اكتشاف أسباب السلوك العدواني

فوري17 نوفمبر 2023
اكتشاف أسباب السلوك العدواني

اعتمد تفسير السلوك العدواني ولوقت طويل على مشكلات نفسية مثل الإحباط الشديد والاضطهاد للاضطهاد والضغط العصبي والتعرض لسلوك عنف في وقت مبكر من العمر ، وفسر علماء النفس السلوك العدواني على أنه سلوك مضطرب يصحبه ميل للتخريب أو أذى الغير ، وقد يتطور في نهاية الأمر إلى الانتقام . وفي الثمانينيات ، ربط عالم النفس جيمس ديبس بين العدوانية وهرمونات الذكورة ، واستشهد بذلك بأن ارتكاب الرجال للجرائم يزيد عن النساء بستة أضعاف في معظم المجتمعات الإنسانية . لكن ، في دراسة تعد الأحدث من نوعها ، أجريت في نوفوسيبرسك الروسية ، اتضح أن سبب العدوانية لدى الثدييات ، ومن بينها الإنسان ، يرجع إلى موت عدد كبير من الخلايا العصبية بالمخ ، وأن هذا الأمر يبدأ بالحدوث في سن مبكرة من العمر .


لماذا نكون عدوانيون ؟


في دراسة حديثة أجريت في جامعة نوفوسيبيرسك بروسيا ، ضمت مجموعتين من فئران التجارب ، أحدها هادئة والأخرى عدوانية ، وُجد أن السبب الرئيسي لهذا السلوك العدواني هو موت عدد كبير من الخلايا العصبية بالمخ ، وأن هذه الخلايا تتشكل في مراحل مبكرة من تكون الأجنة ، وأنه في حالة الفئران العدوانية ، بدأ موت الخلايا في مراحل مبكرة من ولادتها ، وكان السبب في ذلك هو ارتفاع نسبة بروتين يسمى “عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ” (BDNF) . الوظيفة الأساسية لهذا الهرمون هي تنظيم نمو الأعصاب المغذية لخلايا المخ . فهل يكون هذا الاكتشاف طريقاً للقضاء على السلوك العدواني البشري ، والقضاء على الجرائم وأحداث العنف التي انتشرت في معظم بقاع العالم؟


المحفزات


أياً كانت الأسباب العلمية للعدوانية ، فلا شك أن هناك عوامل محفزة تزيد من السلوك العدواني لدى الأشخاص وأهمها :

• درجات الحرارة : يرتبط السلوك العدواني وزيادة معدل وقوع الجرائم بارتفاع درجات الحرارة ، فنجد على سبيل المثال ، أن البلدان ذات الطقس الحار تزداد فيها جرائم القتل والاعتداء ، على عكس البلدان الباردة .

• الإحباط والضغط العصبي : تشكل الضغوط العصبية والإحباط واليأس عاملاً هاماً في دفع الأشخاص للعدوانية والعنف ، وكثيراً من نجد أشخاص هادئين وأسوياء ولم يسبق لهم القيام بأي سلوك عصبي أو عنيف ، يقدمون بعد تعرضهم للإهانة أو السخرية أو الفشل على ارتكاب جرائم تصل إلى القتل .

• الإعلام : في وقتنا الحالي تنتشر العديد من الوسائل الإعلامية التي تحض أو تبسط أو تعلي من شأن العنف ، مثل الأفلام التي تصور البطل العنيف أو القاتل الذي يلوذ بجريمته دون التعرض لعقاب . ومن الملاحظ ازدياد الأنشطة العنيفة لدى الأطفال بعد مشاهدتهم لما يعرف بأفلام الحركة أو الأكشن ، ويبدأ الطفل في تقليد ما يراه على الشاشة ويترسب داخله أن استخدام القوة دون الالتزام بالنظام المجتمعي والقانوني هو الأسلوب الأمثل للحياة .

• هرمون الذكورة : تزداد نسبة هرمون الذكورة بين المجرمين مما يعكس العلاقة بين هذا الهرمون والعدوانية . ويعتبر السلوك العدواني أكثر انتشاراً بين الذكور عن الإناث بنسبة 1 : 6 . نجد الأمر نفسه في الحيوان حيث يكون الذكر هو المسيطر على القطيع ، وتكون الإناث أقل عدوانية في معظم الحالات .