يا سعيد والأمر فيك عجيب – الشاعر البحتري

يا سَعيدٌ، وَالأمْرُ فيكَ عَجيبُ،

أينَ ذاكَ التّأهيلُ وَالتّرْحيبُ

نَضَبَتْ بَيْنَنَا البَشَاشَةُ وَالوِدُّ

وَغَارَا كَمَا يَغُورُ القَليبُ

زُرْتَ رِفْهاً فأخلَقَ الوَصْلُ بالوَصْـ

ـلِ كمَا يُخلِقُ الرّداءُ القَشيبُ

لا تَغُرّنّكَ جَوْلَةُ الدّهْرِ إنّ الـ

ـدّهرَ، إنْ كانَ مُذنِباً، سيَتوبُ

وَتَعَجّبْ مِنْ غَيرِ مَا أنَا فيهِ،

فكَذا كانَ مُسْلِمٌ وَحَبيبُ

حَفِظَ الله أحْمَدَ بنَ مَنيعٍ،

ما سرَى كوْكَبٌ، وَهَبّتْ جَنوبُ

كانَ خِلَّ الأديبِ حَقّاً وَهَلْ يَعـ

ـرِفُ حَقَّ الأديبِ إلاّ الأديبُ

لبق قُلْقُلٌ، لَهُ خُلُقٌ عَذْ

بٌ، وَوَجهٌ طَلقٌ، وَصَدْرٌ رَحيبُ

مَا نَصِيِيونُ لي بِدارٍ، وَمَا لي

بنَصِيبِينَ غَيرُ عِرْضِي نَصِيبُ

فَتَجَمّلْ لَنَا قَليلاً كَمَا كُنْـ

ـتَ، فإنّ الرّحيلَ عَنْكَ قَرِيبُ