعة الأخرى، حيث إنَّ المجموعة الأخرى هم الصيادون الذين يحملون البنادق النارية، فعندما يَرَونَ طيور الحجل أصبحت فوق رؤوسهم تبدأ عمليةُ إطلاق النّار، وتعمل مجموعةٌ ثالثةٌ مكوَّنة من كلاب الصيد على جمع الطيور المصابة بالعيارات النارية.
الصيد بالشبكة
الصيد بالشَّبكة لا يقِلُّ متعةً عن الصيد بالبنادق، غير أنَّ هذا النوع من الصيد له أسلوبٌ خاص، وسنذكر الخطوات التي يعتمدها الصَّيادون في صيد الحجل بالشبكة.
- قبل أنْ يبدأ الصَّياد بنصبِ الشبكة يعود طيور الحجل على مكانِ الغذاء، فينثر الحبوب التي تحبها هذه الطيور كالذرة والقمح في مكانٍ محدد لِجذبها إليه، حيث إنّ عمليةَ النَّثر للحبوب يُكرِّرها الصَّياد يومياً وعلى مدى ثلاثة أيام.
- يبني الصياد لنفسه مكاناً مموَّهاً بين الأغصان أو الصخور؛ بحيث يستطيع رؤية المكان المنثور فيه الحبوب وفي الوقت نفسه لا تراه طيور الحجل.
- ينصب الصَيّاد شبكته في المكان الذي اعتادت طيور الحجل القدوم إليه وتناول وجبة الحبوب التي ينثرها الصَّياد يومياً، ويمدُّ حبلاً من الشبكة إلى مخبئه الذي بناه، ثمّ تبدأ عملية الانتظار.
- ما إن تأتي طيور الحجل لهذا المكان وتتجمَّع أكبر كمِيّةٍ مُمكنة في مكان الشَّبكة، يشدّ الصَّياد الحبل الواصل للشبكة، فتنقلب على طيور الحجل وتمسك بهم أحياءً.
- ينطلق الصَّياد للشبكةِ بسرعة ومعه قفصٌ كبير؛ وذلك حتى يجمع الطيور العالقة ويضعها داخل قفصه.