دولة بيرو

بيرو

تقع بيرو في قارّة أمريكا الجنوبيّة مطلةً على المحيط الهادئ، وشهدت أراضي البيرو قيام حضارة الإنكا قبل أن يحتلّها الإسبان في القرن السادس عشر، وشأن كل دول أمريكا الجنوبية المتحرّرة من الحكم الاستعماري شهدت بيرو العديد من الأزمات السياسية والانقلابات على الحكم، وفترات طويلة من الحكم الديكتاتوري.

تمرّ حاليّاً بفترة استقرار سياسي واجتماعي نسبية، رغم المزيج السكاني الذي يضمّ أعراقاً أوروبيّة وإفريقية وأفروآسيوية، إضافةً إلى السكان الأصليين من بقايا الهنود الحمر، وقد سُمّيت بيرو بهذا الاسم نسبةً إلى أحد الحكام المحليين في بنما والذي كانت ممتلكاته تمثّل أقصى جنوب القارة بالنسبة للإسبان، لذا أطلقوا اسمه على الأراضي المكتشفة جنوباً.

معلومات عن دولة بيرو

الجغرافيا

تقع بيرو على الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، وتحدّها من الشمال الإكوادور وكولومبيا، والبرازيل من الشرق، ومن جهة الجنوب الشرقي دولة بوليفيا، وتشيلي جنوباً، وتقسم جبال الأنديز البلاد إلى ثلاثة أقسام جغرافية: أوّلها من جهة الغرب منطقة الساحل؛ وهي عبارة عن سهل ضيق تربته قاحلة في معظم المناطق فيما عدا الأودية التي تنشأ جراء فيضان الأنهار الموسمية، والمنطقة الوسطى عبارة عن مرتفعات تشمل جبال الإنديز وعدّة هضاب يعيش عليها القليل من السكان، وأخيراً منطقة الغابات المُكوّنة من مساحات كبيرة من الأراضي السهلية الواقعة في المنطقة المدارية، والتي تُغطّيها غابات الأمازون.

التاريخ

عرفت البيرو قبل مرحلة الاستكشافات الأوروبية والاستعمار الإسباني قيام حضارات متطوّرة نسبياً؛ كحضارة كارال التي ازدهرت في الفترة من القرن الثلاثين إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وإمبراطورية الإنكا التي كانت أكبر الدول في أمريكا الجنوبية قبيل اكتشاف كريستوفر كولومبوس للعالم الجديد، وكانت عاصمة تلك الإمبراطورية ومركزها السياسي والإداري في مدينة كوسكو الحالية أحد مدن جمهورية بيرو.

اندثرت تلك الحضارة بواسطة الغزو الإسباني الذي كان السبب في انتقال مرض الجدري إلى سكان البلاد ووفاة المئات، ومنهم الحاكم ووريثه الشرعي، الأمر الّذي نتج عنه تفكك الدولة نتيجة الصراع على السلطة بين خلفائه، واستطاع الغزاة الإسبان بقيادة فرانشيسكو بيزارو فرض الحكم (التاج الإسباني) على البلاد وبدؤوا في استغلال السكان الأصليين في استخراج الفضة التي وفّرت دخلاً عظيماً لإسبانيا وزيادة رقعة نشاطهم التجاري حول العالم، واستمر ذلك إلى القرن الثامن عشر.

في أوائل القرن التاسع عشر كانت البيرو من أواخر الدول التي تخلّصت من الحكم الإسباني بسبب تردّد طبقة النخبة التي خشت فقدان مميزاتها في حالة الحصول على الاستقلال، ولم تحصل البيرو على الاستقلال إلّا بعد الحملات التي شنها سيمون بوليفار وخوسيه دي سان مارتان، في إطار محاولة سيمون بوليفار التحرّرية وتوحيد دول أمريكا الجنوبية.