أمردود لنا زمن الكثيب – الشاعر البحتري

أمردود لنا زمن الكثيب – الشاعر البحتري

المشاركات ذات الصلة
1 من 338

أمردود لنا زمن الكثيب
وغرة ذلك الرشإ الربيب
وأيام الشباب معقبات
على إبداء آثام المشيب
إذا ابتسمت تألق عارضاها
على ضرب يصفق في ضريب
متى يوشك غروب الشمس يردد
سناها من سنا تلك الغروب
أبى الواشون إلا أن يعدوا،
وما أذنبت، حبك من ذنوبي
فمن عرفوا براءته، فإني
ظنين الجهر متهم المغيب
مريب في هواك، رأوا سبيلاً
عليه، والسيبل على المريب
فلا يزد العذول على دعاء
بنأي الدار أو هجر الحبيب
صبابات الدموع تزاد سكباً
ببرح من صبابات القلوب
وصرف بين صرفي كل دهر
زيادات الخطوب على الخطوب
إلى ابن أبي محمد استقــ
ــلت بنا قصد السرى ميل السروب
ترامى من جنوب الأرض مرمى
بعيداً وهي مجفرة الجنوب
يكلفهن سهباً بعد سهب،
ويجشمهن لوباً بعد لوب
إلى ملك تظن ندى يديه
وفيض البحر ساحاً من قليب
وكان، وكنت، والحالان شتى،
بمثن بالإثابة أو مثيب
غريب سجية، وغريب أرض
فما أكدى الغريب على الغريب
ينولنا حمولة من بعيد،
ويحرمنا رجال من قريب
سحاب الجود منهل العزالي
وريح منه صادقة الهبوب
مطرنا بالشمال الشرد منها،
وكنا قبل نمطر بالجنوب
لنا من جاهه وندى يديه
عطاء غير محظور السيوب
بلونا حالتيه، فما نبالي
ضربت بذي الفقار أو الرسوب
له حسب سما في بيت مجد
قليل المثل مفقود الضريب
له في مارج النار انتساب
بأمات نقيات الجيوب
سراة الإنس والجنان أدت
إلى جوذرز نجدتها، وبيب
تطول لها الأعاجم حين تثنى
وتعرفها القبائل للشعوب
وما خلت الفخار يكون يوماً
نصيبك فيه أعلى من نصيبي
إذا سومت شذان القوافي
عدلت بها عن المرعى الجديب